بعد اقتحام الكونغرس.. التحقيقات ستشمل ترامب ووزارة العدل قلقة من سرقة مواد تهدد الأمن القومي

قال مايكل شروين القائم بأعمال المدعي العام الفدرالي للعاصمة واشنطن إن التحقيقات التي أطلقت بشأن الهجوم على مبنى الكونغرس ستشمل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أيضا.

وبينما طالب مكتب التحقيقات الفدرالي بتزويده بأي معلومات تفيد التحقيق تحدثت وزارة العدل عن مخاوف على الأمن القومي بعد سرقة مواد من مكاتب الكونغرس.

وأوضح القائم بأعمال المدعي العام الفدرالي للعاصمة واشنطن أن الجهات المعنية ستفحص التصريحات التي أدلى بها ترامب والمتحدثون الآخرون الذين شاركوا في التجمع الذي سبق الاعتداء على الكونغرس.

كما أشار إلى أن التحقيقات لا تشمل الأشخاص الذين اقتحموا المبنى فحسب، بل أيضا من ساعدوهم أو من لعبوا دورا في ذلك.

من جانبه، طلب مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) من عامة الناس تزويده بأي معلومات تساعد في تحديد هويات مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكونغرس، وأضاف -في بيان- أنه مهتم بالحصول على أي تسجيل فيديو أو صور توثق الفوضى.

وفي هذا السياق، قالت وزارة العدل إن هناك مخاوف على الأمن القومي بعد سرقة مواد من مكاتب في مبنى الكونغرس، ومنها مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

كما نقلت "سي إن إن" (CNN) عن مسؤولين في وزارة العدل أن الأجهزة الأمنية الفدرالية ستعلن عن توقيفات جديدة على خلفية اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الكونغرس.

وأشارت إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي يقوم بالتحقق من الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد المشتبه فيهم.

وقال مسؤول في وزارة العدل للشبكة إن عدم توقيف هؤلاء الأشخاص لا يعني أنهم لن يعتقلوا.

تحرك مشرعين

في غضون ذلك، تعهد مشرعون أميركيون بفتح تحقيق في اقتحام متظاهرين للكونغرس قبل التصديق على فوز جو بايدن.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مشرعين أميركيين تساؤلهم عما إذا كان عدم استعداد قوات إنفاذ القانون قد سمح لمجموعة غوغاء باحتلال مبنى الكونغرس.

وقالت رئيسة لجنة إدارة مجلس النواب الديمقراطية زوي لوفغرين إن اقتحام مبنى الكونغرس "يثير مخاوف أمنية خطيرة"، مضيفة أن لجنتها ستعمل مع قادة مجلسي النواب والشيوخ لمراجعة كيفية تعامل الشرطة مع الأحداث ومدى استعدادها.

محاسبة ترامب
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن قيام أنصار ترامب باقتحام الكونغرس يدل على فشل المؤسسات المعنية بحماية السلطة التشريعية وإجراءاتها المتبعة.

وطالب ماكونيل في بيان بإجراء تحقيق معمق فيما حدث، مضيفا أن قادة الكونغرس من الحزبين بدؤوا نقاشا بشأن ذلك.

كما ألقى باللائمة على "المجرمين" الذين حطموا الأبواب وداسوا على العلم الأميركي وهاجموا رجال إنفاذ القانون، في إشارة إلى أنصار ترامب، معتبرا أن من قام بالتحريض يتحمل أيضا المسؤولية.

ودعت عمدة واشنطن موريل باوزر إلى محاسبة ترامب على "الهجوم الإرهابي غير المسبوق على الديمقراطية الأميركية".

وأضافت خلال مؤتمر صحفي أن من الواجب عدم التقليل من الضرر الذي يمكن أن يلحقه ترامب بالديمقراطية الأميركية خلال الأسبوعين المتبقيين له في البيت الأبيض، حسب وصفها.

