تصاعد الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا.. ومجلس الأمن يطالب بوقف فوري للمعارك

Operation of the Azerbaijan army continue
المدفعية التابعة للجيش الأذري تقصف مواقع تابعة للجيش الأرميني في ناغورني قره باغ (الأناضول)

تصاعدت حدة الاشتباكات في إقليم ناغورني قره باغ بين الجيشين الأرميني والأذري، مع شن هجمات متبادلة للسيطرة على مدن فوزولي وجبرائيل وترتر. وبينما سقط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك القوانين الدولية، ومهاجمة أهداف مدنية. في حين طالب مجلس الأمن الدولي بوقف فوري للمعارك وتهدئة التوترات والعودة إلى مفاوضات هادفة دون تأخير.

وأفادت تقارير بمقتل العشرات وإصابة المئات منذ اندلاع الاشتباكات بين قوات أذربيجان وأرمينيا يوم الأحد في أسوأ قتال بالمنطقة منذ التسعينيات.

من جهته، اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان تركيا بتقديم دعم عسكري لأذربيجان.

وأكد باشينيان وجود مسؤولين عسكريين أتراك في أذربيجان لتوجيه العمليات العسكرية الجارية في إقليم ناغورني قره باغ.

ودعا المجتمعَ الدولي إلى التنديد بما وصفه بعدوان تركيا وأذربيجان، مشيرا إلى أن ذلك يهدد وجود الشعب الأرميني، وفق قوله.

في المقابل، نفى رئيس أذربيجان إلهام علييف مشاركة مقاتلات "إف-16" تركية في معارك إقليم ناغورني قره باغ، كما نفى وجود مقاتلين سوريين في الإقليم.

وقال الرئيس الأذري إن تركيا ليست طرفا في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، وإن الدعم التركي لأذربيجان يقتصر على الدعم المعنوي فقط.

من جهة أخرى، رفض علييف أي احتمال لإجراء محادثات مع أرمينيا بشأن الإقليم، ووصف المطالب الأرمينية بأنها غير مقبولة.

الانسحاب هو الحل
في سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن "الحل الوحيد لمشكلة إقليم ناغورني قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا هو انسحاب أرمينيا من الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها".

وأضاف جاويش أوغلو خلال زيارته السفارة الأذرية في أنقرة، أن قرارات الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية حول وحدة التراب الأذربيجاني واضحة، وإن لم تنسحب أرمينيا فإن المسألة لن تحل.

بدورها، دعت روسيا جميع شركائها خصوصا تركيا، إلى بذل قصارى جهدها لإقناع الأطراف المتحاربة في ناغورني قره باغ بوقف إطلاق النار والعودة إلى تسوية سلمية بالوسائل السياسية والدبلوماسية.

وقالت الرئاسة الروسية في بيان، إن "موسكو على تواصل مستمر مع أنقرة ويريفان وباكو على مختلف المستويات بشأن تطورات الوضع في ناغورني قره باغ".

وأضافت أن موقف روسيا الذي وصفته بالمتوازن تجاه النزاع في الإقليم المتنازع عليه يسمح لها بلعب دور الوساطة لتسوية النزاع.

وقال الكرملين في بيانه، إن أي تصريحات عن تقديم دعم عسكري لأحد أطراف النزاع في ناغورني قره باغ تصب الزيت على النار، وإن موسكو ترفضها بشدة، وفق تعبير البيان.

وحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أرمينيا وأذربيجان على وقف الأعمال العدائية.

وقال خلال زيارة لجزيرة كريت "تناولنا أنا ووزير الخارجية (اليوناني نيكوس دندياس) الصراع في ناغورني قره باغ. هناك حاجة إلى أن يكف الجانبان عن العنف ويعملا مع الدول التي تتشارك في رئاسة مجموعة مينسك، ويعودا إلى مفاوضات جوهرية في أسرع وقت ممكن".

كما أجرى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالين هاتفيين منفصلين مع كل من الرئيس الأرميني أرمين ساركيسيان والرئيس الأذربيجاني إلهام عالييف.

وقال الديوان الأميري القطري إن أمير دولة قطر ناقش مع الرئيسين ساركيسيان وعالييف التوتر الحاصل بين أرمينيا وأذربيجان.

ودعا أمير دولة قطر إلى تهدئة الأوضاع والعمل على حل الخلاف بين البلدين عبر الحوار والطرق الدبلوماسية بما يحفظ مصالح البلدين والشعبين.

جلسة طارئة
بالتزامن مع تلك التطورات، عقد مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء، بطلب من دول أوروبية، اجتماعا طارئا مغلقا لبحث التطورات في ناغورني قره باغ.

وطالب مجلس الأمن في بيان بإجماع أعضائه بـ"وقف فوري للمعارك" المتواصلة لليوم الثالث في ناغورني قره باغ، وقال أعضاء المجلس في البيان إنّهم يعبّرون عن "دعمهم لدعوة الأمين العام الجانبين لوقف القتال على الفور، وتهدئة التوتّرات والعودة دون تأخير إلى مفاوضات بناءة".

وأضاف البيان أن أعضاء المجلس "يدينون بشدة استخدام القوة، ويأسفون للخسائر في الأرواح". كما أعرب أعضاء مجلس الأمن "عن قلقهم إزاء التقارير بشأن أعمال عسكرية واسعة النطاق على طول خط التماس" في الإقليم.

وفي نهاية البيان "أعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم الكامل للدور المركزي للرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحثّوا الجانبين على العمل الوثيق معهم من أجل استئناف الحوار بصورة عاجلة ودون شروط مسبقة".

ووفقاً لدبلوماسيين، فإن البيان الذي أقره المجلس بعد اجتماع استمر زهاء ساعة، اقترحه الرؤساء الثلاثة المشاركون لمجموعة مينسك، ممّا سهّل اعتماده.

المصدر : الجزيرة + وكالات