كورونا.. حريق في أكبر مصنع لقاحات بالعالم وقادة أوروبا يبحثون مكافحة السلالات المتحورة

المنشأة التابعة لمعهد اللقاحات غربي الهند بعد اندلاع الحريق (الأوروبية)

اندلع اليوم الخميس حريق بإحدى المنشآت في أكبر مجمع لإنتاج اللقاحات بالهند والعالم مخلفا عددا من القتلى، وذلك في وقت يشهد اهتماما دوليا بالغا بوتيرة إنتاج اللقاحات اللازمة للوقاية من فيروس كورونا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين قولهم إن الحريق -الذي اندلع في منشأة ضمن معهد "سيروم إنستيتيوت أوف إنديا" (Serum Institute of India)- أدى إلى وفاة 5 أشخاص.

غير أن المعهد أكد أن إنتاج العقاقير اللازمة لمكافحة جائحة كورونا (كوفيد-19) لم يتأثر بالحريق، وأوضحت مصادر أن الحريق اندلع في مصنع جديد قيد الإنشاء بعيد عن منشآت إنتاج اللقاحات.

وظهرت في لقطات بثتها قنوات محلية سحابة ضخمة من الدخان الرمادي فوق موقع المعهد بمدينة بوني (غربي الهند) حيث يجري حاليا إنتاج ملايين الجرعات من لقاح "كوفيشيلد" الذي طورته شركة مختبرات "أسترازينيكا" (AstraZeneca) وجامعة "أكسفورد" (Oxford) لمكافحة فيرورس كورونا.

في غضون ذلك، تستمر الجهود الدولية لمكافحة الجائحة، وقد أعلنت الولايات المتحدة أنها تعتزم بعد عودتها لمنظمة الصحة العالمية الانضمام لمبادرة "كوفاكس" التي توفر اللقاحات المضادة لفيروس كورونا للدول الأشد فقرا حول العالم.

Coronavirus disease (COVID-19) outbreak in Geneva
الدكتور فاوتشي يتحدث خلال اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف (رويترز)

مبادرة كوفاكس

وقال أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، خلال اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، إن الرئيس سيصدر اليوم توجيها بنية الولايات المتحدة الانضمام إلى مبادرة "كوفاكس" (COVAX) مؤكدا أن واشنطن مستعدة لدعم الاستجابة العالمية للوباء.

كما أعلن فاوتشي -وهو مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية والحساسية- أن بلاده ستدعم مبادرة "تسريع إتاحة أدوات مكافحة كورونا" (ACT Accelerator).

وأكد أن الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها المالية تجاه منظمة الصحة العالمية، التي كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب انسحبت منها.

وفي السياق ذاته، أعلنت مبادرة "كوفاكس"، اليوم، أنها تعتزم توفير 1.8 مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا للدول الأكثر فقرا خلال العام الجاري.

وتعرف منظمة الصحة "كوفاكس" بأنها مبادرة عالمية ترمي إلى العمل مع مصنّعي اللقاحات، وذلك لتمكين البلدان في مختلف أنحاء العالم من الحصول على لقاحات مأمونة وفعالة، بشكل منصف بمجرد ترخيصها واعتمادها.

وتأتي هذه التطورات في وقت تسابق دول العالم الوقت لتوفير أكبر كميات ممكنة من اللقاحات لتطعيم السكان من أجل وقف تفشي فيروس كورونا، وسط انتقادات للدول الغنية لاستئثارها بجل الكميات التي تم إنتاجها حتى الآن.

French hospital faces second wave of COVID-19 patients
مستشفى قرب باريس يعالج مصابين بفيروس كورونا (رويترز)

السلالات المتحورة

ومن المقرر أن يبحث قادة الدول الـ 27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، مساء اليوم، عبر الفيديو، سبل مواجهة انتشار السلالات المتحورة من فيروس كورونا والتي تم رصدها خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وسيناقش القادة الأوروبيون إجراءات لوقف انتشار السلالات التي تفشت انطلاقا من بريطانيا وجنوب أفريقيا خصوصا، ويقول العلماء إنها أسرع انتشارا بكثير مقارنة بالفيروس الأصلي الذي ظهر أواخر العام الماضي في الصين، ليجتاح العالم بعد ذلك.

كما ستبحث القمة الأوروبية تسريع حملات التطعيم، ووضع شهادة موحّدة لإثبات تلقي اللقاح.

