التوتر اليوناني التركي.. المفاوضات الاستكشافية تنطلق قريبا والأوروبيون يرحبون

توتر تركي يوناني بعد رفض أثينا تسليم جنود أتراك
الجولة الـ61 من المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان ستنطلق قريبا بحسب الخارجية اليونانية (الجزيرة)

قالت الحكومة اليونانية إن هناك احتمالا للتواصل بين الرئيس التركي ورئيس الوزراء اليوناني، فيما طالبت تركيا بألا تضيع اليونان الفرصة الدبلوماسية مرة أخرى، في الوقت الذي رحبت فيه المفوضية الأوروبية باستئاف المفاوضات بين البلدين.

فقد قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيلوس بستاس، إن احتمال التواصل بين رئيس الوزراء اليوناني والرئيس التركي لا يزال قائما قبل انعقاد القمة الأوروبية.

ووصف بستاس إعلان استئناف المفاوضات الاستكشافية بين البلدين بالخطوة الإيجابية، مشيرا إلى أن ذلك ناتج عن الخطوات التي اتخذتها تركيا لتخفيض التصعيد.

من ناحيته، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إن الإعلان عن استئناف المفاوضات الاستكشافية بين بلاده وبين تركيا سيكون على شكل محادثات في هذه المرحلة وليس مفاوضات، وذلك لوضع الأسس والقواعد التي سيتم التفاوض عليها.

والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية اليونانية أن المحادثات الاستكشافية مع تركيا ستنطلق مجددا قريبا. وقالت الخارجية في بيان إنه "تم التوصل إلى اتفاق بين اليونان وتركيا لعقد الجولة الـ 61 من المحادثات الاستكشافية في إسطنبول قريبا".

وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عام 2002، وانعقدت آخر جولة منها ورقمها 60، في الأول من مارس/آذار 2016، بالعاصمة اليونانية أثينا.

وبعد ذلك التاريخ، استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجددا.

أردوغان يبحث العلاقات مع أوروبا

وفي السياق، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وتطورات شرقي المتوسط.

وأشار أردوغان -في اللقاء الذي تم عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" واستمر 40 دقيقة- إلى أن تجاهل اليونان وقبرص الرومية (جمهورية قبرص)، لحقوق تركيا والقبارصة الأتراك من خلال "ادعاءات متطرفة" هو أساس القضية في شرق المتوسط، وذلك بحسب بيان صادر عن مكتب دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وأضاف أن تركيا تقف إلى جانب الحوار لحل المشكلة منذ البداية، مشيرا إلى استعداد تركيا للبدء بمحادثات استكشافية بين أنقرة وأثينا، ومعربا عن أمنيته بألا تضيع اليونان الفرصة الدبلوماسية مرة أخرى كما فعلت في السابق.

من جانبها، رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بعودة المحادثات بين تركيا واليونان حول التوتر شرقي البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت في تغريدة نشرتها عبر تويتر، إلى أن اللقاء مع أردوغان شهد تبادلا للآراء "مفيدا للغاية" بشأن التطورات في شرق المتوسط ​​والهجرة، وقالت إنها ترحب بكون المحادثات ستبدأ بين تركيا واليونان.

وأكدت أن المحادثات تشكل أهمية بالنسبة إلى استقرار شرقي المتوسط، والعلاقات البناءة مع الاتحاد الأوروبي.

Turkey's Oruc Reis vessel in Eastern Mediterranean

تركيا تقول إن تجاهل حقوقها شرق المتوسط هو سبب التوتر (وكالة الأناضول)

من جانبه، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO)، ينس ستولتنبرغ، إن تركيا واليونان حليفان مهمان، وإن الناتو يشكل منبرا للحوار.

وجاء في تغريدة له اليوم عبر موقع تويتر، أنه بحث مع أردوغان عبر الهاتف الوضع شرقي البحر الأبيض المتوسط، والجهود المستمرة في مقر الناتو بشأن سبل فض النزاع العسكري، والرامية إلى منع وقوع حوادث غير مرغوب فيها.

وفي مؤتمر صحفي عقده ستولتنبرغ عقب لقائه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في مقر الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، قال ستولتنبرغ اليوم الأربعاء، إن المحادثات الفنية بين تركيا واليونان، حول شرق البحر المتوسط "حققت تقدما جيدا".

وأشار ستولتنبرغ إلى استمرار المحادثات الفنية بين تركيا واليونان، لبحث سبل فض النزاع شرق المتوسط، مضيفا أنه جرى عقد عدة اجتماعات حتى اليوم، وتم تحقيق تقدم جيد فيها.

وأوضح أن الاجتماعات الفنية هي عبارة عن لقاءات عسكرية فنية، وأن المساعي الدبلوماسية الألمانية لحل الخلاف بين الجانبين، تعد بمثابة المكملة للقاءات التركية اليونانية.

كما حثت مجموعة الأزمات الدولية "آي سي جي" (ICG) قادة الاتحاد الأوروبي على دعم الحوار بين تركيا واليونان.

ونشرت المنظمة الدولية مقالا اليوم تحت عنوان "كيفية الحد من التوتر شرقي المتوسط"، قالت فيه إنه يتعين على القادة الأوروبيين الترحيب بخطوات أثينا وأنقرة نحو المصالحة ودعم الحوار بينهما.

وأوصت المنظمة تركيا واليونان بمواصلة المفاوضات العسكرية الفنية، والامتناع عن المناورات والتوترات في المنطقة.

لقاء عسكري إماراتي يوناني

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع اليونانية إن لقاء جرى بين رئيسي الأركان اليوناني والإماراتي في قاعدة "سودا" العسكرية في جزيرة كريت.

وأضافت الوزارة في بيان أن الجانبين تفقدا سير التدريبات المشتركة بين البلدين، والجنود الإماراتيين الموجودين في الجزيرة.

كما التقى وزير الدفاع اليوناني في أثينا برئيس الأركان الإماراتي، وبحثا العلاقات العسكرية بين البلدين.

المصدر : الجزيرة + وكالات