مصر.. تخفيف عقوبة متهمي "اسجد للكلب" إلى الحبس سنة مع إيقاف التنفيذ

القضاء المصري انتهى إلى وقف تنفيذ الحكم بحبس الطبيب الذي أمر ممرضا "بالسجود لكلبه" (رويترز-أرشيف)

القاهرة- سادت حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد أن خففت المحكمة حكم حبس الطبيب الذي ظهر يأمر ممرضا مسنا "بالسجود والصلاة" لكلبه، في واقعة أثارت ضجة كبيرة، ولقيت رفضا رسميا وشعبيا واسعا ظهر في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل.

وقضت محكمة جنح مستأنف الاقتصادية، أمس الاثنين، بقبول استئناف الطبيب عمرو شريف وآخرين ظهروا في الفيديو الشهير، على حكم حبسهم في واقعة "اسجد للكلب" سنتين شكلا وفي الموضوع بتصحيح الحكم وجعل الحبس سنة واحدة مع إيقاف التنفيذ، وتغريم الطبيب 100 ألف جنيه وباقي المتهمين 50 ألف جنيه.

ولم تكتف المحكمة بتخفيف الحكم، بل برأت المتهمين من تهمتي التعدي على القيم الأسرية للمجتمع واستخدام حسابات على مواقع التواصل لارتكاب الجرائم المسندة إليهم.

وكانت المحكمة الاقتصادية قضت -في وقت سابق- بحبس المتهمين الثلاثة في الواقعة المعروفة إعلاميًا "بواقعة السجود لكلب" والتنمر على ممرض سنتين، وغرامة 100 ألف جنيه.

غضب مواقع التواصل

تخفيف الحكم على الطبيب وأصدقائه إيقاف تنفيذه أثار موجة غضب واسعة في مصر، ووصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي المحاكمة بالتمثيلية والهزلية، وشبهوها بمحاكمة رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك في أعقاب ثورة يناير/كانون الثاني 2011، التي شهدت في مراحلها الأولى أحكاما مشددة، ثم انتهى أغلبها لاحقا بالبراءة.

كما قارن ناشطون على مواقع التواصل بين إيقاف تنفيذ حكم صاحب واقعة "اسجد للكلب" الذي استهزأ بالدين وأهان "ممرضا مسنا لا حول له ولا قوة"، بالحكم الصادر على الإعلاميين المعارضين معتز مطر وحسام الشوربجي بالحبس المشدد 15 عاما بتهمة إهانة قاض.

وكانت محكمة جنايات الزقازيق أصدرت أمس الاثنين حكما بالسجن المشدد غيابيا على كل من الإعلاميين المعارضين معتز مطر وحسام الشوربجي لمدة 15 عاما لإدانتهما بإهانة رئيس محكمة جنح إرهاب الزقازيق والتشكيك في أحكام القضاء المصري عبر برامجهما الفضائية.

تفاصيل الواقعة

حدثت الواقعة مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، حين شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتشار مقطع مصور امتد بضع دقائق، وظهر فيه صوت الطبيب عمرو خيري رئيس قسم العظام بجامعة عين شمس في أحد المستشفيات وهو يهين ممرضا كبيرا في السن في المستشفى ذاته، ويجبره على القفز بالحبل بصحبة اثنين من أفراد أمن المستشفى، ثم يأمره "بالصلاة" للكلب وقوْل الله أكبر، وهو ما رفضه الممرض.

وخلال المقطع -الذي هزّ المجتمع المصري- قال الطبيب للممرض "هتسجد سجدتين للكلب"، ثم أمره بالصلاة "صلّ للكلب، صلّ للكلب، وقل الله أكبر"، لكن الممرض الذي بدا عليه الإرهاق والانزعاج من حفلة التنكيل به اعترض قائلا "لا يا بيه مش هعمل كده"، وتساءل: "هتشيل ذنبي ولا أشيل ذنبك"، فرد الطبيب "أنا هشيل ذنبك".

وفي محاولة يائسة لإرضاء الطبيب، قال الممرض "نضرب له تعظيم سلام ونعمل اللي أنت عاوزه"، وهو ما حدث لاحقا في المقطع المصور نفسه، الذي ظهر فيه الممرض قليل الحيلة أمام تعنت وإصرار الطبيب طوال المقطع، والذي لم يخلُ من ألفاظ وعبارات مسيئة.

وأعلنت النيابة المصرية -حينها- إحالة الطبيب وزملائه إلى المحكمة لاتهامهم بالتنمر على ممرض بالقول واستعراض القوة والسيطرة عليه؛ إذ أمروه بالسجود لحيوان يملكه واحد من المتهمين مستغلين ضعفه وسلطتهم عليه بقصد تخويفه ووضعه موضعَ السخرية والحطّ من شأنه، والاعتداء بذلك على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، وانتهاك حرمة حياة المجني عليه الخاصة.

 

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي