طفل وممرضة وقس وخادمة.. مشاهد مؤثرة في انفجار مرفأ بيروت
لم تهتم عازفة الأمل بالنيران واللهب والارتجاج الذي يهز أركان بيروت، فعزفت على ضفاف اللهيب مقطوعة حزينة، كانت تلك المسنة البيروتية، تتشبث بالأمل واللحن الجميل ونغمات البيانو، في الوقت الذي انشقت فيه جنبات مرفأ بيروت والتقمت النيران تاريخا واقتصادا يمثل الكثير بالنسبة لأهل بيروت.
لم تكن تلك البيروتية العازفة، غير صوت لبناني أصيل يحاول أن يتشبث بالحياة في عمق الأزمات، التي فاقم منها انفجار المرفأ الذي يمثل لبلاد الأرز أهم شرايين الحياة الاقتصادية.
و نحنُ نحبُّ الحياة اذا ما استطعنا إليها سبيلا.. https://t.co/Wvec22Lo6M
— Marwa (@Marwabaluch) August 5, 2020
مسجد وصليب
بيروت، مدينة المآذن والصوامع، ومأوى المشايخ والرهبان، كانت مساجدها وكنائسها في عين العاصفة، حيث يظهر مقطع فيديو أحد رجال الدين المسيحيين يؤدي في خشوع ترانيم يسوع في إحدى الكنائس قبل أن ينهار سقفها وينجو وبقية الحاضرين.
During a live streamed holy mass in Beirut , the debris fell on the priest and the parishioners. Praying for #Beirut pic.twitter.com/0q4lQ50xDK
— Steven Nabil (@thestevennabil) August 4, 2020
وفي مقطع فيديو آخر يظهر حجم الدمار الذي أصاب مسجد محمد الأمين جراء الانفجار في بيروت، وجهود عشرات الشباب لتنظيفه وترتيبه من أجل إعادته لسابق عهده.
"ملائكة" لحماية الأطفال
كان من المقاطع المصورة التي نالت مشاهدة واهتماما واسعا، عمليات إنقاذ لأطفال صغار، كان من أبرزها صورة ممرضة في مستشفى الروم، تحمل ثلاثة أطفال مواليد، وتضع بين أذنها وعنقها سماعة الهاتف لترد على اتصالات الأهالي المفزوعين.
ممرضة لبنانية تخطف الأنظار في صورة تجسد أسمى درجات الانسانية باحتضانها 3 مواليد في مستشفى #الروم بعد انفجار #بيروت#لبنان #انفجار_المرفا #إنفجار_بيروت pic.twitter.com/as9dCnx8zA
— Lusail – لوسيل (@lusailnews) August 5, 2020
في حين يظهر مشهد آخر عاملة أفريقية وهي تبادر بإنقاذ طفل صغير كان يلعب بقرب منها لحظة دوي الانفجار، حيث سابقت به رائحة الموت لتدخله إلى المنزل الذي ارتجّ بسبب قوة الانفجار.
#انفجار_بيروت : عاملة المنزل تلك التى يشاهدها البعض على أنها خادمة يقسى عليها الكثيرون ولا يتعاملون معاها بكل احترام وتقدير وأدب #هنا تضرب للعالم مثال على الخوف على طفلة صاحب المنزل وعلى ما أؤتمن عليه pic.twitter.com/HdhKgPgYxm
— الرياشي قحطان (@qatarmn) August 4, 2020
مابدي أموت.. لن تموت
في أحد المقاطع المتداولة يرتفع صوت الصراخ والبكاء، قبل أن يشقه صوتان طافحان بالخوف والحنان والتشبث بالحياة، يردد طفل صغير عبارة "ما بدي موت" (لا أريد أن أموت) وهو متشبث بوالده الذي يحاول إنقاذ العائلة وحمايتها من الموت القادم من المرفأ، وبشجاعة وتماسك يردد الوالد على مسامع ابنه "لن تموت".
لحظة #انفجار_بيروت .. طفل يصرخ ما بدي موت.. #لبنان #بيروت #مرفأ_بيروت pic.twitter.com/t2xqbzlxUS
— محمد النجار (@mnajjar76) August 4, 2020
"لن تموت" هي صوت لبنان اليوم، وهو يضيف إلى أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية العميقة، أزمة انفجار المرفأ.. ومع ذلك لا يزال في شواطئ الأمل مأوى لأبناء لبنان الصابر.