غارديان: الاستقطاب المتزايد بالولايات المتحدة مؤشر على أزمة الديمقراطية الأميركية

Trump supporters storm Capitol building in Washington
غارديان: القَبَلية في الولايات المتحدة أصبحت فيروسا معوقا في الجسم السياسي الأميركي (الأناضول)

التهديد للديمقراطية الأميركية حقيقي حتى لو أدت الإجراءات القانونية إلى عزل الرئيس دونالد ترامب، لأن أزمة الاستقطاب المتزايد فيها، والذي يُعد الرئيس أحد أعراضها ستظل باقية.

ورد ذلك في افتتاحية لصحيفة غارديان البريطانية (The Guardian)، قالت فيها إن القَبَلية في الولايات المتحدة أصبحت فيروسا معوقا في الجسم السياسي الأميركي، مما أدى إلى تقسيم الساحة العامة إلى قسمين.

وأشارت إلى أن المواطنين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، التي تخضع لتدقيق جديد مؤخرا، للحفاظ على حقائق بديلة متضاربة، إذ لا يزال 3 من كل 4 ناخبين جمهوريين يعتقدون أن هناك تزويرا واسع النطاق للناخبين في نوفمبر/تشرين الثاني، على الرغم من أحكام ما يقرب من 100 قاض بعكس ذلك.

ومع تراجع القناعات بحياد المؤسسات العامة، أظهرت الدراسات ارتفاعا مزعجا في عدد الأميركيين، من اليسار واليمين، الذين يعتقدون أن العنف السياسي يكون أحيانا مبررا.

وقالت إنه وفي ظل هذه الخلفية الكئيبة، سيكون موضوع خطاب تنصيب بايدن هو "أميركا متحدة"، ويبدو من المرجح أن يتم التسليم في ظل إجراءات عزل سلفه، ووجود عسكري كبير. وستكون رسالة الشفاء للرئيس الجديد هي الرسالة الصحيحة، وجعلها مسموعة سيكون التحدي الأساسي في حياته السياسية الطويلة.

وعلقت بأن هذا المشهد يجب أن ينتمي إلى دراما جديرة بالاهتمام على نتفليكس أثناء الإغلاق. لكن وبدلا من ذلك، فإنها حقيقة أميركا البائسة.

تضيف الصحيفة البريطانية أن أعمال الشغب التي وقعت الأسبوع الماضي لم تكن عبارة عن مسرحية لمرة واحدة خرجت عن السيطرة. بل كانت ساحة الهجوم على الديمقراطية تدور منذ شهور، ففي الخريف، تحدث ترامب وكأنه رجل عصابات أكثر من كونه رئيسا، وأبلغ حركة الفاشية الجديدة "براود بويز" (Proud Boys) أن "تستعد".

وتتابع غارديان أن ترامب حذر بعد ذلك من أن الحزب الديمقراطي سيحاول "سرقة" الانتخابات، مؤكدة أن الفوضى العنيفة التي وقعت الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى مقتل 5 أشخاص، كانت تتويجا لإستراتيجية ترهيب وتشويه سمعة المؤسسات الديمقراطية في الدولة التي يقودها.

المصدر : غارديان