بسبب التغيرات المناخية.. وزير الري المصري: أكثر من ثلث الدلتا معرض للغرق

وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي (يمين) أثناء مشاركته في فعاليات أسبوع القاهرة للمياه (الصحافة المصرية)

القاهرة – مع تصاعد أزمة سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على حصة مصر من المياه، وفي ظل تحذيرات عملية من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على بلاده، أكد وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي، أن أكثر من ثلث دلتا نهر النيل معرض للغرق بسبب التغيرات المناخية.

وبحسب ما نقلته جريدة الأهرام الحكومية، أوضح وزير الري أن من تأثيرات التغيرات المناخية أيضا تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية، وهو ما يتسبب في زيادة ملوحتها.

جاء ذلك خلال جلسة فنية لعرض ومناقشة مشروع "التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل الشمالي ودلتا النيل" في ثاني أيام أسبوع القاهرة الرابع للمياه، والذي يعقد بالعاصمة المصرية خلال الفترة الممتدة بين 24 و28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعنوان "المياه والسكان والتغيرات العالمية.. التحديات والفرص".

وخلال افتتاح الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للمياه، كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده وضعت خطة إستراتيجية لإدارة الموارد المائية حتى عام 2037 بتكلفة تقديرية تبلغ 50 مليار دولار، وقد تتضاعف نتيجة معدلات التنفيذ الحالية.

وذكر السيسي أن "مصر أكثر الدول جفافا في العالم بأقل معدل هطول للأمطار مما يؤدي للاعتماد بشكل شبه حصري على مياه النيل التي تأتي من خارج الحدود".

منحة لمواجهة التهديد

وزير الري المصري أعلن خلال الجلسة أن صندوق المناخ الأخضر (تابع للأمم المتحدة) منح مصر نحو 32 مليون دولار لمواجهة تلك الآثار السلبية، لافتا إلى أنه ليس مبلغا كبيرا للمواجهة، لكن لا يمكن وصفه بالقليل.

وأوضح عبد العاطي أن مشروع "التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل الشمالي ودلتا النيل" يهدف إلى الحد من الفيضانات الساحلية على سواحل مصر الشمالية في 5 محافظات، بسبب ارتفاع منسوب البحر والظواهر المناخية الحادة، والتي تؤثر على المناطق الساحلية المنخفضة الحرجة بإجمالي طول يصل إلى 70 كيلومترا، ووضع خطة رصد وطني وإنذار مبكر مرتبط بعناصر التغيرات المناخية وارتفاع منسوب البحر.

وأضاف الوزير أن المنشآت التي سينفذها المشروع ستوفر الحماية للأراضي المنخفضة في دلتا نهر النيل من تمدد البحر أثناء النوات والعواصف الحادة، كما أن المشروع يوفر الدعم الفني اللازم لإعداد خطة متكاملة لإدارة الموارد الساحلية بالساحل الشمالي، لتجنب أخطار ارتفاع منسوب سطح البحر.

تغير المناخ

الحديث عن غرق الدلتا ليس جديدا ويتردد على مدار السنوات الماضية، وشهد مطلع العام الجاري 2021 نشر دراسة شارك فيها عصام حجي عالم الفضاء المصري بوكالة "ناسا" (NASA) الأميركية، والتي أكدت أن غرق مناطق شمال الدلتا سيتكرر في المستقبل، وسيكون أشد وطأة نتيجة التآكل المستمر للشواطئ، وهو ما أرجعه للتخطيط العمراني غير السليم.

ووفق الدراسة المنشورة في 27 يناير/كانون الثاني الماضي بمجلة "نيتشر ساينتفك ريبورت" (Nature Scientific Reports) فإن المناطق الساحلية للدلتا المكتظة بالسكان أكثر تعرضا للهشاشة، بنسبة تصل إلى 70% بالمقارنة بأي منطقة ساحلية أخرى شرق حوض البحر المتوسط.

وقبل شهرين وصف تقرير أممي التغيرات المناخية في العالم بغير المسبوقة محذرا من ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمثابة "إنذار أحمر". وأشار التقرير إلى ارتفاع أسرع من المتوقع لدرجات الحرارة سوف تستمر تداعياته آلاف السنين.

وسوف تشهد منطقة المتوسط تغيرات كبيرة، وهي تعد "مركز التغيّر المناخي"، إذ ستشهد موجات حر غير مسبوقة وجفافا وحرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة 20% أعلى من المتوسط، وفق ما كشفته مسودة تقييم وضعتها الأمم المتحدة.

وفي أغسطس/آب الماضي، حذرت دراسة دولية أن مصر قد تواجه ندرة شديدة في المياه خلال العقد القادم، تضطرها إلى استيراد كميات كبيرة من المياه.

ووفق دراسة لباحثين من قسم الهندسة المدنية والبيئية في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" (Massachusetts Institute of Technology) المعروف اختصارا بـ"إم آي تي" (MIT)؛ فإن مصر ستستورد من المياه أكثر مما يوفره النيل إذا لم يتم إجراء تغييرات، بحسب البيان الصادر عن الدراسة والمنشور على موقع "فيز دوت أورغ" (Phys.org).

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي