لهذا يحبس العراقيون أنفاسهم في ذكرى اغتيال سليماني والمهندس

آثار الغارة الأميركية على مطار بغداد التي أدت لمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس (صفحة خلية الإعلام الأمني العراقية على فيسبوك)
الغارة الأميركية قرب مطار بغداد التي أدت لمقتل سليماني والمهندس (خلية الإعلام الأمني العراقية)

مازال العراقيون يعيشون تداعيات اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سُليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي.

وتزامناً مع الذكرى السنوية لاغتيالهما، يحبس العراقيون أنفاسهم من احتمال مواجهة أميركية إيرانية في العراق، من خلال شن الجماعات الشيعية المسلحة "الموالية" لإيران هجمات على المصالح الأميركية بالبلاد.

ومنذ عملية الاغتيال تُهدد الجماعات الشيعية المسلحة في العراق وكذلك إيران، بـ "الثأر" لسُليماني والمُهندس، ومع كل تهديد يتوقع العراقيون أن تكون العاصمة بغداد مسرحاً لردة الفعل الإيرانية.

الكبيسي يرى أن إيران ستكون الخاسر الأكبر من أي مواجهة مع أميركا (الجزيرة)

ورقة ضغط

يقول مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية يحيى الكبيسي للجزيرة نت إنه ليس من الوارد أن تدخل إيران في مواجهة مسلحة، ولو محدودة، مع الولايات المتحدة، لأنها تعلم بأنها ستكون الخاسر الأكبر فيها "ولكنها تلعب، ولا تقاتل، مع الولايات المتحدة في العراق عبر وكلائها".

ويضيف "العراق هو الساحة الوحيدة التي يوجد فيها الأميركيون والإيرانيون وجها لوجه، فلا وجود للأميركيين في لبنان أو اليمن، والوجود الأميركي في سوريا بعيد عن نفوذ الإيرانيين. أما ورقة الثأر، واستخدامها، فستتوقف على طبيعة المفاوضات المرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران، ففي حال نجاحها ستنسى هذه الورقة تماما، أما في حالة تعثرها فيمكن استخدام قميص الثأر ورقة للضغط".

وتخشى واشنطن أيضاً أن تتجدد عملية اقتحام السفارة الأميركية في بغداد مع ذكرى اغتيال سليماني والمهندس، فتبرعت يوم الاثنين الماضي بـ 30 سيارة مدرعة للجيش العراقي لتأمين المنطقة الخضراء وسط بغداد تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لاقتحام "كتائب حزب الله" سفارتها في العراق.

ومع هذه التهديدات كلها، تبذل الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي مساعي لتهدئة الأوضاع بين الطرفين، ومنع حدوث أي عمل عسكري داخل أراضيها، ومنحت في ذكرى اغتيالهما عطلة رسمية في البلاد دون أن توضح أسباب ذلك.

التميمي قال إن العراق هو المسرح المناسب للرد الإيراني على أميركا (الجزيرة)

نوع الرد

يقول المحلل السياسي العراقي هاشم الكندي الذي يُعتبر أحد أبرز المدافعين عن الفصائل الشيعية "الثأر لدماء سليماني والمهندس قد لا يكون بالضرورة عسكرياً، فلإيران والفصائل الموالية لها رؤية وإستراتيجية بشأن ردة الفعل، وستتخذ في الوقت المناسب".

ويضيف للجزيرة نت "أميركا هي من تستخدم العراق ساحة لتصفية حساباتها وليست إيران، والفصائل الشيعية تعتبر الوجود الأميركي في العراق احتلالاً، لذا شرعاً وقانوناً واجب الرد على الاحتلال".

ويحاول السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي أن "يُطمئن" العراقيين بشأن "عدم استخدام العراق ساحة للثأر لسُليماني" لكنه في ذات الوقت يقول "الثأر له سيكون بإخراج القوات الأميركية" وفقاً لتصريحات أدلى قبل أيام خلال حفل تأبيني أقامته السفارة الإيرانية في بغداد بمناسبة سنوية اغتيال سُليماني والمهندس.

ويرى المحلل السياسي العراقي غيث تميمي أن "العراق لا يزال هو الساحة الأساسية في المواجهة بين الحرس الثوري الإيراني وخصومه، وهو الميدان الأساسي لإستراتيجية النفوذ الإيراني، لأن الإيرانيين غير قادرين في الرد على الأميركيين (في مكان) غير العراق".

ويقول للجزيرة نت "الرد في العراق في حال وقع سيكون من قبل فصائل مسلحة وليس عن طريق قوات إيرانية، مستبعدا أن يكون هناك رد لأن كل ما تقوم به إيران هي محاولة للضغط من أجل التفاوض على مصالحها".

وخلال مقابلة معه في الأول من يناير/كانون الثاني الحالي، أكد الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي أن "الثأر لسُليماني والمهندس دينٌ في أعناقنا، وليس لدينا توقيتات" في حين قال مصدر في العصائب قال للجزيرة نت "كل شيء جاهز للرد العسكري، ننتظر الضوء الأخضر فقط".

المصدر : الجزيرة