الجيش اليمني يتصدى للهجوم.. اعتقالات وموجة نزوح بعد إعلان الحوثيين السيطرة على مديريات بشبوة ومأرب

تحتدم المعارك بين جماعة أنصار الله الحوثيين والجيش اليمني. فبينما أعلن الحوثيون سيطرتهم على عدة مديريات في محافظتي شبوة ومأرب شرق اليمن، قال الناطق باسم قوات الحكومة اليمنية إن الجيش أفشل محاولات الحوثيين لاختراق بعض الجبهات في مأرب. في حين تحدثت مصادر محلية عن قيام الحوثيين بحملة اعتقالات واسعة في مديرية العبدية، وعن موجة نزوح واسعة في عدة قرى.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن قواتهم سيطرت على 5 مديريات في محافظتي مأرب وشبوة، بينها مديرتا العبدية وحريب.

لكن الجيش اليمني أعلن الأحد كسر محاولات حوثية جديدة لاقتحام جبهات في مأرب، مؤكدا استمرار المعارك. وقال الناطق باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي "لن تستمر الاختراقات التي قام بها الحوثيون في جبهات العبدية وحريب بمأرب".

وأكد في حديث للجزيرة أن الجيش كسر محاولات الحوثيين لاختراق بعض جبهات مأرب، وأضاف أن "المعارك مستمرة".

وفي السياق، قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي -لوكالة الأناضول- إن المعارك في مديرية العبدية لا تزال مستمرة بين كر وفر، بين قوات الجيش مدعومة بالقبائل وبين الحوثيين.

واتهم بادي الحوثيين باستخدام صواريخ باليستية في ضرب قرى ومدن صغيرة في العبدية، وتعريض حياة الأطفال والنساء والمدنيين للخطر، كما منعت جماعة الحوثي دخول الغذاء والدواء في حصار غير إنساني وفق المتحدث الحكومي.

وخلال لقائه السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين بالعاصمة السعودية الرياض الأحد، قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك إن مليشيا الحوثي ارتكبت جرائم في العبدية ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

اعتقالات ونزوح

وفي وقت سابق، قالت مصادر يمنية إن مسلحي جماعة الحوثي استكملوا السيطرة على كامل مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب الإستراتيجية، بعد حصار كامل استمر نحو شهر ومعارك عنيفة مع رجال القبائل فيها. وأضافت المصادر أن الحوثيين يشنون حملة اعتقالات واسعة في المديرية، وأن عدة قرى تشهد موجة نزوح كبيرة.

وتقع مديرية العبدية جنوب غربي مدينة مأرب، ويقطنها 36 ألف شخص، وتكتسب أهمية إستراتيجية نظرا لموقعها الجغرافي الذي يجعل منها إحدى بوابات محافظة مأرب، فضلا عن ارتباطها الجغرافي بمحافظتي البيضاء وشبوة من جهة الغرب والجنوب، عبر سلسلة جبلية واسعة.

وكانت العبدية تمثل منطلقا للقوات الحكومية للتحرك نحو محافظة البيضاء، لقطع خطوط الإمداد على الحوثيين باتجاه محافظة شبوة.

وبعد سيطرتهم على العبدية، يقترب الحوثيون من السيطرة على مركز مديرية الجوبة الذي يبعد عن مدينة مأرب الغنية بالنفط نحو 30 كيلومترا، والمدينة هي آخر معاقل الحكومة الشرعية شمالي البلاد، كما أنها معقل الجيش الوطني ومقر وزارة الدفاع.

من جهته، قال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب اليمنية سيف مثنى إن التصعيد العسكري للحوثيين أدى إلى تهجير 3 آلاف أسرة من المديريات الواقعة جنوبي المحافظة منذ مطلع الشهر الماضي. وأكد سيف مثنى في مؤتمر صحفي أن مئات الأسر ما تزال عالقة في مديرية العَبْدية التي تعيش كارثة إنسانية في ظل استمرار حصار الحوثيين لها.

تهجير في عدن

في سياق يمني آخر، اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجلسَ الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بارتكاب انتهاكات وعمليات تهجير قسري للسكان في مدينة كريتر بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

وأعرب المرصد عن قلقه إزاء تنفيذ قوات المجلس الانتقالي الجنوبي عمليات تهجير قسري لسكان حي جبل الفُرْسْ بالمدينة، وقال إنه اطلع على معلومات تفيد بإحراق قوات المجلس الانتقالي الجنوبي عشرات المنازل في الحي، بعد تهجير سكانه بقوة السلاح.

المصدر : الجزيرة + وكالات