احتدام القتال في إثيوبيا.. ضربات جوية على تيغراي واشتباكات بأمهرة وقصف لإقليم العفر

دبابة متعطلة بسبب القتال بين القوات الحكومية وقوات تيغراي (أرشيف-رويترز)

نفّذ الجيش الإثيوبي، اليوم الجمعة، ضربة جوية جديدة على عاصمة إقليم تيغراي خلّفت 11 مصابا وعطلت رحلة دعم إنساني للأمم المتحدة، في حين قالت الحكومة الإثيوبية إن 7 مدنيين، بينهم أطفال، قتلوا وأصيب آخرون، جراء قصف بالأسلحة الثقيلة من مسلحي جبهة تحرير شعب تيغراي، استهدف مديرية "إوا"، بإقليم العفر المحاذي لتيغراي شمالي إثيوبيا.

وأصابت الضربة الجوية التي نفذتها القوات الحكومة الإثيوبية جامعة في ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي اليوم الجمعة حسب بعض المصادر، فيما فر الآلاف صوب الجنوب، حسبما قالت قوات المتمردين في الإقليم ومصادر منظمات إغاثة.

وأوضحت الحكومة أن الضربة استهدفت قاعدة كانت تابعة للجيش في السابق وتستخدمها الآن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي تسيطر على الإقليم الشمالي.

واليوم الجمعة هو رابع يوم تشن فيه القوات الحكومية قصفا جويا على ميكيلي متزانا مع احتدام المعارك جنوبا في إقليم أمهرة المجاور الذي تحاول الحكومة فيه استعادة الأراضي التي انتزعتها الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في الأشهر الأخيرة.

وأسفرت الحرب المستمرة منذ نحو عام بين القوات الاتحادية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي حكمت إثيوبيا لـ3 عقود ولم تعد تسيطر سوى على منطقة تيغراي، عن مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليوني نسمة.

وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي غيتاشيو رضا لرويترز إن الضربة استهدفت جامعة ميكيلي، لكن ليس لديه معلومات عن الضحايا، فيما قال المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو إن الجامعة لم تُقصف.

وقالت 3 مصادر بمنظمات إنسانية في إثيوبيا، نقلا عن معلومات من سكان في ميكيلي، لرويترز إن الضربة أصابت الجامعة.

ويمثل القصف الجوي جزءا من حملة حكومية جديدة لإضعاف قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

وأفاد تلفزيون تيغراي، الذي تسيطر عليه الجبهة الشعبية، بأن الغارة أصابت الحرم الجامعي وأن 11 مدنيا أصيبوا بجروح.

وأفادت مصادر بمنظمات إنسانية بأن طائرة تابعة للأمم المتحدة كانت متجهة من أديس أبابا إلى ميكيلي اضطرت للعودة أدراجها بسبب الضربة الجوية الجمعة، ولاحقا أعلنت الأمم المتحدة تعليق رحلاتها الجوية إلى إقليم تيغراي بعد فشل هبوط طائرة لها بسبب الغارات الحكومية.

وأعرب المجتمع الدولي عن قلقه إزاء العمليات الأخيرة.

وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية الأربعاء إن واشنطن "تدين استمرار تصعيد العنف وتعريض المدنيين للخطر" في تيغراي.

القتال في أمهرة

وتأتي الضربات الجوية على تيغراي، وسط تقارير عن قتال عنيف في منطقة أمهرة الواسعة جنوب تيغراي حيث تشن الجبهة هجوما منذ يوليو/تموز.

وشن الجيش الإثيوبي الأسبوع الماضي هجوما بريا بهدف طرد مقاتلي الجبهة من الأراضي التي سيطروا عليها في يوليو/تموز في منطقة أمهرة.

وتقاتل قوات الأمهرة جنبا إلى جنب مع الجيش الاتحادي ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي منذ اندلاع الحرب.

وقالت مصادر بمنظمات إنسانية ومسؤولون محليون إن تجدد القتال أرغم الآلاف على الفرار من منازلهم في الجزء الشرقي من أمهرة.

وقال سكان في بلدة ديسي لرويترز اليوم الجمعة إن الخوف ينتشر في البلدة منذ أن أعلن المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا الأربعاء سيطرة مقاتليهم على بلدتين جديدتين على الأقل في المنطقة، ما وضع بلدتي كومبولتشا وديسي "داخل مدى المدفعية"، مع العلم أن عشرات آلاف الناس لجؤوا إليهما سابقا في ظل تقدم قوات الجبهة.

ويشهد جزء كبير من شمال إثيوبيا انقطاعا في الاتصالات، كما أن وصول الصحفيين مقيّد، ما يجعل من الصعب التحقق بشكل مستقل من التطورات الميدانية.

نقص في الوقود

تواصل الأمم المتحدة دق ناقوس الخطر حول الوضع الإنساني الكارثي في تيغراي.

وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوشا) في تقريره الأسبوعي حول النزاع في تيغراي الذي نُشر مساء الخميس، أن العديد من المنظمات الإنسانية اضطرت إلى تعليق توزيع الغذاء بسبب نقص الوقود في وقت تزداد حاجات السكان إلحاحا.

وتعطلت نحو 14 ناقلة بنزين في منطقة عفر حيث يقع الطريق البري الوحيد المؤدي إلى تيغراي، رغم حصولها على إذن بالسفر، كما تؤكد الوكالة الأممية.

المصدر : الجزيرة + وكالات