الاتحاد الأفريقي يدين تدخل عسكر القارة في السياسة ويؤجل حسم اعتماد إسرائيل مراقبا

المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي أجّل الحسم في قبول أو رفض منح إسرائيل صفة عضو مراقب بالاتحاد إلى القمة القادمة في فبراير المقبل

موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي (الأوروبية)

دان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي التدخلات العسكرية في الساحة السياسية بالقارة الأفريقية، وعبر عن قلقه مما وصفه بالتلاعب في الدساتير والتغييرات غير الدستورية للحكومات.

وحذر فكي -خلال افتتاح أعمال الاجتماع التنسيقي نصف السنوي بين الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية التي عقدت عبر الفيديو- من وجود المرتزقة الأجانب في ليبيا.

وأكد رئيس المفوضية أن استمرار وجود المرتزقة الأجانب في ليبيا يشكل تهديدا خطيرا لها ولجوارها.

وأوضح فكي أن أفريقيا تعاني من مشكلات أمنية وهجمات "بوكو حرام" في منطقة بحيرة تشاد.

كما قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إن التهديدات الأمنية والهجمات الإرهابية لا تزال مستمرة في أجزاء مختلفة من القارة؛ مثل منطقة الساحل وليبيا. وأضاف أن هذه التحديات تجعل تسريع عملية التكامل الإقليمي والقاري في أفريقيا أكثر إلحاحا.

رفض عضوية إسرائيل

وكان المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي أجّل في اجتماعه الختامي بأديس أبابا أمس الجمعة حسم قبول أو رفض منح إسرائيل صفة عضو مراقب بالاتحاد إلى القمة القادمة في فبراير/شباط العام المقبل.

وخلال ساعات من النقاش المستمر بشأن مشروع القرار، طُرحت آراء عدة متباينة؛ مما دفع رئاسة الجلسة لاقتراح تأجيل البت في الموضوع، وإحالته إلى قادة الدول الأفريقية في قمتهم المقبلة العام القادم.

دول عدة طالبت رئيس المفوضية الأفريقية بالتراجع عن قبول إسرائيل عضوا مراقبا (الأوروبية-أرشيف)

وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن النقاش الذي ساد بشأن منح صفة مراقب لإسرائيل داخل الاتحاد الأفريقي سلط الضوء على ما وصفه بالانقسام العميق بين الدول الأعضاء في الاتحاد.

وأضاف لعمامرة -في بيان- إن كثيرا من الدول -ومن بينها بلاده- عارضت "القرار المؤسف والخطير لرئيس المفوضية، ودافعت عن المصلحة العليا لأفريقيا، التي تتجسد في وحدتها ووحدة شعوبها".

وأشار أن أغلب وزراء الخارجية في الاتحاد اتفقوا على تأجيل حسم قبول أو رفض منح إسرائيل صفة العضو المراقب في الاتحاد إلى القمة الأفريقية المقرر عقدها في فبراير/شباط المقبل.

انقسام غير مسبوق

وكشف مصدر دبلوماسي -لمراسل الجزيرة في إثيوبيا- عن أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي تشهد انقساما غير مسبوق على خلفية قبول رئيس المفوضية إسرائيل بصفة عضو مراقب.

وأضاف المصدر أن 25 دولة أفريقية طالبت رئيس المفوضية بالتراجع عن قراره.

ووفقا للمصدر، فإن المساعي الجانبية لإيجاد مخرج من هذه الأزمة باءت بالفشل في ظل تمسك الجانبين بمواقفهما.

وفي 22 يوليو/تموز الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية بشكل مفاجئ أن سفيرها لدى إثيوبيا أدماسو الالي قدم أوراق اعتماده عضوا مراقبا لدى الاتحاد الأفريقي.

وفي الثالث من أغسطس/آب الماضي، أبلغت 7 دول عربية بالاتحاد الأفريقي اعتراضها على قراره منح إسرائيل صفة مراقب في المنظمة القارية.

ونقلت وسائل إعلام أن سفارات مصر والجزائر وجزر القمر وتونس وجيبوتي وموريتانيا وليبيا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (مقر الاتحاد) تقدمت بمذكرة شفهية لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي.

وأفادت المذكرة بالاعتراض على قرار قبول إسرائيل عضوا مراقبا بالاتحاد، مشددة على رفض تلك الخطوة في ظل دعم الاتحاد للقضية الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة + وكالات