استئناف محادثات الدوحة بين أميركا والحكومة الأفغانية.. لقاءات مع ممثلين أوروبيين وقطر مستعدة لتنفيذ مشاريع اقتصادية

تتواصل لليوم الثاني في العاصمة القطرية الدوحة المحادثات بين الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة بشأن قضايا اقتصادية وأمنية على وجه الخصوص.

ونقل مراسل الجزيرة عن المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم أن لقاءات وفد الحكومة الأفغانية المؤقتة ستتواصل اليوم الأحد بالدوحة مع وفد الإدارة الأميركية.

وكان الوفد الحكومي الأفغاني الذي يقوده وزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي قد عقد أمس السبت لقاءات بالدوحة مع الوفد الأميركي الذي يرأسه ديفيد كوهين نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA).

والمحادثات التي انطلقت أمس السبت هي أول لقاء مباشر بين طالبان والأميركيين منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان أواخر أغسطس/آب الماضي.

وقال مراسل الجزيرة سعيد بوخفة إن من المقرر أن يلتقي وفد الحكومة الأفغانية عصر اليوم ممثلين أوروبيين بعد نهاية المحادثات مع الجانب الأميركي.

متقي (يسار) قال إن لقاءات اليوم الأول ركزت على تطبيق اتفاق الدوحة للسلام والمساعدات الإنسانية (الأناضول)

تنسيق استخباري

وذكر المراسل أن هناك حديثا عن عرض تقدم به الوفد الأميركي لطالبان بشأن صيغة من التنسيق الاستخباري بين حركة طالبان والولايات المتحدة، واستخدام بعض القواعد الأميركية في المنطقة لتوجيه ضربة لتنظيم الدولة الإسلامية في ضوء تصاعد هجمات التنظيم، ومنها التفجير الذي استهدف الجمعة مسجدا لأقلية الهزارة في ولاية قندوز (شمالي أفغانستان) وأسفر عن مقتل 60 شخصا وإصابة 107 آخرين.

لكنه أشار إلى تصريحات سابقة لقادة طالبان بأن السلطة القائمة في كابل ليست في حاجة إلى مساعدة لاحتواء تنظيم الدولة.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) أمس السبت عن المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان سهيل شاهين قوله إن الحركة قادرة على مواجهة تنظيم الدولة بمفردها من دون تعاون مع واشنطن.

وكان وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي قال أمس إن وفد بلاده بحث مع الوفد الأميركي فتح صفحة جديدة في العلاقات بين كابل وواشنطن.

وذكر متقي أن لقاءات أمس ركزت على تطبيق اتفاق الدوحة للسلام والمساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن الوفد الأفغاني طلب من الجانب الأميركي احترام سيادة أفغانستان وحرمة أجوائها وعدم التدخل في شؤونها.

ويفترض أن الوفد الأفغاني طلب خلال محادثات الدوحة إلغاء تجميد مليارات الدولارات من الأرصدة الأفغانية في الولايات المتحدة.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية للجزيرة إن اجتماع الدوحة مع طالبان لا يتعلق بمنح الاعتراف أو إضفاء الشرعية على الحركة، مضيفة أن أولوية واشنطن هي تأمين خروج الأميركيين من أفغانستان.

وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) بأن ديفيد كوهين، نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، يقود الوفد الأميركي بالدوحة.

وذكرت الصحيفة أن الوفد يضم أيضا نائب مبعوث وزير الخارجية إلى أفغانستان، وممثلا عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، موضحة أن اختيار هذا الوفد يرمي إلى خوض مناقشات بشأن الإرهاب، مع التأكيد أن لا صلة له بالاعتراف بطالبان.

قطر وأفغانستان

وبالتوازي مع المحادثات الجارية في الدوحة، التقى وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في العاصمة القطرية الدوحة.

وناقش الطرفان العلاقات الثنائية واستعداد قطر لتنفيذ مشاريع اقتصادية في أفغانستان.

وأعرب وزير الخارجية القطري عن ترحيبه بلقاء الوفد الأفغاني بالممثلين الدوليين.

المصدر : الجزيرة + وكالات