مؤتمر ليبيا.. الدبيبة يدعو لاحترام نتيجة الانتخابات والأمم المتحدة تحث على إرسال مراقبين

كانت الحكومة الليبية أطلقت "مبادرة استقرار ليبيا" قبل أيام من بدء مؤتمر اليوم الخميس، وترتكز المبادرة على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لبناء الثقة وإجراء انتخابات وطنية نزيهة، وحث جميع الأطراف الليبية والجهات الفاعلة الدولية على قبول نتائج الانتخابات.

افتتاح المؤتمر الدولي لدعم الاستقرار في ليبيا (موقع الخارجية الليبية)

دعا رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة اليوم الخميس في افتتاح مؤتمر دعم استقرار ليبيا جميع الأطراف إلى احترام الانتخابات المقررة يوم 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، في حين حثت الأمم المتحدة المنظمات الدولية والإقليمية على إرسال مراقبين للانتخابات الليبية.

وفي كلمة أمام أول مؤتمر دولي تستضيفه طرابلس منذ عام 2010 لدعم استقرار ليبيا، دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبيين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات، واعتبر الدبيبة أن الوجود العسكري الأجنبي بات ملفا يزعج جميع الليبيين، مؤكدا أن ليبيا لن تنعم بالسلام والاستقرار من دون إنهاء الوجود الأجنبي فيها.

وفي السياق نفسه، قالت وزير الخارجية الليبية نجلاء المنقوش -في كلمة بافتتاح المؤتمر الوزاري الدولي- إن انعقاد مؤتمر دعم استقرار ليبيا في طرابلس "بداية لبناء دولة العدل". وشددت الوزيرة الليبية على أن الاستقرار في ليبيا لا يقوم إلا بتحقيق السيادة، وأكدت أهمية إجراء الانتخابات وتقبل نتائجها.

وتشارك في مؤتمر ليبيا 27 دولة و4 منظمات إقليمية ودولية، وتتركز النقاشات في المؤتمر على مسارين: أمني عسكري وآخر اقتصادي لحل الأزمة الليبية.

وخلال افتتاح المؤتمر، عبرت روزماري ديكارلو نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام عن دعم المنظمة للعملية السياسية في ليبيا، وإجراء الانتخابات في موعدها، كما دعت المنظمات الدولية والأطراف كافة إلى إرسال مراقبين للعملية الانتخابية.

27 دولة و4 منظمات إقليمية ودولية شاركت في أول مؤتمر دولي تستضيفه طرابلس منذ 10 سنوات (الخارجية الليبية)

وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح إن بلاده تدعم قرار مجلس الأمن بإخراج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، كما دعا إلى الالتزام بمخرجات مؤتمري برلين.

البيان الختامي

وحصلت الجزيرة على مسودة البيان الختامي للمؤتمر، الذي نص على الالتزام بوحدة ليبيا وسيادتها، ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي في شؤونها، كما تدين المسودة محاولات خرق الحظر الأممي على إرسال السلاح والمرتزقة إلى ليبيا، كما ترحب بتحسن الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد. وتحث المسودة جميع الأطراف على إنجاح العملية السياسية والتحول الديمقراطي، وتشدد المسودة أيضا على اتخاذ إجراءات عقابية صارمة بحق معرقلي العملية السياسية.

كما تدعم خطة وزارة الداخلية الليبية لتسريح المجموعات المسلحة، ونزع أسلحتها، وإدماج المؤهلين منها في المؤسسات الأمنية والعسكرية.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا إن مؤتمر استقرار ليبيا يمثل فرصة مهمة لمراجعة تنفيذ اتفاقيات مؤتمر برلين، والإعداد للانتخابات والتنمية الاقتصادية، وجددت البعثة الأوروبية التزامها الكامل بدعم الاستقرار في ليبيا، في وقت أكدت فيه سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا التزام واشنطن بدعم وحدة ليبيا، وسيادتها، والانتخابات المقبلة.

قال رئيس البعثة الأممية في ليبيا إن نشر المجموعة الأولى من المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار قد بدأ في العاشر من الشهر الجاري في العاصمة طرابلس على أن يجري نشرهم في مدينة سرت بعد الانتهاء من بعض الترتيبات.

نشر المراقبين

من ناحية أخرى، أبلغ رئيس البعثة الأممية في ليبيا، يان كوبيش، اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) أن نشر المجموعة الأولى من المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار قد بدأ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأضاف كوبيش -في رسالة لأعضاء اللجنة العسكرية- أن المراقبين سيستقرون في العاصمة الليبية في الفترة الأولى إلى حين الانتهاء من الترتيبات المتعلقة بنشرهم في مدينة سرت وسط ليبيا.

وكان المجلس الرئاسي الليبي بصفته القائد الأعلى للجيش ورئيس حكومة الوحدة الوطنية وزير الدفاع بحثا مع اللجنة العسكرية المشتركة خطة خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية.

وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام إنها هنأت اللجنة العسكرية، في لقاءين في طرابلس وبنغازي، على ما وصفتها بالنجاحات التي حققتها خطة العمل المشتركة لسحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة وإعادة فتح الطريق الساحلي وتبادل المعتقلين.

يذكر أن ليبيا تشهد منذ أشهر انفراجا سياسيا وأمنيا، فيوم 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية (تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا) مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات، برعاية الأمم المتحدة، وقد حلت أمس الأربعاء الذكرى العاشرة لمقتل العقيد معمر القذافي، وذلك بعد قيام ثورة شعبية دعمها الغرب تطالب برحيل نظام القذافي.

المصدر : الجزيرة + وكالات