طفل وممرضة وقس وخادمة.. مشاهد مؤثرة في انفجار مرفأ بيروت

انفجار بيروت
انفجار بيروت أدى إلى دمار واسع وخسائر بشرية ومادية كبيرة (رويترز)

لم تهتم عازفة الأمل بالنيران واللهب والارتجاج الذي يهز أركان بيروت، فعزفت على ضفاف اللهيب مقطوعة حزينة، كانت تلك المسنة البيروتية، تتشبث بالأمل واللحن الجميل ونغمات البيانو، في الوقت الذي انشقت فيه جنبات مرفأ بيروت والتقمت النيران تاريخا واقتصادا يمثل الكثير بالنسبة لأهل بيروت.

لم تكن تلك البيروتية العازفة، غير صوت لبناني أصيل يحاول أن يتشبث بالحياة في عمق الأزمات، التي فاقم منها انفجار المرفأ الذي يمثل لبلاد الأرز أهم شرايين الحياة الاقتصادية.

مسجد وصليب

بيروت، مدينة المآذن والصوامع، ومأوى المشايخ والرهبان، كانت مساجدها وكنائسها في عين العاصفة، حيث يظهر مقطع فيديو أحد رجال الدين المسيحيين يؤدي في خشوع ترانيم يسوع في إحدى الكنائس قبل أن ينهار سقفها وينجو وبقية الحاضرين.

وفي مقطع فيديو آخر يظهر حجم الدمار الذي أصاب مسجد محمد الأمين جراء الانفجار في بيروت، وجهود عشرات الشباب لتنظيفه وترتيبه من أجل إعادته لسابق عهده.

"ملائكة" لحماية الأطفال

كان من المقاطع المصورة التي نالت مشاهدة واهتماما واسعا، عمليات إنقاذ لأطفال صغار، كان من أبرزها صورة ممرضة في مستشفى الروم، تحمل ثلاثة أطفال مواليد، وتضع بين أذنها وعنقها سماعة الهاتف لترد على اتصالات الأهالي المفزوعين.

في حين يظهر مشهد آخر عاملة أفريقية وهي تبادر بإنقاذ طفل صغير كان يلعب بقرب منها لحظة دوي الانفجار، حيث سابقت به رائحة الموت لتدخله إلى المنزل الذي ارتجّ بسبب قوة الانفجار.

مابدي أموت.. لن تموت

في أحد المقاطع المتداولة يرتفع صوت الصراخ والبكاء، قبل أن يشقه صوتان طافحان بالخوف والحنان والتشبث بالحياة، يردد طفل صغير عبارة "ما بدي موت" (لا أريد أن أموت) وهو متشبث بوالده الذي يحاول إنقاذ العائلة وحمايتها من الموت القادم من المرفأ، وبشجاعة وتماسك يردد الوالد على مسامع ابنه "لن تموت".

"لن تموت" هي صوت لبنان اليوم، وهو يضيف إلى أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية العميقة، أزمة انفجار المرفأ.. ومع ذلك لا يزال في شواطئ الأمل مأوى لأبناء لبنان الصابر.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي