مبادرات إقليمية لكسر جمود أزمة سد النهضة وإثيوبيا تتهم السودان بتعطيل المفاوضات

سد النهضة الإثيوبي (مواقع التواصل)

كشفت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأفريقي للجزيرة أن جنوب أفريقيا أجرت، خلال 24 ساعة الماضية، اتصالات سرية رفيعة المستوى مع مصر وإثيوبيا والسودان، كل على حدة، لإحداث انفراجة بشأن ملف مفاوضات سد النهضة، قبل انتقال رئاسة الاتحاد من جنوب أفريقيا إلى الكونغو.

وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع زيارة قام بها وفد من الخارجية الإماراتية إلى العاصمة السودانية الخرطوم استغرقت يوما واحدا، ضمن مبادرة لدعم مفاوضات سد النهضة المتعثرة.

وقالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن الزيارة جاءت في إطار جهد إماراتي "لتقريب وجهات النظر بين كل من السودان ومصر وإثيوبيا، ولكسر جمود مفاوضات سد النهضة الإثيوبي".

ونقلت عن مصدر سوداني قوله "الوفد الإماراتي التقى مسؤولين في وزارتي الخارجية والري، واستمع لشرح مفصل حول موقف السودان في ملف السد". وأضاف أن المبادرة الإماراتية لم تأت بطلب من بلاده.

وفي سياق متصل، نقل مراسل الجزيرة عن مصدر سوداني قوله إن وزير الري المصري محمد عبد العاطي سيزور الخرطوم اليوم الخميس على رأس وفد فني كبير. وتتركز الزيارة على التعاون الثنائي ومفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

وأضاف المصدر السوداني أن وفدا برئاسة عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي سيزور القاهرة لبحث الأزمة الحدودية مع إثيوبيا، وتطورات أزمة سد النهضة.

اتهامات إثيوبية

في المقابل، قال دينا مفتي المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية "جهات (لم يسمها) تسعى لإفشال جهود الاتحاد الأفريقي في أزمة سد النهضة، حتى لا تحل الأزمة عبر آلية أفريقية".

بدوره أكد يلما سيليشي عضو وفد إثيوبيا بمفاوضات سد النهضة أنه لا يوجد ما يلزم بلاه قانونيا بالالتزام بالتفاوض.

وأضاف: لا يوجد سبب يدعونا لمواصلة المفاوضات إذا كانت دول المصب لا تريد ذلك، متهما الخرطوم بالعمل على تعطيل المفاوضات بسبب تعاونها السياسي مع مصر.

والاثنين الماضي، أعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين عن تقديم بلاده اشتراطات للاتحاد الأفريقي للعودة لمفاوضات "ذات جدوى" في ملف سد النهضة، ملوحا بأن الخرطوم لديها "خيارات" أخرى.

ووفق بيان لمجلس السيادة، قال قمر الدين إن بلاده "قدمت اشتراطات (لم يوضحها) لجنوب أفريقيا باعتبارها رئيس الاتحاد الأفريقي للعودة إلى مفاوضات ذات جدوى حول السد".

وأوضح الوزير أن المفاوضات خلال الفترة الماضية لم تكن ذات جدوى لأنها تركزت بين الدول الثلاث مباشرة والتي تباعدت مواقفها منذ البداية، مؤكدا تمسكه بلعب خبراء الاتحاد الأفريقي دورا أكبر لتذليل عملية التفاوض.

وأشار إلى احتجاج السودان للاتحاد الأفريقي على عزم أديس أبابا مواصلة عملية ملء السد للعام الثاني في يوليو/تموز المقبل بدون اتفاق، واصفا ما يتم بأنه خرق للقانون الدولي.

وفي 4 يناير/كانون الثاني الجاري، رفضت الخرطوم المشاركة باجتماع ثلاثي عبر الفيديو كونفرانس مع مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، قالت إنه لم يقر مطلبها بخصوص تعظيم دور خبراء الاتحاد الأفريقي والمراقبين عبر اجتماعات ثنائية‎.

وتخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد، على مدار 9 سنوات مضت، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت ومحاولة فرض حلول غير واقعية.

​​​​​​​وتصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، في حين تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل سلبا.

المصدر : الجزيرة + وكالات