إشادة واسعة بتكريم أمير الكويت لوزير خارجيته.. الوسام توّج رحلة طويلة من العمل الدبلوماسي

صورة لإعلان الكويت عن فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر
وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد الناصر (الجزيرة)

الكويت-خاص

صبيحة عودته من حضور قمة مجلس التعاون الخليجي التي احتضنتها مدينة العلا السعودية وشهدت توقيع اتفاق المصالحة وإنهاء ملف الأزمة الخليجية، منح أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وزيرَ الخارجية الشيخ أحمد الناصر وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الأولى، تقديرا لجهوده المميزة وخدماته الجليلة في مجال عمله وخدمة بلاده وتنمية أواصر العلاقات الأخوية التي تربط الكويت بأشقائها في دول مجلس التعاون والعالم العربي.

وقبيل انعقاد القمة، جال مبعوث أمير الكويت وزير الخارجية على عدد من البلدان الخليجية والعربية، إذ قام بتسليم رسالة خطية إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما قام بتسليم رسالة خطية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأخرى مماثلة إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وكذلك لجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، ولرئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

وكان الناصر قد أعلن ليلة انعقاد القمة التوصل إلى اتفاق بفتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية وقطر، وموافقة الطرفين على توقيع بيان العلا، إيذانا بفتح صفحة جديدة بين البلدين الشقيقين.

ونشر حساب وزارة الخارجية الكويتية -على تويتر أمس- مقطع فيديو للتكريم، إذ أشاد سمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد بالجهود التي بذلها الوزير الناصر، مؤكدا أن مجهوده سيسجله التاريخ لما قدمه من تضحية ومشقة في التنقل من بلد إلى آخر لإنجاز المهام المكلف بها.

وأثار مقطع الفيديو عقب نشره تفاعلا كبيرا بين المتابعين والنشطاء والسياسيين داخل الكويت وخارجها، إذ عبروا عن بالغ تقديرهم للجهود التي بذلها وزير الخارجية وأكدت استحقاقه الوسام الذي جاء تتويجا للدور الذي لعبته الدبلوماسية الكويتية على مدى السنوات الماضية، لرأب الصدع الخليجي والحيلولة دون تفاقم الأزمة وصولا إلى محطة الحل والمصالحة.

وبارك وزير الصحة الكويتي الشيخ باسل الصباح لأخيه وزير الخارجية تكريم الأمير، سائلا المولى أن يكون دافعا له لمزيد من العطاء والإبداع.

ووصف نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله تكريمَ وزير الخارجية بأنه يعبّر بوضوح عن تلمس القيادة السياسية لحجم الجهود المميزة لأحد أبنائها، في ملف بالغ الدقة والحساسية وهو ملف احتواء الخلاف الخليجي.

وأضاف الجار الله -في حديث لتلفزيون الكويت- أن هذه المبادرة الكريمة تعبّر كذلك عن التقدير لجهود وزير الخارجية، وجهود إخوانه العاملين في الوزارة الذين ينظرون للتكريم على أنه تكريم لجميع منتسبيها.

وقال السفير السعودي لدى الكويت سلطان بن سعد آل سعود: "إن تكريم الشيخ أحمد الناصر غير مستغرب لشخصية تتمتع بصفات حميدة وخلق رفيع وعمل دؤوب وجهد متواصل، وهو تكريم لجميع الدبلوماسيين الذين عملوا معه".

وأثنى كثير من المغردين والفعاليات السياسية في الكويت وخارجها على الخطوة التي اعتبروها تكليلا لجهود الدبلوماسية الكويتية التي بدأها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، الذي رسم قبيل وفاته معالم هذا الإنجاز التاريخي الذي عمل أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد ومعه وزير خارجيته الشيخ أحمد الناصر على استكماله دون ملل أو كلل.

وقال المدير التنفيذي لمجموعة "مراقبة الخليج" ظافر العجمي، عبر حسابه، "إنه تكريم لجهود الدبلوماسية الكويتية التي لم تيأس من أمواج الأزمة الخليجية، حتى أوصلت الإخوة إلى ميناء المصالحة".

بدوره، ذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت غانم النجار أن نجاح الدبلوماسية الكويتية في عقد المصالحة بين الأشقاء، والتي عبّر عنها بجلاء بيان قمة العلا، هو نتاج لتاريخ طويل لعبت فيه الكويت دور الوسيط النزيه والمحايد.

وأضاف النجار للجزيرة نت أن نجاح الوسيط الكويتي يعتمد على 4 مرتكزات هي أساس نجاح أي وساطة، وتبدأ من الاستعداد مرورا، بوجود مصلحة للوسيط نفسه تتمثل في أهمية استقرار منطقة الخليج التي هو جزء منها، وكذلك توافر الخبرة وهي متراكمة كويتيا على مدى عقود، وأخيرا القدرة التفاوضية والأدوات.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله سهر، فإن مخاض المصالحة كان عسيرا والدور الكويتي فيه مشهود ومعروف بفضل دبلوماسية الحياد الإيجابي التي اتخذها الأمير الراحل الشيخ صباح شعارا وطبقها على الأرض، وهي الدبلوماسية التي تطبق مؤسسيا من خلال وزارة الخارجية التي يترأسها الشيخ أحمد الناصر الذي استكمل مشوار الأمير الراحل واستطاع الإسهام في تحقيق الإنجاز التاريخي ممثلا في الصلح بين الأشقاء.

ويرى سهر -في حديث للجزيرة نت- أن الدبلوماسية الكويتية لن تقف عند هذا الحد، وإنما ستستمر في العمل الجماعي لاستكمال وتعزيز دور الكويت لوجود العديد من الملفات التي تتطلب ذلك، وأهمها ما يقع على ضفتي الخليج العربي، وضرورة تهدئة الأوضاع مع الجارة إيران من أجل تحقيق السلم والاستقرار في الخليج الذي عانى الويلات منذ الحرب العراقية الإيرانية مرورا بغزو الكويت وحرب تنظيم الدولة واليمن، وغيرها من الأحداث التي دفعت المنطقة ثمنا غاليا لها سواء اقتصاديا أو سياسيا أو بيئيا، وهو ما يعزز من الحاجة لدبلوماسية الحياد لعلها تدفعنا إلى الأمام ليعمّ السلام في تلك المنطقة الإستراتيجية من العالم .

المصدر : الجزيرة