اتفاق التطبيع.. علماء فلسطين يحرمونه وروحاني يحذر من تداعيات القرار الإماراتي البحريني

أفتت رابطة علماء فلسطين، الأربعاء، بحرمة التطبيع مع إسرائيل أو إقامة العلاقات معها تحت أي ظرف كان، وذلك ردا على الاتفاق الإماراتي والبحريني مع إسرائيل في واشنطن، ومن جانبها أكدت 17 جمعية بحرينية رفضها الاتفاقين.

وكانت كل من الإمارات والبحرين وقعتا أمس اتفاقا للتطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض بواشنطن. وشارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مراسم التوقيع.

وأكد ترامب أنه أجرى محادثات شخصيةً مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ومع ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بشأن انضمام المملكة لاتفاق السلام، وقال إن دولا عربية أخرى ستلحق قريبا بركب ما سماه السلام مع إسرائيل.

مقتطفات من الاتفاق

وجاء من بين اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل أن الجانبين اتفقا على مبادئ عامة تحكم علاقتهما وفق ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، واحترام سيادتهما وحق كليهما في العيش بسلام وأمن.

كما تعهد الطرفان باتخاذ تدابير مهمة لمنع استخدام أراضيهما لتنفيذ هجوم معاد أو إرهابي يستهدف الطرف الآخر، وعدم دعم كل طرف أي عمليات معادية في أراضي الطرف الآخر، ونص الاتفاق على الاعتراف بالحق في العيش المشترك.

وأعلن الجانبان استعدادهما للانخراط مع الولايات المتحدة في ما سماه الاتفاق أجندةً إستراتيجية لاستقرار الشرق الأوسط.

ونص الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي أيضا على إقامة السلام عبر تطبيع العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفارات، وعلى التعاون في مجالات عدة، منها: الاستثمار، والطيران، والرعاية الصحية، والعلوم والتكنولوجيا، والرعاية الصحية، والطاقة، والزراعة، والتعليم، والبيئة.

من جهة أخرى، جاء في نص اتفاق التطبيع، الموقع بين إسرائيل والبحرين، اتفاق الجانبين على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة لتعزيز الأمن الدائم وتجنب التهديدات واستخدام القوة، كما اتفقا على تعزيز التعايش وما سماه الاتفاق ثقافة السلام.

واتفقت البحرين وإسرائيل على التباحث، خلال الأسابيع المقبلة، بشأن اتفاقيات تعاون في مجالات عدة منها: الاستثمار، والسياحة، والرحلات الجوية المباشرة، والأمن، والاتصالات، وصولا إلى تبادل فتح السفارات.

وجاء في الوثيقة أن البحرين وإسرائيل ملتزمتان بالدفع بالسلام والأمن في الشرق الأوسط، وتؤكدان أهمية تبني رؤية مبادئ هذا الاتفاق وتوسيعِ دائرة السلام، وفق نص الوثيقة.

ونص الاتفاق على الاعتراف بحق كل دولة في السيادة والعيش في سلام وأمن، بالإضافة إلى مواصلة الجهود للوصول إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

فتوى التحريم
من جهتها أفتت رابطة علماء فلسطين بحرمة التطبيع مع الاحتلال، وقالت في مؤتمر صحفي عقدته في غزة إن التطبيع كبيرة من الكبائر، فقد حكم الله على صاحبه بالفسق والظلم والنفاق، والردة وغيرها من الأحكام.

وقال رئيس الرابطة مروان أبو راس إن التطبيع سيمنح الاحتلال (الإسرائيلي) شرعية، في أرض فلسطين ليفعل بها ما يشاء، وشدد على أنّ كل أنواع العلاقة مع العدو ستعمل على تقويته اقتصادياً، ودعمه سياسياً.

وأضاف أنّه لا يجوز قياس التطبيع على ما فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في صلح الحديبية، لأن الظروف والمبررات مختلفة.

وكانت الرئاسة الفلسطينية قالت إن ما جرى في البيت الأبيض، من توقيع اتفاقيات بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، لن يحقق سلام المنطقة.

وأشارت في بيان إلى أن الرئاسة لم تفوض لأحد الحديث باسم الشعب الفلسطيني ونيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد.

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن المشكلة الأساسية ليست بين الدولة الموقعة وسلطة الاحتلال، بل مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال.

ورفض نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا النواب -خلال جلسة نيابية عقدت بمقر المجلس التشريعي في غزة- لاحترام إرادة الشعوب العربية والإسلامية الرافضة لمشروع التطبيع الذي يستهدف المقاومة الفلسطينية والعربية، ويشكل هدية مجانية للمشروع الصهيوني بالمنطقة، وفق وصفهم.

مواقف دولية

في هذا السياق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن على الدول العربية -التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل وتريد فتح أبواب المنطقة لها- أن تتحمل تداعيات هذا القرار الذي يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة.

وخلال اجتماع الحكومة، أضاف روحاني أن حكام هذه الدول العربية نسوا الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني يوميا، وأداروا ظهرهم للأمة الإسلامية وعروبتهم، حسب تعبيره.

أما روسيا فقد أعربت -على لسان ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط- عن أملها في أن يؤدي اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل إلى السلام وعدم الإضرار بالتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

وفي تصريح لوكالة سبوتنيك، أشار بوغدانوف -وهو نائب وزير الخارجية- إلى أن البحرين والإمارات أكدتا للجانب الروسي أنهما ملتزمتان بمبادرة السلام العربية، وحل القضية الفلسطينية على أساس مبدأ الدولتين، داخل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي البحرين أكدت 17 جمعية سياسية ومؤسسة مجتمع مدنية، الأربعاء، أن التطبيع مع إسرائيل لا يمثل شعب المملكة، ولن يثمر سلاما.

وقالت هذه الجمعيات والمؤسسات، في بيان مشترك: نجدد تمسكنا بثوابت الشعب البحريني من القضية الفلسطينية العادلة، وبنصوص الدستور البحريني الذي يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ووقعت على البيان 17 جمعية سياسية ومنظمة مجتمع مدني، منها التجمع الوطني الديمقراطي الوحدويّ، المنبر التقدمي، التجمع القومي الديمقراطي، التجمع الوطني الدستوري، الوسط العربي الإسلامي، الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، جمعية المحامين البحرينية، فضلا عن مؤسسات وجمعيات أخرى.

المصدر : الجزيرة + وكالات