عشرات العلماء البحرينيين يدينون زيارة وزير خارجية إسرائيل للمنامة وإيران تعتبرها "وصمة عار"

Inauguration of the Israeli Embassy in Manama
وزير خارجية إسرائيل (يسار) مع نظيره البحريني أثناء افتتاح سفارة تل أبيب في المنامة أمس الخميس (وكالات)

قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للبحرين هذا الأسبوع -بمناسبة تدشين العلاقات بين الجانبين- خلّفت "وصمة عار" على جبين حكام البلد العربي "لن تمحى أبدا"، كما أدان أكثر من 240 من علماء الدين في البحرين الزيارة، في حين ذكرت صحيفة إسرائيلية أن الجانبين يدرسان مواجهة الطائرات المسيرة الإيرانية.

وقال المتحدث باسم الوزارة الإيرانية سعيد خطيب زاده -في بيان نشرته وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء- "نندد بأي تمهيد من أجل ترسيخ الوجود الإسرائيلي المدمر في المنطقة".

وعبّر المتحدث عن الأسف لتجاهل حكام البحرين "الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني يوميا بحق الشعب الفلسطيني المضطهد والصامد في الوقت نفسه".

وتابع أن هذا الموقف "وصمة عار لن تمحى أبدا عن جبين السلطات البحرينية"، وأضاف "شعوب المنطقة ستبقى على معارضة عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني".

علماء بحرينيون ينددون

وقد أعلن أكثر من 240 من علماء الدين في البحرين رفضهم لكافة أشكال التطبيع بما في ذلك فتح سفارة لإسرائيل في بلادهم، وإقامة علاقات تجارية معها.

وفي بيان مشترك، دان العلماء البحرينيون زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد إلى المنامة، وأكدوا على موقفهم الثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته للاحتلال الإسرائيلي.

افتتاح السفارة

وكان وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد افتتح أمس الخميس سفارة تل أبيب في المنامة، والتقى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ومسؤولين آخرين بارزين.

وكتب الوزير الإسرائيلي في تغريدة على تويتر "اتفقنا على أنه بحلول نهاية العام سيتم افتتاح سفارة البحرين في إسرائيل".

وقال -عقب اجتماعه مع ولي العهد البحريني رئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة- إنه يخطو مع البحرينيين خطوة إضافية في بناء العلاقات وفقا لنموذج من الشراكة والتعايش بين الثقافات والأديان، حسب تعبيره.

وكان لبيد وصل إلى المنامة في أول زيارة رسمية علنية لوزير إسرائيلي منذ إعلان تطبيع العلاقات بين الجانبين عام 2020.

وتزامنت زيارة المسؤول الإسرائيلي مع تشغيل شركة "طيران الخليج" البحرينية خطا ملاحيا إلى تل أبيب.

ووقعت كل من الإمارات والبحرين منتصف سبتمبر/أيلول 2020 اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في حفل رسمي استضافته حديقة البيت الأبيض.

وتوسعت بعدها دائرة اتفاقات التطبيع؛ لتشمل المغرب والسودان. ودان الفلسطينيون هذه الاتفاقات التي وجدوا فيها خرقا للإجماع العربي الذي جعل من حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا لأي اتفاق سلام مع الدولة العبرية.

وتوسعت العلاقات بين إسرائيل وشركائها الجدد من الخليجيين منذ توقيع الاتفاقات لتشمل تبادل الرحلات الجوية المباشرة وصفقات اقتصادية وغيرها.

العمل المشترك

وفي سياق التعاون، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن تل أبيب والمنامة تدرسان إمكانية العمل المشترك في مواجهة الطائرات المسيرة الإيرانية التي تشكل تهديدا في المنطقة، حسب وصف الصحيفة.

ونقلت هآرتس عن مصدر أمني إسرائيلي مطّلع قوله إن هذا الملف تناولته لقاءات وزير الخارجية الإسرائيلي ومسؤولين بحرينيين على هامش مراسم افتتاح السفارة الإسرائيلية في المنامة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن لبيد تعمد -في ما يبدو وبرفقته نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني- زيارة البارجة الأميركية "بيرل هاربر" التابعة للأسطول الخامس التي ترسو في الخليج على مقربة من السواحل الإيرانية.

احتجاجات بالشارع ورفض على وسائل التواصل

واحتجاجا على زيارة الوزير الإسرائيلي، قام متظاهرون بإحراق إطارات خارج العاصمة المنامة في وقت مبكر أمس الخميس، في حين غرد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن هذه المعارضة تحت وسوم من بينها "#البحرين_ترفض_الصهاينة"، #البحرين_ترفض_التطبيع".

ونشرت جمعية الوفاق الإسلامية مجموعة من الصور التي تظهر خروج مظاهرات غاضبة ورافضة لزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى البحرين.

ونددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة باستقبال وزير الخارجية الإسرائيلي في البحرين، وأكدت أن التطبيع لا يخدم سوى المصالح الإسرائيلية.

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم -في بيان- إن "استقبال النظام البحريني وزير خارجية الاحتلال لافتتاح سفارة إسرائيلية في المنامة جريمة قومية ضد مصالح الأمة، وامتداد لخطيئة توقيع اتفاقات التطبيع".

وأضاف قاسم أن السلوك البحريني "يشكل تشجيعا للاحتلال على مواصلة جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني ومقدسات الأمة".

المصدر : الجزيرة + وكالات