شرق المتوسط.. اليونان تطالب تركيا بخطوات لخفض التوتر والناتو يرعى مفاوضات عسكرية بينهما

اليونان وتركيا تتنازعان على مناطق شرق المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي (شترستوك)

طالبت اليونان تركيا باتخاذ خطوات ملموسة لخفض التوتر قبل انطلاق القمة الأوروبية المقررة الأسبوع المقبل، بينما اجتمع ممثلون عسكريون يونانيون وأتراك في بروكسل للمرة الثالثة اليوم الثلاثاء، بوساطة من حلف شمال الأطلسي "ناتو" من أجل وضع آلية لمنع مواجهة عسكرية بين البلدين العضوين في الحلف.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس إن تركيا هددت الشهور الماضية استقرار دول المنطقة وسيادة بلاده، معتبرا أن البحر المتوسط مساحة مهمة لليونان وأوروبا كلها.

وأضاف خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في أثينا "ما زال هناك وقت أمام تركيا قبل القمة الأوروبية المقررة الأسبوع المقبل لاتخاذ مزيد من الخطوات باتجاه خفض التوتر، وتقليل التصعيد في منطقة شرق المتوسط".

وأكد ميتسوتاكيس أنه يمكن بعد ذلك البدء في حوار لاستكشاف نقاط الالتقاء بمسألة الحدود البحرية.

من جهته، قال ميشيل إن لقاءً سيرتب له لجمع تركيا واليونان وقبرص معاً لمناقشة الأزمات العالقة، سواء المتعلقة بالحدود البحرية أو الطاقة أو ملف الأمن شرق المتوسط.

وأضاف أن القمة الأوروبية المقبلة ستخصص بالكامل لملف الهجرة والعلاقات مع تركيا، وأن مسألة الأمن والاستقرار في المنطقة لا تخص اليونان أو قبرص وحدهما ولكن الاتحاد الأوروبي كله.

اجتماع الناتو
من جهة أخرى، التقى ممثلون عسكريون يونانيون وأتراك في بروكسل اليوم، في سياق الجهود التي يبذلها حلف الناتو للتوسط من أجل وضع آلية لفض النزاعات في ظل الأزمة شرق المتوسط.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية مساء اليوم في بيان مقتضب أن الاجتماع الفني بين الوفدين العسكريين التركي واليوناني قد انتهى، مضيفة أنه من المزمع عقد الاجتماع القادم بين الوفدين بعد يومين.

وذكرت الوزارة في بيان سابق أن هذا الاجتماع سيناقش "أساليب فض النزاع" بين العناصر العسكرية في ظل الأزمة القائمة مع اليونان شرق المتوسط.

وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أنّ الاجتماع سيبحث وثيقة تدعو الجانبين إلى إعادة الالتزام بالمبادئ الأساسية لحلف الناتو، خصوصا المتعلقةَ بالحل السلمي للخلافات بين الأعضاء، كما تدعو الجانبين إلى التمسك بالمبادئ التي حددتها منظمة الطيران المدني الدولي وقانون البحار.

كما ذكرت المصادر أن الجانبين سيبحثان إقامة خط اتصال مباشر على مدار 24 بين الجيشين اليوناني والتركي عبر قناة آمنة للناتو.

وسبق أن اتفق الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ والرئيس التركي رجب طيب أردوغان على انطلاق محادثات فنية بين أنقرة وأثينا، لتأسيس آليات لتجنب حدوث مناوشات شرق المتوسط.

وعقد الاجتماع الأول بين وفدي البلدين في العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري بمقر "الناتو" في بروكسل.

وذكرت مصادر أنه تم الترتيب لهذا الاجتماع في أعقاب مغادرة سفينة "المسح الزلزالي" التركية شرق المتوسط، وهو ما كانت أثينا حددته كشرط لاستئناف أي محادثات.

وسيبحث الاجتماع -وفق هذه المصادر- وثيقة تدعو الجانبين إلى إعادة الالتزام بالمبادئ الأساسية لحلف الأطلسي، خاصة المتعلقة بالحل السلمي للخلافات بين الأعضاء، دون الحاجة إلى التهديد أو استخدام القوة.

كما ستدعو الوثيقة الجانبين إلى التمسك بالمبادئ التي حددتها منظمة الطيران المدني الدولي وقانون البحار.

ومن جانبه قال مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "على تركيا وقف الأعمال الأحادية كمدخل لبدء الحوار".

وشدد بوريل على ضرورة خفض التصعيد من أجل التوصل لتسوية لأزمة شرق المتوسط، قائلا "علاقة الاتحاد الأوروبي بتركيا يشوبها التوتر. الاتحاد بحاجة إلى علاقات شراكة معها قائمة على الاحترام المتبادل".

وتتنازع اليونان وتركيا على مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي.

وشهدت المواجهة في البحر المتوسط إرسال تركيا سفنا بحثية إلى المياه المتنازع عليها، وإرسال حلفاء الاتحاد الأوروبي سفنا إلى المنطقة ذاتها، كما تنفذ كل من أنقرة وأثينا مناورات عسكرية.

المصدر : الجزيرة + وكالات