الحرس الوطني

في الأثناء، ذكرت شبكة "إن بي سي" (NBC) -نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع- أنه ستتم تعبئة الحرس الوطني في العاصمة واشنطن لمدة 30 يوما، مما يضمن وجود عناصره على الأرض خلال حفل تنصيب الرئيس بايدن وما بعده.

وقال أحد المسؤولين إنه سيكون هناك نحو 200 جندي في الشوارع صباح الخميس (بتوقيت واشنطن)، وإن العدد قد يرتفع على مدار اليوم، موضحا أن قوام القوة كلها سيتألف من 6200 عنصر من 6 ولايات.

وأشار إلى أن القوات ستكون غير مسلحة في الوقت الحاضر، وسترتدي زي قوات مكافحة الشغب.

وستتمركز هذه القوات عند نقاط تفتيش مراقبة المرور، وستقدم الدعم لشرطة الكونغرس، بما في ذلك مساعدتها على تعزيز محيط المبنى.

وقالت شرطة واشنطن إنها ألقت القبض على 69 شخصا منذ مساء الأربعاء، وأوضحت أن معظم الموقوفين قدموا إلى العاصمة من 20 ولاية، ووُجهت لهم تهم بخرق حظر التجول.

طرود مفخخة
من جانب آخر، قال كين كوتشينيلي نائب وزير الأمن الداخلي بالوكالة في مقابلة مع "فوكس نيوز" (Fox News) إن يوم تنصيب الرئيس المنتخب سيكون آمنا.

وأضاف أنه عُثر على طرود متفجرة الأربعاء بالقرب من مقري الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن.

ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مصدر أمني أن الطرود كانت تحتوي على جهازين متفجرين، كما ذكر كوتشينيلي للشبكة أن الجهازين اللذين عثر عليهما متشابهان، ويبدو أن شخصا واحدا قام بوضعهما.

وأكد المسؤول الأمني أن إدارته تقوم بتتبع الطرود في العاصمة وكذلك بشمال فرجينيا، وأنها تأخذ هذه المسألة على محمل الجد.

غضب الأميركيين

وسادت حالة من الغضب في تغريدات الأميركيين بسبب الفشل الأمني في حماية مبنى الكونغرس أمام اقتحام داعمي ترامب للمبنى.

وفي تغريدة على تويتر، قال السيناتور الديمقراطي تيم كين إن ما استغرق فيه الكونغرس 24 دقيقة عام 2017 استمر لأكثر من 14 ساعة هذا العام، في إشارة إلى تصديق الكونغرس على فوز بايدن.

وأضاف كين أن ذلك حدث لأن "المتمردين اليمينيين" المدفوعين من قبل الرئيس وبتحريض بعض النواب اقتحموا الكونغرس، دعما لجهود تهدف لقلب نتائج الانتخابات وتثبيت حكومة غير منتخبة.

وطالبت النائبة الديمقراطية إلهان عمر -في تغريدة لها على حسابها الرسمي على تويتر- بفتح تحقيق فيما سمته "الفشل الأمني" في حماية الكونغرس.

وأضافت إلهان "لقد أنفقنا مليارات الدولارات على الأمن القومي وفشلنا اليوم في حماية عاصمة بلادنا من الغوغاء الخارجين على القانون".

وعبر الصحفي في جريدة "واشنطن بوست" (The Washington Post) شين هاريس عن صدمته من حالة الفشل الأمني في مبنى الكونغرس قائلا في تغريدة له "لقد غطيت الكثير من الإخفاقات الأمنية، هذا إخفاق أمني ذو أبعاد مرعبة، اخترق المتمردون المسلحون مبنى الكابيتول واحتلوه".

وتساءل الصحفي جوناثان ماسترز عن إمكانية إقرار تحقيقات مماثلة لتحقيقات الفشل الأمني في أحداث "11 سبتمبر/أيلول" قائلا "هل سيكون هناك تحقيق مماثل للجنة 11 سبتمبر في الإخفاقات الأمنية الملحمية التي تحدث الآن في مبنى الكابيتول؟".

المصدر : الجزيرة + وكالات