احتجاجات تونس.. قيس سعيد يوضح موقفه بشأن اتهام اليهود ووزير الدفاع يحذر من عمل إرهابي

Demonstration in Tunisia
المحتجون التونسيون يطالبون بالشغل والحرية والكرامة (الأناضول)

تواصلت اليوم الأربعاء الاحتجاجات المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية في تونس. وبينما أوضح الرئيس قيس سعيّد موقفه بشأن اتهام اليهود بالسرقة وإذكاء الاحتجاجات، حذّر وزير الدفاع من استغلال ما سماها "عناصر إرهابية" للتحركات الليلية وتنفيذ عمليات لضرب استقرار البلاد.

وتظاهر تونسيون اليوم للمطالبة بإطلاق سراح موقوفين إثر صدامات ليلية بين قوات الأمن ومحتجين ينتقدون السلطة والطبقة السياسية "العاجزة" أمام تدهور الوضع الاقتصادي.

وفي شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تجمع المحتجون وغالبيتم من الطلبة، وردد بعضهم "شغل، حرية، كرامة وطنية".

وقال الناشط والطالب أيوب بلحاج إن "الدولة استعملت القوة المفرطة لمواجهة شعب جائع".

وأضاف أن "على المسؤولين الإصغاء إلى الشباب لوقف العنف"، معتبرا أن "الحكومة لم تفعل شيئا، ولا نعرف حقا من يحكم تونس وهذا محيّر".

كما خرج متظاهرون في محافظة سوسة (شرق) متحدّين قرار حظر التجمع الذي أقرّته السلطات لمكافحة تفشي وباء فيروس كورونا "كوفيد-19".

واندلعت الاضطرابات في تونس الخميس الماضي غداة الذكرى العاشرة لسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011.

لكن وتيرة الاحتجاجات تقلصت اليوم الأربعاء في ولايتي سيدي بوزيد، وقفصة (غرب)، وكذلك في حي التضامن بالعاصمة.

وقال الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني، حسام الدين الجبابلي، إن "41 شخصا أُوقفوا الثلاثاء". وأوضح أن أعمار غالبية الموقوفين تراوح بين 15 و17 عاما، في حين أصيب 21 عنصرا أمنيا "بحروق من الدرجة الثالثة وكسور" منذ 16 يناير/كانون الثاني الجاري.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت الثلاثاء احتجاز أكثر من 600 شخص.

الرئاسة واليهود

في سياق متصل، نفت الرئاسة التونسية الأربعاء أن يكون الرئيس قيس سعيّد قد اتهم يهود البلاد بالوقوف وراء الاحتجاجات الأخيرة.

وقالت الرئاسة -في بيان- إن سعيّد "لم يتعرض لأي دين، ولم يكن هناك أي داع يستسيغه أي عاقل لطرح قضية الأديان في ظل هذه الاحتجاجات، فضلا عن أنه يرى أن هذه القضية غير مطروحة أصلا في تونس".

وأضافت أن سعيّد أوضح اليوم في مكالمة هاتفية مع كبير أحبار تونس، حاييم بيتان، أن اليهود التونسيين هم مواطنون يحظون برعاية الدولة التونسية وبحمايتها كسائر المواطنين.

وذكّر سعيد أثناء المكالمة بموقفه الثابت من القضية الفلسطينية وبأنه "يفرق بين حرية الأديان وحق الشعب الفلسطيني في أرضه، هذا الحق الذي يعدّ مبدأ ثابتا لا مجال لأي أحد أن يدخل الإرباك عليه بتواطئه مع الغاصبين المحتلين".

وكان موقع "باب نات" التونسي الخاص نقل عن موقع "إسرائیل ناشیونال نیوز" الإسرائيلي قوله إن مؤتمر الحاخامات الأوروبيين أعرب عن قلقه إزاء تصريحات أدلى بها سعيّد، واتهم فيها اليهود بالسرقة والوقوف وراء أعمال الشغب التي تعيشها البلاد.

لكن الرئاسة التونسية اتهمت جهات في تونس لم تسمّها بالكذب والافتراء والتظاهر بما لا تبطن، لتحقيق غايات سياسية معلومة لدى الجميع.

عناصر إرهابية

من جانبه، كشف وزير الدفاع التونسي إبراهيم البرتاجي الأربعاء عن معلومات تفيد بتحرك "عناصر إرهابية" لاستغلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

جاء ذلك في جلسة حوار برلمانية خصصت لمناقشة الوضع العام بالبلاد والاحتجاجات الأخيرة، بحضور عدد من أعضاء الحكومة.

وقال البرتاجي إن المؤسسة الأمنية "توفرت لديها معلومات عن تحرك عناصر إرهابية لاستغلال التحركات الليلية للقيام بعمليات إرهابية لضرب أمن واستقرار البلاد".

وتحدث عن "ضبط بعض العناصر التكفيرية ومصادرة أسلحة بيضاء وزجاجات مولوتوف (حارقة) كانت بحوزتهم".

ونفى البرتاجي استخدام قوات الأمن القوة المفرطة في مواجهة الاحتجاجات الأخيرة.

واشتكى أن المؤسسة الأمنية تواجه المحتجين وحدها، منتقدا ما وصفه بغياب النوّاب والمجتمع المدني عن القيام بدورهم لتهدئة الاحتجاجات .

كما انتقد بعض وسائل الإعلام التي قال إنها تحاول تسويغ الشغب والتحريض على المؤسسة الأمنية.

وأوضح أن الحكومة ما زالت في طور التحقيق بشأن ما يفيد بوجود أياد خفية تحرك الاحتجاجات الراهنة.

وأكد إطلاق سراح عدد كبير ممن أُلقي القبض عليهم أثناء الاحتجاجات لعدم ثبوت التهم، وشدد على أن البلاد تجاوزت الأزمة .

وفي وقت سابق، دعا رئيس الحكومة هشام المشيشي الأطراف الشعبية والمدنية والحزبية كافة إلى عدم الانجرار وراء حملات التجييش والتحريض، وعدم اللجوء إلى العنف وبثّ الشائعات وإرباك مؤسسات الدولة.

وقال رئيس الحكومة إن "الأزمة حقيقية والغضب مشروع والاحتجاج شرعي، لكن الفوضى مرفوضة وسنواجهها بقوة القانون".

وأضاف أن "صوتكم مسموع وغضبكم مشروع، ودوري ودور الحكومة جعل مطالبكم واقعا وتصيير الحلم ممكنا".

المصدر : وكالات