جلسة لمجلس الأمن.. أميركا تتعهد بالمساعدة ومخاوف دولية من تبعات تصنيف واشنطن الحوثيين تنظيما إرهابيا

People gather outside a charity kitchen to get food donations in Sanaa
مواطنون يتلقون مساعدات غذائية في صنعاء اليوم الخميس (رويترز)

وعدت واشنطن باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن المساعدة الإنسانية في اليمن، فيما تتوالى المطالبات الدولية بإعادة النظر في القرار الأميركي بإدراج جماعة الحوثي في قائمة الإرهاب، خشية أن يعرقل جهود الإغاثة والسلام.

وقال نائب المندوب الأميركي في الأمم المتحدة ريتشارد ميلس إن النتائج المحدودة للعملية السياسية دفعت بلاده إلى تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، مضيفا أن واشنطن تأخذ بعين الاعتبار المخاوف بشأن تأثير تصنيف الحوثيين على الأزمة الإنسانية.

وخلال جلسة عبر الفيديو لمجلس الأمن الدولي مساء اليوم الخميس، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن خشيته من أن يكون لإدراج الولايات المتحدة جماعة الحوثي في القائمة السوداء تأثير "مخيف" على جهوده للجمع بين الطرفين.

ودعا غريفيث واشنطن إلى التراجع عن تلك الخطة في أقرب وقت لدواع إنسانية، مؤكدا أن المصالحة بين الطرفين في اليمن ممكنة.

من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إنه لا يشكك في نية الولايات المتحدة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية، لكن يجب أن يفكر العالم قبل أن يتخذ خطوة كهذه في المجاعة التي يعيشها اليمنيون.

وأضاف أن "الرجوع عن هذا القرار والتطرق إلى كل القضايا التي نقدم عنها إحاطات كل شهر هما اللذان سيمنعان هذه المجاعة".

بدوره، دعا المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها، كما دعا دول الخليج إلى تحمل المسؤولية المالية من أجل توفير احتياجات اليمن.

وقال بيزلي لمجلس الأمن الدولي "نحن نعاني الآن بدون إدراج الجماعة (في القائمة السوداء)، وبإدراجها ستكون كارثة، سيكون حكم إعدام على مئات الآلاف إن لم يكن ملايين الأبرياء في اليمن".

أما ممثلة بريطانيا في مجلس الأمن فقالت إنه يجب اتخاذ إجراءات سريعة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية، معتبرة أن الأمن الغذائي في اليمن في وضع سيئ.

وأضافت "نجدد دعمنا للمبعوث الأممي في اليمن، وندعو الأطراف إلى التفاوض لحل النزاع".

كما اعتبر مندوب روسيا بالأمم المتحدة أن قرار واشنطن يفاقم الأزمة الإنسانية، وحثها على مراجعته، معتبرا أن حل الأزمة اليمنية يستدعي فتح الحوار بين جميع الأطراف.

وقد أكد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك حِرص الحكومة اليمنية على الوصول إلى سلام شامل ودائم. وفي كلمته لجلسة خاصة لمجلس الأمن بشأن اليمن، عُقدت عبر الفيديو، جدد بن مبارك ترحيب الحكومة بتصنيف الولايات المتحدة لجماعة الحوثي، تنظيما إرهابيا.

People crowd to get food rations from a charity kitchen in Sanaa
جمعية خيرية لتوزيع الطعام في صنعاء (رويترز)

مناشدات
وقبل عقد الجلسة، قال مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك شتيلهارت إن اللجنة تحث الدول التي تفرض مثل هذه الإجراءات -في إشارة إلى الولايات المتحدة- على النظر في "الاستثناءات الإنسانية"، للتخفيف من أي تأثير سلبي على السكان وعلى المساعدات المحايدة.

وأضاف شتيلهارت أن الصليب الأحمر يشعر بقلق متزايد إزاء الوضع الإنساني في اليمن، حيث يجري ثاني أكبر عملياته على مستوى العالم، إذ يعاني المدنيون من الأمراض شديدة العدوى والجوع وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتابع "المخاطر التشغيلية المتزايدة واحتمال أن يحاول القطاع المصرفي والقطاع الخاص تجنب المخاطر بسبب التصنيف قد يقيدان العمل الإنساني في اليمن في نهاية المطاف".

في الأثناء، أصدر رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك قرارا بتشكيل لجنة لتطوير آلية التعامل مع الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث ذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن اللجنة ستعمل على تسهيل عمل هيئات الإغاثة والمنظمات الإنسانية الدولية، لتمكينها من القيام بمهامها خلال الفترة القادمة.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد حذر أمس الأربعاء من "عواقب وخيمة" لاعتزام الولايات المتحدة تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية".

وسبق أن ناشد سكوت بول مسؤول الشؤون الإنسانية في فرع منظمة أوكسفام الخيرية بالولايات المتحدة الرئيس المنتخب جو بايدن إلغاء هذا التصنيف بمجرد توليه السلطة.

وحث المجلس النرويجي للاجئين أيضا الحكومة الأميركية يوم الاثنين الماضي على توفير "إجراءات حماية وضمانات واضحة" تكفل ألا تعرقل العقوبات جهود الإغاثة.

بدوره، ندد الاتحاد الأوروبي أول أمس الثلاثاء بالقرار الأميركي، معتبرا أنه سيعرقل جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وأعلنت الخارجية الأميركية في بيان يوم الأحد الماضي عزمها تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، وفرض عقوبات على زعيمها عبد الملك الحوثي والقياديين فيها عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحاكم.

المصدر : الجزيرة + وكالات