النووي الإيراني.. فرنسا تشكك في عودة طهران وواشنطن تحذر: كل الخيارات مفتوحة

إيران: اجتماع فيينا خطوة مهمة لكنها ليست كافية
المفاوضات النووية في فيينا توقفت منذ وصول الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي للسلطة (الجزيرة)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الوقت آخذ في النفاد إزاء عودة إيران إلى المحادثات النووية، بينما قالت الخارجية الفرنسية إن تصرفات وتصريحات الحكومة الإيرانية الجديدة تثير الشكوك بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.

وأضاف بلينكن -في مؤتمر صحفي في واشنطن مع نظيريه الإسرائيلي يائير لبيد والإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان- أن بلاده ستنظر في كل الخيارات للتعامل مع التحدي الذي تمثله إيران، في ظل عدم عودتها إلى فيينا للمشاركة في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي.

بدوره، دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي طهران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، مشددا على أن واشنطن ستبحث مع حلفائها كل الخيارات إذا لم تكن إيران مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي.

وأضاف مالي -خلال ندوة نظمها معهد كارنيغي- أن مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران لم تمض بالطريقة المثلى، لأن الإيرانيين رفضوا المحادثات المباشرة مع الجانب الأميركي.

ومضى قائلا "الوقت بدأ في النفاد إزاء العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، والولايات المتحدة مستعدة لبحث كل الخيارات المتعلقة بكيفية تعاملها مع عدم استعداد إيران للعودة لقيود الاتفاق النووي الموقع في 2015".

وأكد مالي أن واشنطن على تواصل مع دول الخليج العربي لدراسة وتقييم سياستها تجاه إيران، مشددا على أنه سيزور السعودية والإمارات وقطر للحديث عن الاتفاق النووي وخيارات ضبط برنامج إيران النووي.

وأشار المبعوث الأميركي إلى وجود خلافات مع إسرائيل بخصوص إيران، لكنه أكد أن لدى الطرفين هدفا مشتركا وهو منع طهران من امتلاك سلاح نووي.

شكوك فرنسية

من جانبها، أكدت آن كلير لوجندر المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أن محادثات فيينا علقت بناء على طلب إيران لـ4 أشهر لكن طهران لم تلتزم بموعد استئنافها.

وقالت لوجندر في إفادة للصحفيين "من خلال تصريحاتها وتصرفاتها على الأرض، تثير الإدارة الإيرانية الجديدة شكوكا حول نواياها إزاء العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة" وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي.

وأضافت بينما ترفض التفاوض بشأن برنامجها النووي تمضي في خلق حقائق على الأرض تزيد من تعقيد العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).

ودعت الخارجية الفرنسية إيران إلى توجيه دعوة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة طهران لإجراء محادثات رفيعة المستوى من أجل حل القضايا العالقة، بما فيها الضمانات النووية.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قالت فرنسا إن الزيارة التي من المنتظر أن يقوم بها مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق محادثات إحياء الاتفاق النووي لإيران غدا الخميس، ستكون على درجة بالغة من الأهمية بالنسبة لمستقبل المحادثات.

زيارة أوروبية

ومن المقرر أن يجري المبعوث إنريكي مورا، المنسق الأوروبي لمحادثات الاتفاق النووي الإيراني، محادثات الخميس مع أعضاء فريق التفاوض الإيراني، بعد 4 أشهر من توقف المحادثات بين طهران والقوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، والتي تهدف لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وقال مسؤول أوروبي رفيع للجزيرة إنه لم يُحدد حتى الآن موعد لاستئناف مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران، لافتا إلى قيام الإيرانيين بمراجعة وتقييم مسار المفاوضات بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

وأشار إلى أن طهران أعلنت صراحة استعدادها للعودة إلى مفاوضات فيينا لكن من دون تحديد سقف زمني لذلك.

وتهدف المفاوضات، التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة واشنطن للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مايو/أيار 2018، ودفع إيران إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.

ودعت كل من واشنطن وموسكو إلى العودة "فورا" للامتثال للاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، في حين قال وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان إن طهران تعمل على استئناف مفاوضات فيينا قريبا، من دون أن يعطي تاريخا محددا لذلك.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن المفاوضات النووية يجب أن تؤدي إلى تقديم الضمانات اللازمة لتحقيق مصالح الشعب الإيراني حتى لا تتكرر التجارب السابقة، حسب تعبيره.

وأكد خطيب زاده أن الإدارة الأميركية الجديدة تواصل سياسة الضغوط القصوى التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على إيران، وتريد رفع جزء من العقوبات، في حين تؤكد إيران ضرورة رفع العقوبات وتوفير الضمانات اللازمة أيضا في هذا الشأن.

المصدر : الجزيرة + وكالات