مماطلة للاحتلال في دخولها القطاع.. مشاهد مؤثرة للحظة وصول نسرين أبو كميل لغزة بعد غياب 6 سنوات

اعتقل الاحتلال نسرين أبو كميل خريف 2015 وحكم عليها بالسجن 6 سنوات بتهمة "تصوير ميناء حيفا لصالح المقاومة في غزة، خلال زيارة لعائلتها المقيمة بالمدينة عام 2014".

بعد 3 أيام من القهر و6 سنوات من المعاناة والاعتقال بسجون الاحتلال نسرين أبو كميل تدخل غزة حيث تقيم عائلتها (الجزيرة)

غزة- بكلمات قليلة، وكثير من الدموع والانفعال، تحدثت الأسيرة الفلسطينية نسرين أبو كميل، المفرج عنها من السجون الاسرائيلية، عن لحظات احتضان عائلتها والعودة إلى بيتها في غزة. وقالت "لحظات لا توصف، كنت أعد الساعات والأيام 6 سنوات من أجل هذا اليوم".

وبعد 3 أيام من الإفراج عنها ومن الاعتصام، سمحت سلطات الاحتلال للمحررة أبو كميل (46 عاماً) باجتياز معبر بيت حانون (إيريز) ودخول غزة، ليجتمع شملها بزوجها وأبنائها السبعة.

وأفرج الاحتلال عن أبو كميل، الأحد الماضي من سجن "الدامون" للأسيرات الفلسطينيات، بعد 6 سنوات من الاعتقال، لكنه ظل يماطل ويهدد بعدم السماح لها بالعودة إلى غزة. وقالت أبو كميل "إسرائيل تعمدت إهانتي، ومعاملتي بشكل غير إنساني، وإعاقة لقائي بأسرتي وأطفالي في غزة".

استقبال مهيب للمحررة نسرين أبو كميل في غزة بعد تحررها من سجون الاحتلال (الجزيرة)

منع سفر وغرامة

وأجبرت سلطات الاحتلال أبو كميل، وهي فلسطينية تحمل الجنسية الإسرائيلية، على التوقيع بالموافقة على قرار يقضي بمنعها من السفر من غزة لمدة عامين إلى الداخل المحتل، حيث تقيم عائلتها في مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة عام 1948، إضافة إلى فرض غرامة مالية.

وقضت أبو كميل ليلتها الأولى خارج أسوار السجن في العراء قرب معبر بيت حانون المؤدي إلى غزة، وقضت ليلتين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، إثر رفض الاحتلال السماح لها بدخول القطاع المحاصر منذ عام 2007، بحسب جمعية واعد للأسرى والمحررين.

ولـ 3 أيام ظلت أسرة أبو كميل، زوجها مع الأبناء السبعة، وحشد من الأقارب والمحبين، يرابطون منذ الصباح الباكر وحتى ساعات المساء، على الجانب الفلسطيني من المعبر ثم يعودون بحزن إلى منزلهم بدونها.

تقول الأسيرة المحررة، للجزيرة نت، إن "قرار منعي من السفر ليس له قيمة أمام لقائي بأسرتي وأبنائي، والاحتلال لن يدوم العمر كله".

ووصفت هذه الأيام منذ تحررها بأنها "ثقيلة ومؤلمة" ولا تقل قساوة عن أيام السجن. وقالت "أمتار قليلة كانت تفصلني عن أطفالي ولا أستطيع رؤيتهم واحتضانهم بعد سنوات من الفراق".

وأسوة بكثير من ذوي الأسرى في غزة، منعت سلطات الاحتلال أسرة أبو كميل من زيارتها في السجن طوال فترة اعتقالها.

ورافقت جماهير غفيرة الأسيرة المحررة التي توشحت بالكوفية الفلسطينية، في موكب مهيب بمجرد دخولها المعبر في بلدة بيت حانون، شمال القطاع، وحتى منزلها في حي تل الهوا بمدينة غزة، مطلقين العنان للأغاني والأهازيج الوطنية.

وفور وصولها منزلها، قالت أبو كميل إن فرحتها ناقصة لأنها خلّفت 32 أسيرة يعانين في سجون الاحتلال. ووجهت تحية للمقاومة في غزة، وطالبتها بالعمل على تحريرهن كي لا ينتظرن انقضاء سنوات أحكامهن الطويلة.

حضن منتظر منذ 6 سنوات

واحتبست الكلمات في جوف الزوج حازم أبو كميل (50 عاماً) ولازمته كلمات "الحمد لله.. الحمد لله". وقال الرجل، المعروف بأبي فراس، للجزيرة نت "الآن أصبح لحياتنا معنى.. الحمد لله على كل شيء، كانت تجربة قاسية".

أما أميرة، الابنة الكبرى، فكانت في سن 11 يوم اعتقال والدتها، وقالت بعد احتضانها إنها لا تكاد تصدق، وأضافت للجزيرة نت "كان حضن أمي حلمي الوحيد لـ 6 سنوات".

ثم أضافت الابنة البالغة (17 عاماً) بكلمات ممزوجة بالفخر بوالدتها "إرادة أمي انتصرت على جبروت الاحتلال".

وتحملت أميرة طوال سنوات اعتقال والدتها أعباء أشقائها ورعايتهم، وأصغرهم أحمد الذي كان رضيعاً لم يتجاوز 8 شهور عند اعتقال أمه.

وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت أبو كميل في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وحكمت عليها بالسجن بتهمة تصفها الأسرة بأنها "باطلة" وهي "تصوير ميناء حيفا لصالح المقاومة في غزة، خلال آخر زيارة لذويها عام 2014".

وتعتقل إسرائيل زهاء 5 آلاف فلسطيني في سجونها، بينهم 32 امرأة، و225 طفلا، وهي أرقام تتغير باستمرار جراء عمليات الاعتقال اليومية، حسب مؤسسات متابعة لشؤون الأسرى.

أبو كميل تحتضن طفلتيها بعد 6 سنوات من الاعتقال ومنع زيارتها بسجون الاحتلال (الجزيرة)
المصدر : الجزيرة