وسط خلاف مع الرئاسة اليمنية.. المجلس الانتقالي الجنوبي يعلن تأسيس قوات "حزام طوق عدن"

قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا تسيطر على عدن منذ نحو عام ونصف (وكالة الأنباء الأوروبية)

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن المدعوم إماراتيا إنشاء قوات جديدة في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد، في ظل خلاف مع الرئاسة بشأن تعيينات جديدة.

وبحسب وثيقة اطلعت عليها وكالة الأناضول اليوم الخميس، أصدرت ما تسمى قوات الإسناد والدعم التابعة للمجلس قرارا باستحداث قوات حزام طوق عدن.

وصدر القرار من قائد قوات الإسناد والدعم والأحزمة الأمنية العميد محسن الوالي، وقضى بتعيين المقدم ناجي اليهري قائدا لقوات حزام طوق عدن، والرائد محمد يسلم الصبيحي رئيسا لأركانها، وفق الوثيقة.

ولأول مرة يعلن المجلس المسيطر على عدن منذ نحو عام ونصف عن تلك القوات التي لم يتم الكشف عن مهامها ولا عدد عناصرها.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الحكومة اليمنية.

ويأتي الكشف عن تلك القوات في ظل رفض المجلس تعيينات أصدرها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم الجمعة الماضي، وبينها تعيين أحمد صالح الموساي نائبا عاما للبلاد، وأحمد عبيد بن دغر رئيسا لمجلس الشورى.

Fighters of the UAE-trained security belt force on a tank in Yemen’s southern coastal town of Shuqrah amid heavy fighting AFP
قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا (الفرنسية)

تشاور وخلاف

ويقول المجلس إن الرئاسة لم تتشاور معه قبل صدور تعيينات الجمعة، وألمح إلى اعتزامه عدم السماح بعودة الموساي وبن دغر إلى عدن.

بدورهم، يقول مسؤولون يمنيون إن اتفاق الرياض لا ينص على أي تشاور مسبق إلا بشأن تشكيل الحكومة، ويتهمون المجلس بممارسة الابتزاز للحصول على مزيد من المناصب دون تنفيذ الشقين العسكري والأمني من الاتفاق.

ومن شأن إنشاء تلك القوات أن يضر بالتوافق السياسي الذي حصل مؤخرا بين المجلس والسلطة الشرعية وقاد إلى تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي عادت لاحقا من الرياض إلى عدن لبدء مهامها.

كما قد يعقد التنفيذ المأمول للشق العسكري اتفاق الرياض بين السلطة والمجلس الذي يدعو إلى انفصال جنوبي اليمن عن شماله، بدعوى أن الحكومات المتعاقبة تهمش الجنوب وتنهب ثرواته.

A security personnel member reacts as dust rises after explosions hit Aden airport, upon the arrival of the newly-formed Yemeni government in Aden
الحرب اليمنية المستمرة منذ 7 سنوات حصدت أرواح أكثر من 230 ألف شخص (رويترز)

اتفاق وبنود

وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 وقعت الحكومة والمجلس -برعاية سعودية ودعم أممي- اتفاق الرياض بهدف حل الخلافات بين الطرفين اليمنيين.

ومن أبرز بنود الاتفاق تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب يشارك فيها المجلس الانتقالي، إضافة إلى حل الوضع العسكري في عدن والمناطق الأخرى التي شهدت مواجهات بين الطرفين، مثل محافظة أبين (جنوب).

ويهدف اتفاق الرياض إلى حل الخلافات بين السلطة والمجلس، والتفرغ لمواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والمسيطرة بقوة السلاح على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ عام 2014.

وتسببت الحرب المستمرة منذ نحو 7 سنوات بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ سقط ما لا يقل عن 233 ألف قتيل، وبات 80% من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، وفق الأمم المتحدة.

المصدر : وكالة الأناضول