بعد محادثات مع الأوروبيين.. متقي يرفض الإملاءات ويطلب علاقات أفغانية متوازنة مع جميع الدول

وزير خارجية حكومة طالبان قال إنهم لا يريدون إثقال كاهل أوروبا بالمهاجرين الأفغان (الأوروبية)

قال وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية المؤقتة أمير خان متقي إن بلاده تريد علاقات متوازنة مع جميع الدول بما فيها الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة، وذلك بعد محادثات مع ممثلين أوروبيين ومنظمات إغاثية دولية.

ودعا متقي -في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الاثنين بالعاصمة القطرية الدوحة- إلى الالتزام باتفاق الدوحة مع الأميركيين، الذي شكل منطلقا للعلاقات الحسنة، حسب تعبيره.

وأضاف أن الإملاء على أفغانستان من قبل الدول الأخرى لن يجدي نفعا، مؤكدا أهمية تطبيق اتفاق الدوحة الذي يمكن أن يفضي إلى التغلب على كثير من العقبات.

وأشار إلى أنهم لا يتدخلون في شؤون أي دولة، وكذلك يتوقعون من الآخرين المعاملة بالمثل، لافتا إلى أن السبب الرئيسي لإحلال السلام هو المشاورات والوصول إلى أرضية مشتركة.

وشدد وزير الخارجية بالوكالة على أن حكومة بلاده تريد علاقات إيجابية مع الاتحاد الأوروبي، وأنهم لا يريدون لأوروبا أن يثقل كاهلها بالمهاجرين الأفغان.

وقد عقد ممثلون عن الحكومة الأفغانية المؤقتة والولايات المتحدة -يومي السبت والأحد الماضيين- أول اجتماع رفيع المستوى في الدوحة، بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان في أغسطس/آب الماضي.

كما نقل مراسل الجزيرة عن عضو في الحكومة الأفغانية المؤقتة أن الوفد الأفغاني أنهى اليوم الاثنين لقاءاته مع ممثلي الاتحاد الأوروبي بالدوحة، كما التقى الوفد الأفغاني اليوم عددا من ممثلي منظمات دولية وموفدي بريطانيا وألمانيا.

وأثنت وزارة الخارجية الأفغانية وواشنطن على النحو الذي انتهت به المحادثات، وقالت الخارجية إنها ستتعاون مع الجمعيات الخيرية في تقديم المساعدة الإنسانية، وأضافت أن الحكومة الأفغانية وافقت على توفير ممر آمن لمغادرة الأجانب.

واتفق الطرفان على بذل الجهود لإعادة العلاقات الدبلوماسية إلى وضعها الطبيعي، وعقد الاجتماعات في المستقبل إذا لزم الأمر.

وفي وقت سابق، وصف وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الأفغانية المؤقتة ذبيح الله مجاهد المحادثات التي عُقدت في الدوحة بالمثمرة، وأعرب عن أمله في أن تمهد المحادثات الطريق أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للاعتراف بالحكومة الأفغانية الجديدة.

ووصفت الخارجية الأميركية محادثات الدوحة مع طالبان بأنها "صريحة واحترافية"، وذكرت أن الجانب الأميركي ربط الحكم على طالبان بتصرفاتها.

وأوضحت أن الوفد الأميركي ركز على مخاوف تتعلق بالأمن والإرهاب والمرور الآمن للأميركيين وغيرهم، كما تناول الوفد حقوق الإنسان، وإشراك النساء والفتيات في جميع جوانب المجتمع الأفغاني.

تهديدات أمنية

وصباح اليوم الاثنين، دعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياها إلى الابتعاد عن الفنادق في العاصمة الأفغانية كابل، خاصة فندق "سيرينا" المعروف.

إذ أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنه "على المواطنين الأميركيين الموجودين في فندق سيرينا أو قربه المغادرة فورا"، مشيرة إلى "تهديدات أمنية" في المنطقة.

أما الخارجية البريطانية، فحدّثت إرشاداتها بشأن عدم السفر إلى أفغانستان بالإشارة إلى أنه "على ضوء المخاطر المتزايدة، ننصحكم بعدم البقاء في فنادق، خاصة في كابل (مثل فندق سيرينا)".

من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إن عودة طالبان للحكم مأساة للأفغان، وأضاف أن ذلك يحزن الدول التي دعمت الأفغان طوال سنوات، لافتا إلى أن التضحيات التي قدمت لم تذهب هباء، حسب قوله.

وشدد ستولتنبرغ على أنه يجب استخدام كل الطرق لإلزام طالبان باحترام حقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب، والسماح لمن يريدون المغادرة بالخروج من البلاد.

المصدر : الجزيرة