العودة للاتفاق النووي.. إيران تريد مفاوضات مع أوروبا أولا ومسؤولون يدعونها إلى عدم إضاعة الوقت

Deputy Secretary-General and Political Director of the European External Action Service, Enrique Mora
وفد أوروبي يزور إيران لمناقشة عودتها إلى مفاوضات فيينا (الأناضول)

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن المباحثات مع الجانب الأوروبي بشأن المفاوضات النووية ستتواصل في بروكسل خلال الأسبوعين المقبلين، لكن مسؤولين غربيين دعوا طهران للعودة إلى مفاوضات فيينا و"عدم إضاعة مزيد من الوقت".

وأوضح عبد اللهيان -خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانغ يي- أن المباحثات مع الأوروبيين بدأت في اتجاه إيجابي وبناء، مؤكدا على ضرورة رفع العقوبات الأميركية بشكل كامل وفاعل.

كما انتقد ما سماه "تقاعس الدول الأوروبية" عن تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

وقالت الخارجية الإيرانية إن الوزير الصيني رحب بالمباحثات مع الجانب الأوروبي.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي -أمس الجمعة- أن إيران ليست جاهزة بعد للعودة إلى المحادثات مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، وأن فريقها الجديد للمفاوضات يريد أن يجتمع أولا مع الاتحاد في بروكسل بالأسابيع المقبلة.

وقال المسؤول للصحفيين -شريطة عدم الإفصاح عن هويته- "إنهم غير مستعدين بعد للحوار في فيينا"، وأضاف أنه يعتقد أن طهران "عازمة بالتأكيد على العودة إلى فيينا وعلى إتمام المفاوضات".

وقال المسؤول -الذي وصف الاجتماع في بروكسل بأنه "فكرة جيدة"- إنه سيعطي كلا الجانبين الفرصة لمراجعة النصوص المعروضة على الطاولة منذ يونيو/حزيران الماضي وتوضيح الأسئلة التي قد تكون لدى فريق التفاوض الإيراني الجديد.

أوروبا مستعدة ولكن

من جانبه، أبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل استعداده لاستقبال مسؤولين إيرانيين في بروكسل، لكنه دعا إيران في الوقت نفسه إلى عدم إضاعة مزيد من الوقت والعودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي.

وأضاف بوريل "لا أقول إن الأمر ضروري جدا، ولكن عليّ أن أبدي نوعا من الصبر الإستراتيجي في هذا الصدد، لأنه لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالإخفاق".

لكن سفير روسيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف -الذي يتابع المحادثات النووية- أشار إلى أن من الأفضل لإيران أن تعود إلى محادثات فيينا، وكتب على تويتر "أليس من الحكمة بدرجة أكبر مناقشة النصوص مع المشاركين في محادثات فيينا؟".

وقد زار إنريكي مورا -مسؤول الاتحاد الأوروبي الذي يتولى مهمة تنسيق المحادثات- طهران أول أمس الخميس للاجتماع مع أعضاء من فريق التفاوض الإيراني بعد 4 أشهر من توقف المحادثات بين إيران والقوى العالمية.

ويرفض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الآن استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا بشأن عودة الجانبين إلى الالتزام بالاتفاق الذي فرضت إيران بموجبه قيودا على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.

ويخشى المسؤولون الغربيون أن يقدم فريق التفاوض الإيراني الجديد مطالب جديدة تتجاوز نطاق ما تم الاتفاق عليه بالفعل.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس وشركاءها في خطة العمل المشتركة الشاملة بالإضافة إلى الولايات المتحدة يدعون إيران إلى العودة دون تأخير إلى مفاوضات فيينا.

وجاء في بيان للخارجية الفرنسية أن فرنسا على استعداد مع الشركاء الآخرين والولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت في يونيو/حزيران الماضي.

وشدد البيان على ضرورة استئناف إيران تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإنهاء جميع الأنشطة التي تنتهك الاتفاق النووي.

ومنذ إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 تعيد إيران إنتاج مخزونات من اليورانيوم المخصب، وتنقيه إلى مستويات جودة أعلى وتضيف أجهزة طرد مركزي متقدمة من أجل الإسراع بعملية التخصيب.

وتهدف مفاوضات فيينا -التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي- إلى عودة واشنطن للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة ترامب، ودفع إيران إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.

وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إن على إيران أن توقف سريعا الأنشطة التي تنتهك الاتفاق النووي.

ونقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية السعودي قوله إن المنطقة تدخل مرحلة خطيرة مع تسريع إيران أنشطتها النووية.

وحول المحادثات بين بلاده وإيران قال الوزير السعودي إنها كانت ودية لكنها لم تحقق تقدما ملموسا.

المصدر : الجزيرة + وكالات