على خطى أميركا.. روسيا تبدأ الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة وتتهم واشنطن بتقويضها

صورة تعود إلى عام 2002 لطائرة أنتونوف روسية مشاركة في عمليات الأجواء المفتوحة أثناء وجودها بمطار في بلجيكا (الأوروبية)

أعلنت روسيا أنها بصدد الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة، وحمّلت واشنطن وحلفاءها مسؤولية ما جرى، ويأتي هذا التطور بعد أقل من شهرين على خروج الولايات المتحدة من هذه المعاهدة.

فقد أعلنت الخارجية الروسية اليوم الجمعة بدء موسكو بالإجراءات الداخلية للانسحاب من المعاهدة التي وُقّعت عام 1992 ودخلت حيز التنفيذ في 2002، وهي ترمي، من بين معاهدات أخرى، إلى بناء الثقة بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جهة أخرى.

وقالت الوزارة -في بيان- إن القرار اتخذ نظرا لعدم إحراز أي تقدم في طريق إزالة العقبات التي تحول دون استمرار المعاهدة ضمن شروط جديدة.

وأضافت أن انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة "بذرائع واهية" نسف توازن مصالح الدول الأطراف فيها، وألحق ضررا كبيرا بفعاليتها، وقوض دورها كآلية لتعزيز الأمن والثقة.

وتابعت أنها قدمت اقتراحات محددة لبقية الأعضاء لتخفيف أثر الانسحاب الأميركي لإنقاذ المعاهدة من الانهيار، مشيرة إلى أن هذه الاقتراحات لم تلق دعما من حلفاء واشنطن.

وأوضحت الخارجية الروسية أنها ستبلغ بقية الدول الأعضاء رسميا بانسحابها بعد الانتهاء من إجراءات في الداخل لم تحددها بخصوص الانسحاب.

وكان من شروط روسيا للبقاء في المعاهدة الحصول على ضمانات من دول حلف شمال الأطلسي المشاركة فيها ألا تنقل المعلومات العسكرية التي تجمعها إلى الولايات المتحدة، ولكن لم يتحقق لها ذلك.

وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكدت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لم تعد من هذا التاريخ طرفا في معاهدة الأجواء المفتوحة.

وقبل أشهر من الإعلان رسميا عن قرار الانسحاب، وتحديدا في مايو/أيار الماضي، عبّر الرئيس دونالد ترامب عن نية بلاده الخروج من المعاهدة، متهما روسيا بانتهاك المعاهدة من خلال فرض قيود على عمليات التحليق في أجوائها، الأمر الذي نفته موسكو آنذاك.

ووقعت معاهدة الأجواء المفتوحة عام 1992 وتضم 34 دولة، وتهدف إلى تعزيز الثقة من خلال السماح للدول بمراقبة جيوش بعضها بعضا وجمع معلومات عنها بواسطة طائرات غير مسلحة.

المصدر : الجزيرة + وكالات