ميدل إيست آي: العراقيون لن يحزنوا على رحيل مهندس الغزو كولن باول

بالنسبة لملايين العراقيين فإن باول سيُذكر باعتباره قدم معلومات استخباراتية كاذبة أمام الأمم المتحدة حول وجود أسلحة دمار شامل مزعومة قال إنها كانت بحوزة العراق مبررا التوجه لغزوه.

باول أمام مجلس الأمن في فبراير/شباط 2003 خلال عرضه مخاطر امتلاك العراق أسلحة دمار شامل (رويترز)

قال ميدل إيست آي (Middle East Eye) إن العراقيين لن يحزنوا، ولن يذرفوا الدموع، لوفاة كولن باول وزير الخارجية الأميركي الأسبق مهندس الغزو على بغداد عام 2003 الذي توفي الاثنين الماضي عن 84 عاما متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.

وذكر الموقع البريطاني –في تقرير له– أنه بالنسبة لملايين العراقيين فإن باول سيُذكر باعتباره الشخص الذي قدم معلومات استخباراتية كاذبة أمام الأمم المتحدة حول وجود وخطورة أسلحة دمار شامل مزعومة قال إنها كانت بحوزة الرئيس الراحل صدام حسين ونظامه.

وقد ساعدت ادعاءات باول هذه وزعمه بأن صدام كانت له صلات بتنظيم القاعدة -يضيف الموقع- في رفع زخم التأييد لغزو العراق عام 2003، وما ترتب عن ذلك من سنوات من الفوضى وإراقة الدماء مازالت تداعياتها مستمرة حتى يومنا هذا.

ويرى كمال جابر، العضو السابق بالتحالف المدني الديمقراطي العراقي والمعارض لنظام صدام ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، أن غزو العراق كان "كارثة" بكل معنى الكلمة، مؤكدا أنه بالرغم من تمتع باول بسمعة طيبة كسياسي فإنه فشل في الاعتراض على حرب عام 2003 وعلى "أخطاء متعمدة لا تعد ولا تحصى" ارتكبها بول بريمر الحاكم الأميركي للعراق بعد الغزو.

وأضاف أن باول اختار أن يقف موقف المتفرج على المجازر بحق العراق والعراقيين الأبرياء، ولم يفعل أي شيء حيال ذلك.

وزاد "العراقيون اليوم مشغولون بمحاولة إنقاذ بلدهم ويحتفظون بالدموع لمتظاهريهم الشباب السلميين ولأبنائهم الذين يقتلون على يد المليشيات والعصابات الموالية لإيران. العراقيون لن يذرفوا الدموع على كولن باول".

العراقيون يحملون باول وإدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن مسؤولية شن الحرب على العراق وتدميره (رويترز)

وصمة عار

ورغم تنصله من خطابه الشهير عام 2003 بالأمم المتحدة واصفا إياه بأنه "وصمة عار" في حياته المهنية، فإن العراقيين يحملون باول ورفاقه في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن مسؤولية شن تلك "الحرب الإجرامية" على العراق، وفق تعبير عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي سلام علي.

ويرى علي أن "خطاب باول في الأمم المتحدة ساعد في التأثير على كل من كان متحفظا بشأن شن الحرب على العراق داخل وخارج الولايات المتحدة".

ويردف قائلا إن باول كان من بين كبار الساسة في الإدارة الأميركية المسؤولين عن شن تلك الحرب وتضليل العالم بمعلومات ملفقة، وكان الأحرى أن يحاسبوا على ما فعلوه.

بدوره يرى أحمد حبيب، المحرر بموقع "شكو ماكو" الإخباري العراقي ببغداد، أن صورة باول بالعراق من غير الممكن تلميعها وهو الأمر الذي أفشل كل محاولات إظهاره على أنه حمامة شاركت مكرهة وليس برغبة منها في الحرب.

وأضاف أن إرث بأول يتجلى في ملايين الأرواح التي دُمِّرت، إما قتلا أو نفيا، والبنية التحتية المنهارة التي يجبر بسببها العراقيون يوميا على تكبد المشاق، وهي أمور ناجمة بالكامل تقريبا عن أفعاله هو.

الناشط السياسي علي الخيال، الذي نشأ خلال الاضطرابات التي حدثت فترة ما بعد الغزو، قال إن التأثير النهائي لأفعال باول كان "تسليم العراق لإيران وفي نفس الوقت إزالة مصدر تهديد لإسرائيل".

وأضاف: لو كان الأمر يتعلق فعلا بإنقاذ العراق "لما تم تسليم البلاد إلى دولة دارت معها حرب استمرت 8 سنوات.. الولايات المتحدة كانت مهتمة بإنقاذ إسرائيل من تهديد صدام ولم تكن مهتمة بتحرير العراق. وكولن باول كان يسعى أيضا لإنقاذ إسرائيل ممن يهددونها".

المصدر : ميدل إيست آي