فجر.. حلم جمال خاشقجي يرى النور في واشنطن

A Vigil is held at Saudi Embassy for Journalist Jamal Khashoggi
القنصلية السعودية في إسطنبول شهدت قبل عامين واحدة من أبشع الحوادث التي تعرض لها الصحفيون عبر العالم (رويترز)

قبل يومين من حلول الذكرى السنوية الثانية لمقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، دُشن في واشنطن لمنظمة حقوقية جديدة وضع إطارها العام خاشقجي قبل أسابيع من وفاته.

"فجر" (DAWN) اختصار لـ "الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن" (Democracy for Arab World Now)، وهو الاسم الذي اختاره الراحل قبل وفاته لمنظمة تهدف لدعم تطلعات الشعوب العربية للديمقراطية والعمل على احترام حقوق الإنسان.

أسس المنظمة الجديدة مجموعة من أصدقاء خاشقجي من العرب والأميركيين في محاولة لإحياء فكرته الأساسية.

وتأمل المنظمة في الضغط على النظم العربية لتحسين سجلها الحقوقي، وذلك من خلال تسليط الضوء على 3 دول ذات سجل ثقيل في انتهاكات حقوق الإنسان هي السعودية والإمارات ومصر، على أن تمتد لاحقا لتشمل كل الدول العربية.

كما ستركز المنظمة على مواجهة الطرق التي "تساعد وتحرض" بها الولايات المتحدة الحكومات المسيئة وغير المنتخبة التي تعتمد على المساعدات العسكرية الأميركية.

جانب من الحضور الرمزي بسبب احترازات فيروس كورونا (الجزيرة)

مشاركة عبر زوم
وتحدث عدد من مسؤولي المنظمة في حفل التدشين الذي عقد في قلب العاصمة الأميركية واشنطن، بمشاركة رمزية من أصدقاء خاشقجي.

وشهدت منصة زوم مشاركة ضخمة وحضورا بارزا لوسائل الإعلام الأميركية في الفعالية التي شارك فيها مئات المهتمين من خلال البث الإلكتروني، لأسباب تتعلق باحترازات فيروس كورونا.

وتحدث السيناتور الديمقراطي عن ولاية ديلاوير ريس كونز، إذ شكر -في كلمة مسجلة- المنظمة على مساعدتها في محاسبة الحكومة الأميركية ولا سيما إدارة ترامب.

بدورها، قالت المديرة التنفيذية للمنظمة سارة ليا ويتسن "سنتمسك بإرث جمال"، وأشارت إلى أن رؤية خاشقجي الأصلية "تقوم على فرضية أساسية، وهي أن الديمقراطية وحقوق الإنسان هما الحل الوحيد للشرق الأوسط الذي سيمنحه الاستقرار والأمن والكرامة لشعوبه".

ووفقا لويتسن، فإن تمويل المنظمة الذي يضم 10 أشخاص يأتي من مؤسسات وأفراد عاديين، بمن فيهم أصدقاء خاشقجي، وأن المنظمة لا تتلقى أي أموال حكومية.

FILE PHOTO: A demonstrator holds a poster with a picture of Saudi journalist Jamal Khashoggi outside the Saudi Arabia consulate in Istanbul, Turkey October 25, 2018. REUTERS/Osman Orsal/File Photo
المنظمة الجديدة أسستها مجموعة من أصدقاء خاشقجي العرب والأميركيين في محاولة لإحياء فكرته الأساسية (رويترز)

أهداف المنظمة
من جهته، أكد مدير أبحاث منطقة الخليج بالمنظمة عبد الله العودة أن المنظمة ستصبح بمثابة الوعاء الذي يجمع كل الانتهاكات التي تمارسها النظم العربية ضد معارضيها السلميين.

وأشار إلى أن المنظمة سترصد الخروقات غير الإنسانية المتعلقة بحقوق الإنسان، وما يتلوها من تعذيب وضغط وإيذاء، وجمع كل المعلومات حول المتورطين بالانتهاكات وفضحهم حول العالم خاصة داخل الولايات المتحدة.

وأضاف العودة أن القائمة لن تقتصر على الحكام فقط، وإنما ستشمل المتورطين بالانتهاكات من منسوبي الأجهزة الأمنية ومحققين وقضاة وحرّاس وإعلاميين وسواهم.

أما مسؤولة الإعلام العربي بالمنظمة الجديدة فدوى مساط، فأشارت إلى أن المنظمة ستصبح منبرا للخبراء العرب والمنفيين السياسيين لنشر أعمالهم وإطلاع العالم عليها.

وقالت فدوى، "ربما كان جمال المنفي السياسي الأكثر شهرة في العالم العربي الذي حاولت السعودية إسكاته، ولذا سنعطي صوتا للآلاف من أمثاله الذين كافحوا من أجل التغيير في بلدانهم".

المصدر : الجزيرة