الحوار بدون شرط مسبق بشأن شرق المتوسط.. تركيا ترد رسميا على قمة ماكرون

أعلنت تركيا اليوم الجمعة استعدادها للحوار مع اليونان دون شروط مسبقة، ورفضت محتوى بيان أصدرته دول أوروبية حول صراع شرق المتوسط، متهمة هذه الدول بالانفصال عن الواقع والانحياز لأثينا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي إنه يجب على اليونان "الجلوس لطاولة المفاوضات مع تركيا دون شروط من أجل تحقيق الحوار والتعاون في المنطقة".

وأضاف أنه يتعين على أثينا سحب سفنها الحربية المحيطة بسفينة المسح التركية "أوروتش رئيس" لنزع فتيل التوتر.

وقال أقصوي "على (اليونان) أن تكف عن استخدام الاتحاد الأوروبي أداة لخدمة مصالحها محدودة الأفق، كما ينبغي للاتحاد والدول الموقعة على البيان المشترك تجنب سياسة التحيز أحادية الجانب المستخدمة دون تمييز بذريعة التضامن".

مع اليونان
وكانت دول حوض المتوسط الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عقدت الخميس قمة في فرنسا، وأصدرت بيانا حول الصراع في شرق المتوسط دعت فيه للحوار، وأكدت في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب اليونان وقبرص اليونانية.

وهذه الدول هي: فرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال وإسبانيا واليونان وقبرص. وعقب القمة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هذه الدول ترغب بالانخراط مجددا في حوار مع تركيا "بنوايا حسنة".

لكن بيان القمة هدد برفض "عقوبات جديدة" على تركيا بنهاية سبتمبر/أيلول الجاري، ما لم تتفاوض أنقرة لحل النزاع مع اليونان وقبرص.

وقالت وزارة الخارجية التركية إن "العبارات الواردة في البيان المشترك منحازة ومنفصلة عن الواقع وتفتقد لأساس قانوني".

لا سلطة للأوروبيين
أمس الخميس أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الاتحاد الأوروبي لا يملك أي سلطة قضائية للبت في شؤون الحدود البحرية، مضيفا أن أنقرة تتوقع من التكتل أن يظل على الحياد.

يشار إلى أن الخلاف بين تركيا واليونان تصاعد الشهر الماضي بعدما أرسلت تركيا سفينة المسح "أوروتش رئيس" إلى المنطقة لرسم خريطة التنقيب عن النفط والغاز في مياه يدعي كلا الطرفين ملكيتها.

وقد نشرت وزارة الدفاع التركية صورا من مناورات "عاصفة المتوسط 2020" المشتركة التي تجريها مع "جمهورية شمال قبرص التركية".
وأوضحت الوزارة في بيان أمس الخميس أن مناورات عاصفة المتوسط 2020 مستمرة بنجاح.
انطلقت المناورات في 6 سبتمبر/أيلول الجاري شمال قبرص، وتهدف لتطوير التدريب المتبادل والتعاون بين قوات الجانبين.
مساعي التهدئة
وبالتوازي مع التصعيد، اجتمع مسؤولون عسكريون من تركيا واليونان في مقر حلف شمال الأطلسي أمس الخميس؛ لإجراء محادثات تهدف لاحتواء التوتر.
وفي ذات السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنه سيزور قبرص غدا السبت سعيا للتوصل إلى حل سلمي ينهي التوتر المتزايد في منطقة شرق المتوسط.

وأفاد بومبيو أمس الخميس بأن زيارته لقبرص تأتي استكمالا لاتصالات أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.

وقال بومبيو "نأمل أن يكون هناك حوار حقيقي، وأن يُسحب العتاد العسكري؛ ليكون من الممكن عقد هذه المحادثات".