ليبيا.. اختتام المشاورات في المغرب والمنفي يؤكد إجراء الانتخابات بموعدها

اختتم وفدا المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبييْن يوم الجمعة مشاوراتهما في الرباط دون الإعلان عن إنهاء الخلاف بشأن الانتخابات البرلمانية، في حين أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أن الانتخابات ستجرى في موعدها.

وقد دعا البيان الختامي للقاء التشاوري الليبي، المجتمع الدولي إلى دعم الانتخابات المقررة في 24 من ديسمبر/كانون الأول المقبل، على أساس مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي.

وأضاف البيان أن اللقاء جرى في ظروف ودية وأخوية يسودها التفاهم والتوافق بين شركاء الوطن الواحد.

وقبل اختتام المفاوضات بين وفدي مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة بشأن قانون الانتخابات، أجرى الوفدان مباحثات مباشرة الخميس في اليوم الأول من اللقاء التشاوري بالعاصمة المغربية الرباط.

وأعلن رئيس وفد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا عمر بوشاح أن وفدي ليبيا إلى مشاورات الرباط يعملان حاليا على المواءمة بين مقترحيهما الخاصين بالانتخابات البرلمانية.

وأضاف بوشاح، في تصريح للجزيرة، أن الوفدين سيناقشان بعد ذلك القانون الانتخابي المتعلق بمنصب رئيس البلاد.

وسعى الوفدان في هذه المباحثات -التي رعتها البعثة الأممية للدعم في ليبيا- إلى حلّ الخلافات وإيجاد صيغة توافقية بشأن القوانين الانتخابية والقاعدة الدستورية، تحضيرا لإجراء الانتخابات العامة المقررة يوم 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وظهرت خلافات في الفترة الأخيرة بين مؤسسات الحكم في ليبيا، وتحديدا بين مجلس النواب من جهة، والمجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جهة أخرى، خاصة في ما يتعلق بالصلاحيات ومشاريع القوانين الانتخابية.

Mohammed al-Menfi, Libyan Presidency Council Head, Visits Berlin
ميركل خلال المؤتمر الصحفي في برلين مع المنفي (غيتي)

ستجرى في موعدها

وفي وقت سابق الجمعة، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إن الانتخابات ستجرى في موعدها.

وأكد المنفي -في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين- أن الحكومة تتابع أعمالها لإتمام المرحلة الانتقالية للوصول إلى الانتخابات في موعدها.

وأضاف أن النقاط المهمة التي يتم التركيز عليها تتمثل في توحيد مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية إن بلدها سيظل ملتزما بدعم ليبيا، مشددة على أن تغيير الحكومة الألمانية لن يؤثر على دعم برلين لطرابلس، وأن ليبيا ستظل أولوية بالنسبة لألمانيا.

وأضافت ميركل أنه يجب العمل على انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وأن النفوذ الأجنبي يجب ألا يحدد مستقبل ليبيا.

البعثة الأممية تؤكد شرعية الحكومة

وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع من إعلان مجلس النواب الموافقة على سحب الثقة من حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في خطوة عدّها المجلس الأعلى للدولة باطلة كونها تخالف الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي.

وقالت البعثة الأممية بليبيا إن حكومة الدبيبة تظل معها الشرعية حتى استبدالها عبر عملية منتظمة تعقب الانتخابات.

ودعا السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند إلى الإسراع في الاتفاق على الأرضية القانونية والدستورية للانتخابات المقبلة في ليبيا.

وشدد نورلاند على ضرورة انطلاق الحملة الانتخابية بعد أسبوع أو أسبوعين.

وأضاف في ختام اليوم الأول من اللقاء التشاوري للوفدين الليبيين في الرباط أن الشعب الليبي سيتمكن عبر الاستحقاق الانتخابي المرتقب من اختيار ممثليه، وتشكيل حكومة ليبية موحدة.

انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة

وفي السياق ذاته، شددت الجزائر على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا بشكل تدريجي ومُنّظم وآمن، وبرعاية الأمم المتحدة وبالتنسيق مع الدول المجاورة.

وحذرت، خلال اجتماع وزاري لمجلس السلم والأمن الأفريقيين بشأن ليبيا، من التداعيات الخطيرة في حال حدوث انتقال غير مدروس ومراقب للمرتزقة خارج ليبيا.

وخلال الاجتماع، أكدت الخارجية الليبية أن تنفيذ القرارات والمبادرات بشأن الوضع في ليبيا لن يتأتى إلا بإنهاء وجود المقاتلين الأجانب دون قيد أو شرط.

وقال وكيل الخارجية الليبية إن اجتماعا سيعقد في طرابلس يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لبلورة موقف إقليمي ودولي موحد بشأن آليات ضمان الاستقرار.

من جانبها، حثت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وفدي المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، المجتمعيْن في المغرب، على اغتنام الفرصة والمضي في استكمال الإطار التشريعي للانتخابات.

المصدر : الجزيرة + وكالات