روحاني: ضغط أميركا علينا عزلها دوليا وسنرد على "بلطجتها"

President of Iran Hassan Rouhani
الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن واشنطن انهزمت 3 مرات في مجلس الأمن الدولي (الأناضول)

اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأحد أن سياسة "الضغط الأقصى" التي اعتمدتها الإدارة الأميركية ضد بلاده باتت "عزلة قصوى" لواشنطن، بعد إعلان الأخيرة بشكل أحادي إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران، في خطوة لاقت انتقادات دولية واسعة.

وقال روحاني -في كلمة خلال اجتماع حكومي بُث عبر قنوات التلفزة- "يمكننا القول إن سياسة الضغط الأقصى للولايات المتحدة ضد إيران، في شكلها السياسي والقانوني، تحولت إلى سياسة عزلة قصوى للولايات المتحدة".

وأشار إلى أن واشنطن تلقت في الفترة الماضية "3 هزائم متتالية في مجلس الأمن الدولي، أي في المكان الذي طالما اعتقد الأميركيون أنه نقطة قوتهم".

وأضاف روحاني "أميركا تقترب من هزيمة مؤكدة في تحركها لإعادة فرض العقوبات.. أميركا واجهت هزيمة وقوبلت برد فعل سلبي من المجتمع الدولي وحلفائها التقليديين. الشعب الإيراني لن يرضخ أبدا للضغط الأميركي"، متابعا إن "إيران سترد ردا ساحقا على البلطجة الأميركية".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن فجر اليوم الأحد أن عقوبات الأمم المتحدة على إيران "دخلت مجددا حيز التنفيذ"، محذرا من "عواقب" إذا فشلت الدول الأخرى في تنفيذ هذه العقوبات.

رفض أوروبي

ورُفعت العقوبات بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى الدولية مع إيران عام 2015، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق العام الماضي، ودعا لإعادة فرض العقوبات على إيران.

وقال بومبيو "إذا أخفقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في القيام بواجباتها في تنفيذ هذه العقوبات، فإن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتها الداخلية لفرض عواقب على هذه الإخفاقات".

وأوضح أن تفعيل بند العودة إلى الحالة الأصلية يعيد فرض جميع العقوبات تقريبا على إيران، بما فيها تلك التي سبق أن أبطلتها الأمم المتحدة، وضمنها حظر الأسلحة.

من جهتها، جددت الترويكا الأوروبية رفضها قرارات واشنطن، واعتبرتها "بلا تأثير قانوني".

وفي بيان مشترك لوزارات خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، نبّهت هذه الدول إلى "أن الولايات المتحدة لم تعد مشاركة في الاتفاقية النووية الشاملة بعد انسحابها منها في الثامن من مايو/أيار 2018، وبالتالي فإن تطبيق قرار (فرض عقوبات) بموجب الفقرة 11 من الاتفاقية لا يمكن أن تكون له أية تأثيرات قانونية".

وأضاف البيان أن الدول الثلاث لا تزال "ملتزمة بالحفاظ على الاتفاق النووي".

كما نددت روسيا بالقرار الأميركي، حيث أدانت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأحد إعلان الولايات المتحدة أحادي الجانب، مشيرة إلى أن التصريحات الأميركية تفتقد الأساس القانوني.

وقالت الوزارة -في بيان- "بحكم طبيعتها، لا يمكن لمبادرات وتحرّكات الولايات المتحدة غير الشرعية أن تحمل عواقب قانونية دولية بالنسبة للبلدان الأخرى".

"شك" أممي

في السياق ذاته، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي أنه لا يستطيع اتخاذ أي إجراء إزاء إعلان أميركا إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران، نظرا لوجود "شك" في المسألة.

وقال غوتيريش -في رسالة للمجلس- "يوجد شك على ما يبدو بشأن إذا كانت العملية قد بدأت بالفعل، وشك في الوقت ذاته بشأن إذا كان إنهاء (العقوبات)… لا يزال ساري المفعول".

وأضاف "لا يمكن للأمين العام أن يمضي قدما وكأن مثل هذا الشك غير موجود".

وفي العادة، يقدم مسؤولون بالأمم المتحدة دعما إداريا وفنيا لمجلس الأمن لتنفيذ عقوباته، حيث يُعين الأمين العام خبراء مستقلين لمراقبة التنفيذ، لكن غوتيريش قال إنه لن يتخذ أي إجراء لتقديم هذا الدعم إلى أن يتضح الموقف.

المصدر : وكالات