تلاميذ يدرسون أرضا وصغار فقد الأهالي أثرهم.. مشاهد أغضبت المصريين في أول يوم دراسي

حال طلاب بعض المدارس في مصر
صور تم تداولها عن اليوم الأول للعام الدراسي الجديد بمصر (مواقع التواصل)

القاهرة- بعد ما يقرب من عامين من الغياب، كانا كافيين لإصلاح أغلب مظاهر القصور، ورغم التصريحات المستمرة لوزير التعليم عن تطوير التعليم وتحديثه، والاستعدادات الكبيرة لعودة الدراسة؛ يبدو أن اليوم الأول للتلاميذ في المدارس المصرية لم يمر بالشكل الذي انتظره المصريون.

فقد كان العنوان الأبرز لهذا اليوم ماثلا في عدة مشاهد أغضبت المصريين، وتسببت في شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي موجات من النقد والهجوم الشديد على وزارة التربية والتعليم والعاملين بها، لدرجة دعت الوزير طارق شوقي للرد عبر تصريح وصف فيه مواقع التواصل بأنها "مكان ملوث ومؤذ".

وحسب الوزير نفسه، فقد انتظم بالدراسة في المدارس المصرية أمس الأحد 23 مليون طالب، إضافة إلى ما يقرب من مليون و400 ألف معلم، فضلا عن مئات الآلاف من الإداريين، وتعدت نسبة الحضور 95% من الطلاب المقيدين.

 

 

 

 

التعليم على البلاط

أكثر المشاهد التي أغضبت المصريين تداولا كانت صور طلاب إحدى المدارس بمنطقة الخانكة في محافظة القليوبية (شمال القاهرة) يجلسون على الأرض لعدم وجود مقاعد، الأمر الذي أثار عاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية أصدر قرارا بإحالة مدير المدرسة للتحقيق وعزله من منصبه، وتعيين مدير آخر بدلا منه، وأكد أنه تم إرسال لجنة من الأبنية التعليمية لمدّ الطلاب بالمقاعد اللازمة، وسيجلس الطلاب تحت أي ظرف على مقاعد طلابية.

 

ضياع الأولاد

ومنها أيضا مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي لأهالي تلاميذ الصف الأول بالمرحلة الابتدائية في إحدى مدارس الإسكندرية في حالة انهيار تام، بعد اكتشافهم قيام المدرسة بإخراج أطفالهم -وأغلبهم يدخل المدرسة لأول مرة- قبل ساعة من الموعد الرسمي من دون انتظار أسرهم.

وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة قال -في تصريحات لجريدة "المصري اليوم"- إن المشكلة تكمن في دخول أولياء الأمور والأهالي المدرسة من أجل طلب إجلاس أبنائهم في الصفوف الأولى، مما أدى إلى حالة من الهرج والمرج بين الأهالي، في حين شددت وكيلة المديرية نادية فتحي على أن الواقعة لن تتكرر مرة أخرى، متمنية أن يثق أولياء الأمور في مسؤولي التعليم بهذا الشأن.

 

 

تكدس الفصول

أما أكثر الصور تكرارا فكان مشهد الكثافة الكبيرة في الفصول الممتلئة بعشرات التلاميذ -ملتصقين ببعضهم البعض- من دون وجود أي فرصة لتباعد اجتماعي أو إجراءات احترازية، وفي غياب تام للكمامات الطبية، التي لم تخفف منها تصريحات المسؤولين بأنها حالات استثنائية.

وتداول رواد مواقع التواصل محاولة فاشلة لإحدى المدارس من أجل تصوير الفصول على أنها قليلة الكثافة، وأن كل طالب فيها يجلس في مقعد بمفرده، في الوقت الذي توجد فيه حقيبتان على كل مقعد، مما يعني أنه تم تفريغ الفصل من نصف تلاميذه من أجل التقاط الصورة، في حين ترك التلاميذ حقائبهم في أماكنها.

اعتراف حكومي

مدير إدارة العبور التعليمية بمحافظة القليوبية ياسر سعيد أكد في تصريحات -لموقع "مصراوي"- وجود بعض المدارس في "العبور" يصل فيها عدد الطلاب إلى 110 أو 120 طالبًا داخل الفصل الواحد، من بينهم مدارس السيدة عائشة ومعاذ بن جبل والشهداء، موضحًا أنه لا توجد مدارس كافية في مدينة العبور، إضافة إلى أنها تضم تلاميذ من جنسيات أخرى (سوريا واليمن وليبيا).

ولفت مدير إدارة العبور إلى أنه يسعى جاهدًا لحل مشكلة الكثافات عبر استغلال المدارس الموجودة في العبور الجديدة التي لم تستغل حتى الآن، إضافة إلى استغلال الفراغات الداخلية الموجودة بالمدارس لإنشاء فصول، إضافة إلى تقسيم الطلاب على فترتين، مؤكدًا أن هناك أكثر من مقترح سيتم الإعلان عنه خلال الأسبوع.

مواقع التواصل "مكان ملوث"

من جانبه، زعم وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي أن العام الدراسي انطلق بصورة رائعة ومطمئنة، وأن الدولة رفعت كفاءة المدارس في مختلف الأنظمة التعليمية، مضيفا أن الدول تستغرق 30 عاما لبناء هذا التغيير في التعليم، لكن مصر قطعت نصف المشوار في 3 أعوام فقط، على حد قوله.

وانتقد شوقي سلوك أولياء الأمور التي يجب تجنبها، خاصة أمر ذهابهم مع الطلاب إلى المدرسة، مشيرا إلى "مناظر مرعبة وأولياء الأمور بيقتحموا المدارس عشان يقعدوا أولادهم في أول ديسك"، مؤكدا أن الوزارة ستضطر إلى منع دخول الأهالي للمدارس.

وحول الانتقادات الموجهة للتعليم، أشار شوقي إلى حملات ممنهجة ضد الوزارة، وخلفها أسبابها ومصالحها، سواء من ناحية المصاريف أو الدروس الخصوصية، واصفا مواقع التواصل بأنها "أصبحت مكانا ملوثا جدا جدا ومؤذيا جدا جدا ويستخدم بشكل خاطئ"، وأشار إلى أن مجموعات الأمهات على واتساب سترهق المؤسسات التعليمية.

كما ألقى شوقي اللوم على منظومة التعليم القديمة، التي كانت مليئة بمصالح عميقة تدافع عن نفسها، سواء في توزيع الكتب والمكاسب منها والمكاسب من الدروس الخصوصية والامتحانات وغيرها، وكل هذه العوامل كانت تحاول مواجهة التقدم"، حسب قوله.

 

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي