اتهامات لحزب القوات اللبنانية بشأن اجتماع سبق اشتباكات بيروت وجعجع ينفي

عناصر من الجيش في شوارع بيروت (الأوروبية)

زادت حدة الاتهامات المتبادلة بشأن اشتباكات الخميس الماضي في بيروت؛ إذ أطلق كل من حزب الله وحزب القوات اللبنانية تصريحات متتالية بشأن مسؤولية الطرف الآخر عن هذه الأحداث الدامية.

ووصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الاشتباكات -التي وقعت في منطقة الطيونة (جنوبي العاصمة) وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص- بأنها نسخة مسيحية مصغرة من أحداث 7 مايو/أيار عام 2008 التي سيطر فيها حزب الله على جزء من بيروت.

وقال جعجع -في أحاديث للإعلام المحلي مساء أمس الجمعة- إنه كان لا بد من التحرك عند المسيحيين لمواجهة ما سماها "محاولة حزب الله لقتل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت".

لكنه نفى في الوقت نفسه أن يكون حزبه قد خطط لأعمال العنف التي وقعت في الطيونة.

اجتماع سبق الأحداث

وأكد جعجع أن الاجتماع الذي عقدته قيادة حزبه قبل يوم من الأحداث كان سياسيا تماما، وكان يرمي إلى مناقشة خيارات التحرك إذا ما نجح حزب الله في سعيه لعزل المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.

وأضاف أن من يتحمل مسؤولية ما حصل للمحتجين في بيروت هم قادتهم الذين جروهم إلى ذلك المكان بالذات، وفق تعبيره.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يقدم برنامجه الذي يترشح على أساسه للانتخابات الرئاسية في معراب أبريل 16 2014
جعجع اتهم حزب الله بمحاولة قتل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت (الجزيرة-أرشيف)

وفي وقت سابق، حمّل قيادي في حزب الله حزب القوات اللبنانية مسؤولية ما حصل، وذلك في كلمة ألقاها خلال مراسم تشييع عدد من قتلى الاشتباكات أمس الجمعة.

وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين إن الهدف مما حدث هو إشعال الفتنة، معتبرا أن ما حصل كان كمينا استهدف المدنيين. واتهم حزب القوات اللبنانية بالتخطيط "لحرب أهلية جديدة" بإيعاز من الولايات المتحدة وتمويل من جهات عربية، حسب قوله.

وأكد أن الحزب لن ينجر إلى حرب أهلية، لكنه في الوقت نفسه لن يترك دماء شهدائه تذهب هدرا، وفق تعبيره.

وقد بدأت الأحداث بإطلاق نار كثيف خلال مظاهرة نظمها مؤيدون لحزب الله وحركة أمل للتنديد بقرارات المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت -القاضي طارق البيطار- والمطالبة بعزله.

ودارت الاشتباكات بالرشاشات والقذائف الثقيلة لنحو 5 ساعات في المنطقة التي تبعد عشرات الأمتار عن قصر العدل، على الرغم من انتشار وحدات الجيش سريعا في الموقع الذي يعد من خطوط التماس السابقة خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، حيث يفصل بين منطقة الشياح ذات الأغلبية الشيعية ومنطقة "عين الرمانة – بدارو" ذات الأغلبية المسيحية.

وسقط 7 قتلى أغلبهم ينتمون إلى حزب الله وحركة أمل، كما جرح أكثر من 30 شخصا. ومن بين القتلى امرأة لديها 5 أبناء أصيبت بطلق ناري في رأسها في أثناء وجودها داخل منزلها.

توقيف 19 شخصا

وفي إطار التحقيقات الأولية، أوقفت أجهزة الأمن اللبنانية 19 شخصا بتهمة تورطهم في الاشتباكات، بحسب ما أفادت وكالة الإعلام الرسمية.

وقالت الوكالة، أمس الجمعة، إن القضاء العسكري كلف استخبارات الجيش بإجراء التحقيقات الأولية والميدانية، كما طلب من جهاز أمن الدولة والأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي إجراء التحريات اللازمة.

وأردفت أن القضاء العسكري طلب كذلك إجراء عملية مسح شاملة لكل كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، لتحديد هويات جميع المسلحين من الطرفين.

في غضون ذلك، قالت مراسلة الجزيرة كاترين حنا إن هناك قلقا في لبنان بشأن تأثير هذه الأحداث على عمل حكومة نجيب ميقاتي.

وأضافت أنه ليس واضحا إن كان ميقاتي سيتمكن من الدعوة إلى اجتماع مجلس الوزراء في ظل هذه الظروف، حيث تواجه الحكومة خطر الشلل بعد نحو شهر من تشكيلها.

المصدر : الجزيرة + وكالات