بعد أسبوع من الغموض.. النيابة المصرية تحل لغز "السيارة الشبح" في النيل

Egypt, Cairo, Nile, Tahrir Square and Garden City
النيابة المصرية كشفت عن حقيقة اختفاء حافلة في نهر النيل بالعاصمة القاهرة (غيتي)

القاهرة – أسبوع من الغموض عاشه المصريون بحثا عن الحافلة "الشبح" التي اختفت بركابها "إثر سقوطها المزعوم" في نهر النيل بالعاصمة القاهرة، ولم تنجح فرق الإنقاذ طوال الأسبوع الماضي في العثور على أي أثر لها أو ركابها.

وعقب أسبوع من البحث وكثير من الآراء والشائعات، أسدلت النيابة العامة المصرية الستار على القضية التي شغلت وسائل الإعلام المصرية أياما طويلة، معلنة أنها لم تحدث من الأساس.

وأصدرت النيابة المصرية بيانا، أمس السبت، أعلنت فيه إغلاق القضية بعدما أكد شهود العيان في التحقيقات عدم تيقنهم مما أبلغوا عنه بسقوط سيارة من أعلى الكوبري، مشيرين إلى أنهم سمعوا من آخرين عن الواقعة من دون أن يروها بأعينهم.

وزاد من غموض الحادث وتضارب الآراء بشأنه عدم وجود كاميرات مراقبة قريبة تكشف عن تفاصيل ما حدث، فضلا عن تضارب الشهادات، فدفع ذلك البعض إلى ترجيح فرضية عدم وقوع الحادث من الأساس، وسط جدل بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أطلقوا على السيارة وصف "الشبح"، في إشارة إلى اختفائها من دون أثر.

الخط الزمني

وحسب بيان النيابة، فقد سارت أحداث القضية الغامضة على النحو الآتي:

  • تلقت النيابة العامة بلاغًا يوم العاشر من أكتوبر/تشرين الأول بسقوط ميكروباص من فوق كوبري الساحل.
  • وحدة الرصد والتحليل رصدت أخبارا متداولة عن الواقعة ذاتها.
  • بالانتقال إلى موقع البلاغ، تبيّن وجود كسر بسور الكوبري الحديدي وآثار تهشم زجاج.
  • بسؤال 3 شهود، ادّعوا سماع صوت ارتطام بالمياه في مكان الواقعة.
  • كلفت النيابة وحدات الإنقاذ النهري بالبحث والشرطة بالتحري عن الواقعة.
  • لم تتوصل فرق الإنقاذ إلى شيء، وأكدت تحريات الشرطة عدم صحة البلاغ.
  • القبض على سائق توك توك لاصطدامه بجزء من سور كوبري الساحل.
  • النيابة أعادت سؤال الشهود فأقرّوا بعدم رؤيتهم شيئا.
  • القبض على الشهود الثلاثة وتوجيه اتهام لهم بالبلاغ الكاذب وإزعاج السلطات.

 

مثلث برمودا

ومثّل اختفاء الحافلة المزعومة، وعدم العثور عليها من فرق الإنقاذ واقعة غامضة أثارت ضجة بالبلاد، وشبهها البعض بحوادث أسطورة "مثلث برمودا" في المحيط الأطلسي، الشهير بحوادثه الغامضة من دون تفسير علمي دقيق.

ومنذ الأحد الماضي، تعاملت أغلب وسائل الإعلام المحلية مع الحادثة على أنها حقيقة، وبدأت تعدّ الساعات انتظارا لخروج الحافلة أو بحثا عن تفسير لهذا الغموض الذي زاده عدم الإبلاغ عن اختفاء أي حافلة، أو مفقودين قد تكون لهم علاقة بالحادث.

قبل أن يساعد عدم طفو الحافلة على سطح المياه، أو العثور على ضحايا بعد أيام طويلة، في تقوية رواية أن ثمة أمرا غير حقيقي في ما يحدث، وهو ما كشفت عنه التحريات الأمنية والنيابة لاحقا.

وبعد بيان النيابة تحدث مغردون وناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي عن الدرس المستفاد إعلاميا من الحادث، مشيرين إلى تورط معظم وسائل الإعلام في الترويج للحادث من دون دليل أو شهود عيان.

كاميرات

وبعيدا عن الحادث نفسه، دفع عدم وجود كاميرات مراقبة على الجسور عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب محمد عبد الله زين الدين إلى مطالبة وزارة النقل بأن تتضمن خطة التطوير وسائل لإحكام الرقابة والمتابعة بشكل دقيق لمنع تكرار ما حدث في جسر الساحل.

وفي تصريحات صحفية الأسبوع الماضي، أوضح زين الدين أن من بين عمليات التطوير التي يجب أن تشهدها الطرق والجسور الرقابة بالكاميرات، لرصد أي تجاوزات أو اختلالات من شأنها التأثير في حياة المواطنين، على حد قوله.

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي