قمة أفريقيا.. فرنسا: هذا ما قاله الشباب الأفارقة لماكرون

The New Africa-France 2021 Summit in Montpellier
الرئيس الفرنسي سمع من الشباب الأفارقة كلاما حارقا ( رويترز)

ما يمكن تأكيده أن قصر الإليزيه وفى بوعده بإجراء نقاش مع ممثلي الشباب الأفريقي، فلا محظور فيه، توضع فيه جميع الموضوعات "على الطاولة"، لتنهال على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانتقادات المتعلقة بالاستعمار و"الغطرسة" و"العنصرية" أو حتى "الأبوة" وفقا لما جاء بصحيفة فرنسية.

الكاتبة بصحيفة لوبوان Le Point فيفيان فورسون أكدت في تقريرها أن هؤلاء الشباب الـ 11 والذين من بينهم ماليون وبوركينابيون وكينيون لم يجاملوا ماكرون، مشيرة إلى أن الاجتماع معهم تميز بالفكاهة وجولات من التصفيق لم تراع البرتوكولات ومثلت تحديا حقيقيا للرئيس الفرنسي.

فها هي -مثلا- الناشطة المالية ديكو تذكّر ماكرون بأن الأفارقة، وليس فرنسا، هم من قرروا مقاطعة قمة مونبلييه الحالية، لافته إلى أن "أفريقيا ليست قارة بؤس أو بطالة، بل شابة ومتفائلة ومتحمسة".

أما المدون السنغالي الشيخ فال فقد حث فرنسا على "الاعتذار للقارة عن جرائم الاستعمار" مطالبا إياها بالتوقف عن التعاون مع الرؤساء الدكتاتوريين بأفريقيا، وبالانسحاب التدريجي والنهائي من قواعدها العسكرية بأفريقيا.

لا ينبغي لفرنسا أن تخول لنفسها "إعطاء دروس في الديمقراطية للأفارقة"

وقبل الناشط الشيخ فال، كانت الكينية أديل أونيانغو التي دعت ماكرون بصراحة إلى الالتزام بـ "وضع حد لسياسة فرنسا الأفريقية" وممارساتها الغامضة، في إشارة إلى خلية أفريقيا بالخارجية الفرنسية، لافتة إلى تناقضات باريس "المتعجرفة، المتخبطة في وحل العنصرية" والتي تخول لنفسها "إعطاء دروس في الديمقراطية للأفارقة". وقد قوبلت تصريحاتها بتصفيق حار.

وتساءلت أونيانغو "ما الذي يتوقع من علاقة تقوم على الألم والشك وانعدام الثقة؟" قبل أن تختم بقولها لماكرون "نحن نبحث عن حل، على عكس رؤساء الدول الذين تلتقيهم عادة".

أما رائدة الأعمال البوركينابية فقد تميزت مداخلتها بالبلاغة والصراحة. ولا يبدو، حسب االكاتبة، أن الرئيس كان مستعدا لكلامها الذي قالته بدون رتوش، فقد تساءلت بداية عن فكرة المساعدات الإنمائية قائلة "هذا النوع من المساعدة يحولك إلى عبد، فمساعدات التنمية تقدم لأفريقيا منذ ما يقرب من قرن، لكنها لم تُجد شيئا، اجعلوا حدا لعبارة: أنقذوا أفريقيا. هذا النوع من الأمور قد انتهى سيدي الرئيس، أقترح عليك إجراءات ملموسة، فعمر الوكالة الفرنسية للتنمية الآن 80 عاما تقريبًا، غير الاسم والنموذج". وقوبل هذا الكلام أيضا ببهجة كبيرة بأوساط الجمهور، لكن الشابة واصلت كلامها مازجة بين التشبيه والفكاهة قائلة "لو كانت العلاقات بين أفريقيا وفرنسا قِدرا، لكان ذلك القدر قذرا، ولطلبت منك أن تغسله، ولو حضَّرت وجبة من خلاله لما استسغتها ولرفضت أن آكلها.. لن تأكل أفريقيا بعد الآن من هذا القدر، ولو أصبحت الوجبة جاهزة، فستكون أنت الوحيد على الطاولة".

وقد حاول ماكرون الدفاع عن سياسات فرنسا في أفريقيا، مؤكدا أن وجودها العسكري هناك بطلب من البلدان الأفريقية نفسها، وأن مساعداتها التنموية لم تعد توجه في الغالب للحكومات وإنما للمجتمع المدني.

المصدر : لوبوان