موقف جديد من الناتو.. مؤتمر موسكو حول أفغانستان يتبنى عدة توصيات وطالبان تطالب بالأموال المجمدة والاعتراف بحكومتها

حنفي: أفغانستان لا تشكل تهديدا على الدول القريبة أو البعيدة (الفرنسية)

تبنى مؤتمر دولي عقد بموسكو، اليوم الأربعاء، عدة توصيات حول أفغانستان. وفيما طالبت حركة طالبان مجددا بالاعتراف بحكومتها وتعهدت بإعادة إعمار البلاد بعد الإفراج عن الأموال المجمدة في الخارج، تبنى الحلف الأطلسي موقفا جديدا من الحركة.

وشارك في المباحثات الدولية بموسكو بشأن أفغانستان وزراء خارجية 10 دول.

ووفقا لوكالة أنباء "بختار" الحكومية الأفغانية، ضم وفد طالبان 10 أشخاص، على رأسهم نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال.

وفي بيانه الختامي أعرب المؤتمرون عن قلقهم من نشاط المجموعات الإرهابية بأفغانستان وأكدوا استعدادهم لتقديم المساعدة لضمان الأمن.

ودعا البيان القيادة الأفغانية إلى احترام حقوق الإنسان والمجموعات العرقية وحقوق النساء والأطفال واتباع سياسة داخلية وخارجية معتدلة وحكيمة وودية تجاه الجيران.

وطالب المؤتمر السلطات الأفغانية بتشكيل حكومة شاملة تناسب مصالح كل القوى السياسية والعرقية، وجاء في البيان الختامي "يجب بناء المزيد من التفاعل مع أفغانستان مع مراعاة الواقع الجديد".

المؤتمر طالب بتشكيل حكومة تمثل كل العرقيات والتيارات بأفغانستان (الأوروبية)

التزامات ومطالب

ومن جانبه، أكد نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال، عبد السلام حنفي، أن أفغانستان لا تشكل تهديدا على الدول القريبة أو البعيدة، وطلب من المجتمع الدولي الاعتراف بحكومتهم وهي خطوة لم تتخذها أي حكومة حتى الآن.

وعقب لقاء وزير الخارجية الروسي مع الوفد الأفغاني، قال عبد السلام حنفي نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال الأفغانية إن بلاده ليست بحاجة إلى دعم عسكري خارجي.

وفي تصريحات صحفية قبيل انطلاق مشاورات موسكو بشأن أفغانستان، أكد حنفي أن الحكومة الحالية تفرض سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية، مشددا على حاجة أفغانستان إلى الدعم الدولي لتحقيق الاستقرار والسلام وإعادة إعمار البلاد.

وجدد حنفي التزام الحكومة في أفغانستان بالوعود التي قطعتها بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية منطلقا لأي تهديد لدول الجوار.

ودعا قادة طالبان مجددا الولايات المتحدة إلى الإفراج عن أكثر من 9 مليارات دولار من احتياطي البنك المركزي الأفغاني المحتجزة خارج البلاد، وحذروا من أنهم لن يبرموا أي صفقات تحت ضغط.

وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية أمير خان متقي للصحفيين في موسكو إن حكومته تطالب المجتمع الدولي بالمساعدة في استقرار أفغانستان وتقديم المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأصول المجمدة.

وأكد وفد الحكومة الأفغانية بقيادة طالبان إلى المؤتمر أن الحكومة ستباشر بإعادة إعمار أفغانستان بعد رفع تجميد الأموال الأفغانية.

وأوضح الوفد أن كل الدول المشاركة في المباحثات وعدت بتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.

وقال وزير الخارجية بالحكومة الأفغانية المؤقتة إن الدول المشاركة أكدت ضرورة رفع واشنطن لتجميد الأموال الأفغانية.

وفي سياق متصل، أكدت الحركة أن كل أعضاء الحكومة الأفغانية السابقة "يشتغلون معنا والتشكيلة الحالية تمثل كل الأطياف".

