واشنطن تراجع اتفاقيات التطبيع.. تجميد صفقة إف-35 للإمارات لضمان "أهداف إستراتيجية" ونتنياهو لا يرى ضررا

أكد البيت الأبيض الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن ستقوم بمراجعة مستمرة لمجموعة من السياسات، من بينها التزامات البلاد بمقتضى اتفاقيات التطبيع التي رعتها بين إسرائيل ودول عربية. ومن جهته عقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقول إن مسار التطبيع وصل إلى "نقطة اللاعودة".

وجاءت تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي لتؤكد تجميد واشنطن صفقة بيع مقاتلات "إف-35" (F-35) لدولة الإمارات.

وقالت ردا على سؤال بهذا الشأن خلال مؤتمر صحفي أمس الخميس "علقنا في الآونة الأخيرة بعض مبيعات الأسلحة للتأكد من أنها تلبي أهدافنا الإستراتيجية بما في ذلك سبل إنهاء الصراع في اليمن. ولكن وزارة الخارجية ستكون قادرة على التحدث في الموضوع بمزيد من التفصيل".

وتابعت "ستجرى أيضا مراجعة مستمرة لمجموعة من السياسات بما في ذلك ما ستكون عليه التزاماتنا ضمن اتفاقيات أبراهام" وهو الاسم الذي أطلق على اتفاقيات التطبيع التي وقعتها إسرائيل ودول عربية برعاية إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب خلال الأشهر الماضية.

وجاء ذلك بعدما أعلنت الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس بايدن فرضت تعليقا مؤقتا على بعض صفقات السلاح للحلفاء لمراجعتها، وذكرت تقارير إعلامية أن هذه الصفقات تشمل بيع المقاتلات للإمارات، وبيع ذخائر للسعودية.

وقالت الخارجية الأميركية إن وقف تنفيذ الصفقات بشكل مؤقت "إجراء إداري روتيني خلال عمليات انتقال السلطة".

نتنياهو: لا عودة

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا يعتقد أن تجميد الإدارة الأميركية صفقة المقاتلات الحديثة للإمارات سيضر باتفاقيات التطبيع.

وصرح قائلا "لا أعتقد ذلك، فنحن في نقطة اللا عودة. الجميع أدرك أن في ذلك (التطبيع) فوائد عظيمة، بعد أن قام محمد بن زايد (ولي عهد أبو ظبي) وملك البحرين بهذه الخطوة التاريخية. إضافة إلى ملك المغرب، وقادة السودان. كلهم يدركون أن في ذلك سلاما وازدهارا".

وكان سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة قال -تعقيبا على تجميد صفقة الطائرات المقاتلة- إن بلاده توقعت أن تراجع الإدارة الجديدة السياسات الأميركية الحالية.

يذكر أن الإمارات أكدت، بعد يومين من تنصيب بايدن في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، أنها وقعت اتفاقات في آخر أيام رئاسة ترامب من أجل شراء ما يصل إلى 50 طائرة "إف-35″ و18 طائرة مسيرة مسلحة من طراز "إم كيو9 بي" (MQ-9B) ومعدات دفاعية أخرى، في صفقة بقيمة إجمالية تبلغ 23 مليار دولار.

ورفض مجلس الشيوخ في ديسمبر/كانون الأول الماضي محاولات لعرقلة الصفقة، التي قال معارضون من الحزب الديمقراطي آنذاك إنه يجري استعجالها من دون ضمانات كافية بألا تقع المعدات في الأيدي الخطأ، أو تسهم في إذكاء الاضطرابات بمنطقة الشرق الأوسط.

وقد رحبت السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن أمس الخميس بقرار إدارة بايدن تعليق صفقات الأسلحة والعتاد العسكري للإمارات والسعودية.

وقالت وارن، في تغريدة على تويتر، إن البلدين مسؤولان عن "استمرار المأساة الإنسانية في اليمن من خلال حملة قصف لا معنى لها منذ سنوات".

المصدر : الجزيرة + وكالات