إسرائيل تكشف هوية أول مسؤول إماراتي شارك في لقاءات سرية مع دبلوماسييها قبل ربع قرن

UAE and Bahrain's normalization deal with Israel
من مراسيم توقيع اتفاقي التطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل (الأناضول)

يوم الثلاثاء الماضي كان يوما مختلفا بالنسبة لدبلوماسي إسرائيلي يدعى جيرمي إيسخاروف، فقد وجد نفسه يلتقط الصور مع مسؤولين إماراتيين علنا، ويحصد "ثمرةً" وضع أول بذورها قبل أزيد من ربع قرن وفقا لما روى لصحيفة إسرائيلية.

شارك إيسخاروف -وهو سفير إسرائيل الحالي في ألمانيا- في مراسيم توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل في البيت الأبيض بواشنطن، والتقط صورة لنفسه مع السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، ووجد في الأمر لحظة فارقة في تاريخ العلاقة بين الطرفين.

ونشر إيسخاروف الصورة على حسابه في تويتر وكتب في هذا اليوم، بعد سنوات عديدة من الصداقة والاتصالات السرية، يمكن الآن التقاط صور لنا معا دون أقنعة.

فقد كان إيسخاروف، أول دبلوماسي إسرائيلي يلتقي مع مسؤول إماراتي قبل 26 عاما، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" (The Times of Israel) الإخباري الإسرائيلي.

يقول إيسخاروف للموقع الإسرائيلي إنه يعرف العتيبة منذ سنوات عديدة، وإنهما طورا خلال هذه السنوات صداقة شخصية قائمة على الثقة وحسن التقدير والمصداقية المتبادلة.

ويتوقف عند الجانب الرمزي في التطبيع "أن تكون قادرا أخيرا على نزع القناع عن العلاقة، ولو لفترة وجيزة فقط، فهذا استكمال لدائرة شخصية تفتح الآن دائرة أكبر بكثير بين بلدينا".

قصة أول لقاء
وتعود به الذاكرة إلى الوراء، ليروي -وفقا لما ورد في تايمز أوف إسرائيل- المجريات وتفاصيل أول لقاء بين الطرفين قائلا، إنه في عام 1994، تواصل معه مستشار أميركي عمل مع دول الخليج، وكان حينها الرجل الثالث في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وقال إن الإمارات تريد أن تعرف موقف إسرائيل تجاه سعي أبو ظبي لشراء طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" (F-16) من الولايات المتحدة، وكان رده على الطلب الإماراتي "دعونا نجتمع ونناقش".

ويذكر الدبلوماسي الإسرائيلي أن الإمارات أرادت تجنب الاشتباكات معنا في الكونغرس فيما يتعلق بالاتفاقيات الخاصة بمبيعات الدفاع.

ويضيف الموقع الإسرائيلي أنه بعد أيام قليلة، توجه إيسخاروف إلى مكتب المستشار الأميركي والتقى بأكاديمي إماراتي يُدعى جمال السويدي، الذي أسس في ذلك الوقت مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وهو مركز أبحاث مدعوم من الحكومة ترأسه حتى وقت سابق من هذا العام.

ولم تكن تلك الوظيفة الوحيدة التي شغلها السويدي؛ فقد كان أيضا مستشارا رفيع المستوى لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، نجل الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، والقائد الفعلي للبلاد حاليا.

وقال إيسخاروف لقد التقينا للمرة الأولى، وتدفقت المحادثات عن العديد من الأشياء المختلفة، وأصبح من الواضح بسرعة كبيرة أن المحادثة كانت تكشف الكثير من الأفكار والمصالح المتشابهة التي تشاركناها.

ويشير إلى أن اجتماعه مع السويدي عام 1994 كان -حسب علمه- سابقة في تاريخ العلاقة بين الطرفين، وكانت المرة الأولى التي يجري فيها دبلوماسي إسرائيلي، محادثة مع مسؤول من الإمارات.

بيد أن الأمور لم تتوقف عند أول لقاء، فقد التقيا بعد ذلك عدة مرات، وبدآ بتطوير علاقة ثقة متبادلة، و"توغلت المحادثات في قضايا أوسع، لتوسيع المحادثة بيننا، لقد أشعلت الأمل في أن يتطور هذا بالتأكيد، في الوقت المناسب، إلى شيء أعمق، لم أكن متوهما أن هذه ستكون عملية سريعة جدا؛ لكنني شعرت حقا أنه يمكن أن يؤدي إلى شيء جوهري للغاية".

إف-16 كانت البداية
لا يكشف المسؤول الإسرائيلي عما قدمته إسرائيل للطرف الإماراتي في السنوات الماضية؛ لكن موقع "تايمز أوف إسرائيل"، يشير إلى أن الإمارات حصلت في نهاية المطاف على طائرات إف-16 الأميركية.

ويقول إيسخاروف لمجلة "دير شبيغل" (Der Spiegel) الألمانية -في وقت سابق من هذا العام- إنه يتذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين رد على الرغبة الإماراتية بقوله "لن نعترض"، وذلك خلال اجتماع في البنتاغون.

ويرى أن ذلك مثل "خطوة دبلوماسية أنشأت الثقة، لفتح حوار أكثر استدامة من خلال وسائل أخرى"، مضيفا أنه على مر السنين، التقى بالعديد من المسؤولين في الإمارات وفقا للموقع الإسرائيلي.

ويؤكد إيسخاروف، أنه في الغالب شعر أن هناك نوعا من العطش على كلا الجانبين لفهم أفضل لموقف الآخر في مجموعة واسعة من الموضوعات، "تحدثنا عن القضايا التي شكلت تحديا مشتركا لكلا البلدين".

وأضاف بمرور الوقت تحدثنا عن أشياء مختلفة كثيرة، سواء كانت إيران (الجانب النووي، التهديد الصاروخي وتدخله في المنطقة) أو الوضع في سوريا أو مصر أو الأردن، لقد وجدنا أننا، بشكل عام، ننظر إلى الأشياء بطريقة متشابهة جدا.

وبالنسبة للمسؤول الإسرائيلي، فإن أحد أهم الأشياء في مثل هذه المناقشات هو أن تكون حذرا للغاية، وأن تكون قادرا على الحفاظ على مصداقيتك.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية + وكالة الأناضول