وشددت الحكومة التي تقودها طالبان على أن أفغانستان لا تحتاج إلى دعم عسكري خارجي، ولكنها بحاجة إلى دعم دولي لتحقيق الاستقرار، وإعادة الإعمار.

الدول المشاركة

وشاركت في محادثات اليوم الأربعاء في موسكو الصين وباكستان ودول جوار باكستان، وهي أحد أهم اللقاءات الدولية التي تحضرها طالبان منذ سيطرتها على السلطة في منتصف أغسطس/آب الماضي بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، في حين غابت الولايات المتحدة وذلك بسبب صعوبات لوجستية مرتبطة بتعيين مبعوث جديد لأفغانستان قبل يومين.

وحثّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في افتتاح محادثات "صيغة موسكو" حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان على عدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية كمنطلق لهجمات ضد دول الجوار.

وقال لافروف إنه ناقش بالتفصيل القضايا التي تهم موسكو مع وفد حركة طالبان قبل بدء المحادثات الدولية في موسكو.

وشدد الوزير الروسي على أن تحقيق السلام المستدام في أفغانستان "حاجة ملحة، ويرتبط تحقيقها بتشكيل حكومة تمثل جميع الأعراق، والقوى السياسية في البلاد".

وأبدى وزير الخارجية الروسي رضا بلده عن مستوى التفاعل مع السلطات الأفغانية الجديدة، مضيفا أن حركة طالبان تبذل جهودا من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان، غير أنه حذر من وجود خطر حقيقي من امتداد نشاط حركة إرهابية وتهريب المخدرات من أفغانستان إلى دول الجوار.

ومن جانبه، دعا مبعوث الرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف إلى عقد مؤتمر دولي لبحث تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان.

وقال كابولوف إن الدول المشاركة في "صيغة موسكو حول أفغانستان" ستدعو الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي للمانحين بخصوص أفغانستان.

وأضاف كابولوف أن الهدف من عقد المؤتمر هو تقديم المساعدة الاجتماعية والاقتصادية للشعب الأفغاني وإعادة إعمار أفغانستان.

وشدد كابولوف على أن الاعتراف الدولي بحكومة طالبان مرهون بالوفاء بتعهداتها أمام المجتمع الدولي.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت أمس الثلاثاء إن موسكو وبكين وإسلام آباد تعتزم توفير مساعدات لأفغانستان، ولكن روسيا قالت إنها ليست مستعدة بعد للاعتراف بالحكومة المؤقتة التي شكلتها طالبان عقب سيطرتها على السلطة قبل شهرين.

حلف الناتو

من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن المجتمع الدولي لديه إمكانية التأثير اقتصاديا ودبلوماسيا على طالبان.

وأضاف بمؤتمر صحفي في بروكسل، أن الشركاء في الحلف قادرون على مواجهة المخاطر القادمة من أفغانستان في حال وجود خطر إرهابي، وأنهم سيحاسبون طالبان على وعودها بالالتزام بحقوق الإنسان ومنع الإرهاب وحرية الحركة.

وحول العلاقات مع موسكو، قال إن القوة "الصاروخية لروسيا تمثل تهديدا لأمننا وسنواجهها بزيادة قدراتنا على الردع والمواجهة".

وعبر عن الأسف لما وصل إليه الحال في العلاقات مع روسيا، مؤكدا انفتاح دول الحلف على الحوار معها.

وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأناضول أن وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيعقدون اجتماعا في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل يومي الجمعة والسبت المقبلين لبحث عدد من الملفات أبرزها أفغانستان.

ومن المقرر أن يبحث وزراء دفاع الحلف الوضع في أفغانستان بعد انسحاب قوات الحلف، وما يمكن فعله للحفاظ على المكتسبات التي تحققت في البلاد في ما يتصل بمحاربة الإرهاب.

المصدر : الجزيرة + وكالات