وكانت منظمة الصحة قالت، أمس، إن النسخة البريطانية المتحوّرة رصدت حتى الآن في 60 دولة على الأقل، أي أكثر بـ 10 دول مما كان عليه الوضع قبل أسبوع، في حين أن النسخة المتحورة الثانية التي ظهرت للمرة الأولى فجنوب أفريقيا، ويعتقد أنها أكثر عدوى من النسخة البريطانية، رُصدت في 23 دولة ومنطقة حتى اليوم.

وتابعت أنها تراقب انتشار نوعين آخرين ظهرا في البرازيل، أحدهما رُصد في ولاية أمازوناس، واكتشف أيضا في اليابان لدى 4 أشخاص قادمين من البرازيل.

وتعقد القمة الأوروبية في وقت تسجل دول من القارة العجوز، بينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا، أعدادا مرتفعة من الإصابات والوفيات، وهو ما ينسحب أيضا على دول خارج الاتحاد الأوروبي على غرار بريطانيا وروسيا.

A look into Dubai's Global Village amid the world's second coronavirus wave
القيود على الترفيه في دبي تشمل أنشطة متنوعة (رويترز)

تعليق الترفيه

وفي الإمارات، أعلنت سلطات إمارة دبي اليوم تعليق إصدار التصاريح الترفيهية مؤقتا في مواجهة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.

وقال المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في تغريدة على تويتر، إنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أصدرت دبي للسياحة أكثر من 200 مخالفة لعدم الامتثال للإجراءات الاحترازية، وقامت بإغلاق حوالي 20 منشأة.

وأكد عدد من الفنادق في الإمارة، لوكالة الصحافة الفرنسية، مواصلة خدمة الزبائن، لكنها أشارت إلى أنه لم يعد من المسموح القيام بأنشطة ترفيهية مثل العروض أو وجود منسقي الأغاني.

في السياق نفسه، أعلنت هيئة الصحة في الإمارة نفسها، اليوم، أنه تم توجيه جميع المستشفيات بتعليق جميع العمليات الجراحية الاختيارية حتى 19 فبراير/شباط المقبل.

وتشهد الإمارات زيادة كبيرة في الإصابات بالفيروس منذ بداية العام الجديد، مع تسجيل أكثر من 3 آلاف حالة يوميا، وأحصى هذا البلد الخليجي حتى الآن أكثر من 263 ألف إصابة بفيروس كورونا، و762 وفاة.

وفي الإمارات أيضا، أعلنت السلطات اليوم أنها أقرت الاستخدام الطارئ للقاح الروسي "سبوتنيك-في" (Sputnik-V) وهو ثالث لقاح تتم الموافقة عليه.

عربيا أيضا، مددت السلطات اللبنانية الإغلاق الكامل المفروض بسبب وباء كورونا لمدة أسبوعين إضافيين حتى 8 فبراير/شباط المقبل.

وقالت الحكومة في بيان إن القيود المشددة على الحركة في جميع أنحاء البلاد، والتي كان من المقرر أن تستمر حتى يوم الاثنين، ستظل سارية حتى 8 فبراير/شباط. وأضاف البيان أن القرار اتخذ في ضوء الزيادة المستمرة في إصابات فيروس كورونا، وعدد المرضى الذين يحتاجون إلى العناية المركزة.

الحياة في ووهان

وفي الصين، وبعد أن كانت شوارعها خالية تماما ومستشفياتها مكتظة بالمرضى، عادت الحياة الطبيعية إلى مدينة ووهان بعد عام على عزلها.

وتملأ الحشود المراكز التجارية، في حين تعج شوارع ووهان بالسيارات، حيث لا شيء يذكر بأن المدينة الواقعة وسط الصين تحيي بعد غد السبت الذكرى الأولى لعزلها في 23 يناير/كانون الثاني 2020.

وفي هذه المدينة، التي تضم 11 مليون نسمة، عادت الأجواء العادية إليها كما سائر مدن الصين، حيث تمت السيطرة عمليا على الوباء منذ الربيع الماضي.

ولكن مناطق أخرى، بينها العاصمة بكين، تشهد هذه الأيام حالة من القلق مع تسجيل أكثر من 100 إصابة يوميا، وخاصة مع رصد إحدى السلالات المتحورة لفيروس كورونا.

المصدر : الجزيرة + وكالات