العقل المدبر لعدة تفجيرات دامية.. من هو غزوان الزوبعي الملقب بأبي عبيدة بغداد الذي أعلن العراق اعتقاله؟

اعتقال الزوبعي جاء بعد نحو أسبوع من إعلان العراق القبض في دولة مجاورة على سامي جاسم الجبوري، "مشرف المال" في تنظيم الدولة ونائب زعيمه السابق أبو بكر البغدادي

غزوان الزوبعي العقل المدبر لتفجير الكرادة الذي أعلن العراق اعتقاله أمس/ مواقع التواصل
العراق قال إن الزوبعي اعتقل خلال عملية معقدة نفذت بالتعاون مع دولة مجاورة لم يسمها (مواقع التواصل)

أعلنت السلطات العراقية مساء أمس الاثنين اعتقال غزوان الزوبعي الملقب بأبي عبيدة بغداد العقل المدبر وراء واحد من أكثر التفجيرات الدموية التي استهدفت منطقة تجارية مكتظة في حي الكرادة وسط بغداد عام 2016، وتسبب في سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح وعدة تفجيرات أخرى.

وغرّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على تويتر بنبأ اعتقال الزوبعي بعد ملاحقة مخابراتية معقّدة خارج العراق، واصفا الزوبعي بأنه "الجاني الأساسي وراء فظائع الكرادة وغيرها الكثير".

وقال مسؤولان في المخابرات العراقية لوكالة أسوشيتد برس إن الزوبعي، وهو عراقي، اعتقل خلال عملية معقدة نفذت بالتعاون مع دولة مجاورة لم يكشفا اسمها. تم تعقبه من قبل السلطات لعدة أشهر، وأشارا إلى أن الزوبعي اعتقل في هذه الدولة، ونُقل إلى العراق قبل يومين.

والزوبعي البالغ من العمر 29 عامًا، كان من مقاتلي القاعدة عندما سجنه الأميركيون في العراق في معتقل كروبر قرب مطار بغداد الدولي حتى عام 2008، ثم هرب من سجن أبو غريب في عام 2013. وانضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية بعد ذلك.

وقال مسؤولون عراقيون إن الزوبعي خطط للعديد من الهجمات في العراق، وكان أشهرها تفجير الكرادة عام 2016. وكان يعمل تحت قيادة إلياس أبو عبيدة.

تفجير الكرادة عام 2016 خلف مئات القتلى والجرحى (رويترز)

وبحسب الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، فإن الزوبعي مسؤول عن 4 تفجيرات على الأقل. وأضاف في بيان عبر تويتر أن الزوبعي "كان مشرفا أيضا على تفجير مزدوج بمول النخيل" في العاصمة بغداد في سبتمبر/أيلول 2016 من خلال انتحاري يرتدي حزاما ناسفا، وتلاها تفجير مركبة مفخخة. وأضاف أنه المسؤول عن تفجير مركبة مفخخة في بغداد في مايو/أيار 2017، وتفجير آخر في الشهر ذاته في منطقة الشواكة قرب هيئة التقاعد العامة. وأشار رسول إلى أن الزوبعي هو المسؤول عن تفجير مركبة استهدفت زوار الإمام الكاظم في مايو/أيار 2016.

وقتل ما لا يقل عن 292 شخصًا وأصيب نحو مئتي جريح في تفجير عربة مفخخة بواسطة انتحاري اسمه "أبو مها العراقي"، واستهدف التفجير منطقة تجارية مكتظة بالمتسوقين في حي الكرادة ببغداد مطلع يوليو/تموز 2016 قبل 3 أيام من عيد الفطر، وحوّل التفجير المركز التجاري إلى جحيم، وغذى الحريقَ صندوق ممتلئ بالملابس والعطور الزيتية ومبطن بألواح قابلة للاشتعال.

وجاء اعتقال الزوبعي بعد نحو أسبوع من إعلان العراق القبض في دولة مجاورة على سامي جاسم الجبوري، "مشرف المال" في تنظيم الدولة ونائب زعيمه السابق أبو بكر البغدادي، وفق مصدر رسمي عراقي.

وأعلن العراق أواخر العام 2017 "انتصاره" على تنظيم الدولة بعد طرد مقاتليه من كل المدن الرئيسية التي سيطروا عليها في العام 2014، في حين قتل البغدادي عام 2019.

وتراجعت مذاك هجمات التنظيم في المدن تراجعا كبيرا، لكن القوات العراقية لا تزال تلاحق خلايا نائمة في مناطق جبلية وصحراوية، في حين يستهدف التنظيم بين وقت وآخر مواقع عسكرية، ونفّذ الشهر الماضي هجوما أودى بثلاثين مدنيا في حي مدينة الصدر في العاصمة بغداد.

وأشار تقرير للأمم المتحدة نشر في فبراير/شباط الماضي إلى أن "تنظيم الدولة يحافظ على وجود سري كبير في العراق وسوريا، ويشن هجمات على جانبي الحدود بين البلدين مع امتداده على الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقا".

وقدّر التقرير بأن تنظيم الدولة لا يزال يحتفظ بما مجموعه 10 آلاف مقاتل "نشط" في العراق وسوريا.

واعتبر مسؤول في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أن التنظيم في العراق "محلي جدا"، وأن وضعه المالي "صعب".

ويقدم التحالف الدولي الدعم للقوات العراقية في حربها على تنظيم الدولة منذ العام 2014، ويضم 3500 عسكري، بينهم 2500 أميركي، ستتحول مهمتهم إلى "استشارية" و"تدريبية" تماماً بحلول نهاية العام.

المصدر : وكالات