الرئيس الإيراني يرد على دعوة الأوروبيين للاستفادة من الوقت والعودة سريعا لمفاوضات فيينا

رئيسي اعتبر أن استعداد الطرف المقابل لرفع العقوبات مؤشر على جديته في المفاوضات النووية (الجزيرة)

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الإثنين، إن بلاده تدعم المحادثات مع القوى الست الكبرى بشأن ملفها النووي على أن تكون موجهة لتحقيق نتائج.

وأضاف رئيسي للتلفزيون الرسمي "نحن جادون بشأن مفاوضات مرتبطة بالنتائج… العقوبات الأميركية الظالمة المفروضة على إيران يجب أن تُرفع".

وأوضح الرئيس الإيراني أن بلاده تسعى لمفاوضات نووية تحقق نتائج حقيقية إلا أنها لن ترهن اقتصادها لمستقبل الاتفاق النووي.

ويأتي حديث رئيسي بعد تصريحات لمسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين، قال فيها إن المرحلة الآن باتت حساسة بالنسبة لاتفاق إيران النووي، وإن هناك إجماعا على ضرورة العودة إلى محادثات فيينا.

عامل الوقت

وفي تصريحات خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، أضاف بوريل أن الاتحاد أبلغ طهران أن الوقت ليس في صالحها، وعليها العودة سريعا إلى طاولة المفاوضات.

وفي وقت سابق قال بوريل إنه يرجو أن يجتمع دبلوماسيون أوروبيون وإيرانيون قريبا لمحاولة إحياء المحادثات في ملف طهران النووي، لكنه أحجم عن تأكيد أنباء بخصوص اجتماع محتمل في بروكسل الخميس المقبل.

European Union High Representative for Foreign Affairs Josep Borrell holds a news conference, in Brussels
بوريل أكد أن الاتحاد الأوروبي أبلغ طهران أن الوقت ليس في صالحها بشأن العودة إلى محادثات فيينا (رويترز)

وقال بوريل للصحفيين في لوكسمبورغ اليوم، لدى وصوله لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد "لا أحد يعلم. أنا متفائل اليوم أكثر من الأمس".

وتابع "لا تأكيد حتى الآن لكن الأمور تتحسن، وآمل أن نعقد اجتماعات تحضيرية في بروكسل خلال الأيام المقبلة".

وفي وقت سابق، نقلت شبكة بلومبيرغ (Bloomberg) عن نائب إيراني أن وزير الخارجية حسين عبد اللهيان ألمح أمس إلى أن تلك المحادثات الجديدة ستعقد الخميس المقبل.

وقبل ذلك، أكد مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أن اجتماعات ستعقد في بروكسل بدلا من فيينا، لكنه لم يحدد موعدا.

وقد عقد إنريكي مورا مبعوث الاتحاد الأوروبي، الذي ينسق محادثات إحياء الاتفاق النووي، لقاء في طهران الخميس الماضي مع فريق التفاوض الإيراني، بعد 4 أشهر من توقف المحادثات بين إيران والقوى العالمية في فيينا.

لا شروط مسبقة

ويرفض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الآن استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا قبل أن تعود للالتزام بمقتضيات الاتفاق الموقع عام 2015، الذي قيدت بموجبه طهران أنشطة برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، لكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب انسحبت منه عام 2018.

ورغم موقف الرئيس الإيراني، فقد أعلنت خارجية بلاده، بعد زيارة مورا، أنها ستجري محادثات مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل خلال الأيام المقبلة.

وقال دبلوماسيون غربيون إنهم يخشون أن يطرح فريق التفاوض الجديد بطهران مطالب جديدة تتجاوز نطاق ما تم الاتفاق عليه بالفعل، إذ يرون أن الرئيس الإيراني متشدد تجاه الغرب على عكس سلفه حسن روحاني "البراغماتي" حسب وصفهم.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحفي اليوم، إن بلاده لم تضع شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات، لكنها تطالب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتقديم ضمانات للعودة إلى الاتفاق النووي واتخاذ مسار غير مسار سلفه ترامب.

المصدر : الجزيرة + رويترز