مفاوضات سد النهضة.. مشادات مصرية إثيوبية والسودان يدعو للحسم وواشنطن تحذر من نفاد الوقت

شهدت أحدث جلسة من المفاوضات المتعثرة حول سد النهضة مشادات مصرية إثيوبية، وفي حين طالبت القاهرة بجدول زمني والسودان بقرارات حاسمة، حذرت واشنطن من أن الوقت ينفد للتوصل لاتفاق يضع حدا لهذه الأزمة المستمرة منذ سنوات.

ومجددا تعثرت جولة المفاوضات الثانية برعاية الاتحاد الأفريقي التي جرت أمس عبر تقنية الفيديو بين وزراء الري والمياه في كل من إثيوبيا ومصر والسودان، وحضرها أيضا مراقبون من الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وأفاد مراسل الجزيرة في أثيوبيا بأن الجلسة تعثرت على إثر مشادات كلامية بين وزير الري الإثيوبي سيلشي بقلي ونظيره المصري محمد عبد العاطي حول أجندة الاجتماع، وأن وزير الري السوداني ياسر عباس بذل جهدا لإعادة مسار التفاوض ووضع جدول للمفاوضات.

وقد انتهت الجلسة باتفاق على استئناف المحادثات الفنية خلال اليومين القادمين في مسارين متوازيين، وعرض النتائج في الاجتماع الوزاري الجديد بعد غد الخميس.

وبعيد انتهاء الاجتماع الوزاري، حذرت وزارة الري المصرية من اتخاذ إجراءات أحادية دون التشاور مع دولتي المصب، وطالبت بالالتزام بمخرجات القمة الأفريقية المصغرة التي عقدت مؤخرا بوضع سقف زمني للمفاوضات خلال أسبوعين، واتفاق على أجندة محددة.

من جانبه، طالب السودان بأن تكون الجولة الحالية من المفاوضات حاسمة عبر تحديد أجندة محددة لفترة الأسبوعين التي يجري فيها التفاوض، مع إعطاء دور أكبر للمراقبين في تقريب وجهات النظر، والتركيز على القضايا المعلقة والالتزام بعدم عرض أي قضايا جديدة في المفاوضات.

وخلال اللقاء الوزاري، اعترض وزير الري المصري على الإجراء الإثيوبي المتعلق بملء خزان سد النهضة دون التشاور مع دولتي المصب الأخريين (مصر والسودان)، وكان يشير بذلك إلى إعلان أديس أبابا مؤخرا عن أول عملية ملء للخزان الواقع على النيل الأزرق بمياه الأمطار.

وطالب عبد العاطي بسرعة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، بحيث يتم التوافق حول كل نقطة من النقاط الخلافية، موضحا أن الاجتماعات الحالية ستستمر أسبوعين.

كما شدد وزير الري السوداني ياسر عباس على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم حول تعبئة وتشغيل السد، محذرا من أي تحرك منفرد قبل التوصل لاتفاق ثلاثي.

الوقت ينفد
في الأثناء، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية للجزيرة إن الوقت بدأ ينفد للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة الذي يفترض أن تبدأ إثيوبيا استغلاله بالكامل في إنتاج الكهرباء بداية من عام 2023.

وأشار المتحدث -في بيان مكتوب- إلى أن التقدم الكبير الذي أحرزته الأطراف المعنية خلال المفاوضات السابقة يظهر إمكانية الوصول إلى اتفاق متوازن وعادل يأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الثلاث إذا كان هناك التزام من الجميع للقيام بذلك.

وشدد على أن الولايات المتحدة تشجع الأطراف الثلاثة على الانخراط البناء والمثمر، وقال إن بلاده تعتقد بشكل قوي أن الحل في المتناول عن طريق الحوار والتعاون البناء.

وفي سياق الحديث عن تداعيات مشروع السد العملاق الذي تبلغ كلفته 4.6 مليارات دولار، نفى رئيس شركة المحطات المائية المصرية التابعة لوزارة الكهرباء ما جرى تداوله عن تأثير سد النهضة على إنتاج الكهرباء من السد العالي.

وأكد أن الوضع المائي المصري مطمئن للغاية وأنه لا داعي لأي قلق من ذلك.

وقال المسؤول المصري إن السد العالي يعمل بكامل طاقته الإنتاجية، لكنه أوضح أن هناك بعض الأوقات التي يتم فيها إجراء أعمال الصيانة للمعدات والمولدات المختلفة طِبقا لبرامج زمنية تقوم الشركة بإعدادها وتنفيذها.

وقبل نحو أسبوعين أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد انتهاء المرحلة الأولى من أول عملية ملء لخزان السد بفعل مياه الأمطار، وكانت أديس أبابا أعلنت قبل ذلك عن تعبئة الخزان دون اتفاق قبل أن تتراجع عن ذلك، في حين لوحت مصر بنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي.

وبعد تقدم أشغال السد بنسبة كبيرة، شهدت إثيوبيا احتفالات شارك فيها عشرات الآلاف، وذلك ضمن حملة وطنية تم خلالها جمع مبلغ 3.7 مليارات دولار.

المصدر : الجزيرة + وكالات