الفصائل الفلسطينية: تطبيع العلاقات وتدشين أول رحلة بين إسرائيل والإمارات خيانة للشعب الفلسطيني

First Israeli flight flies to UAE via Saudi airspace
الطائرة الإسرائيلية التي حطت في الإمارات حملت وفدين إسرائيليا وأميركيا (الأناضول)

نددت الفصائل الفلسطينية بهبوط الطائرة الإسرائيلية في الإمارات، واعتبرت خطوة أبو ظبي "طعنة" في ظهر القضية الفلسطينية وخيانة للشعب الفلسطيني.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف اليوم الاثنين إن هبوط طائرة إسرائيلية في دولة الإمارات بمثابة "طعنة للقضية الفلسطينية".

ورأى أبو يوسف في حديث خاص لوكالة الأناضول أن التطبيع مع إسرائيل دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة "لن يجلب السلام للمنطقة".

وأضاف "من المؤسف أن تهبط طائرة إسرائيلية في بلد عربي، وهي إمعان في تطبيق اتفاق التطبيع".

وحذر أبو يوسف من إقدام بلدان عربية وإسلامية أخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وأشار إلى أن اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي برعاية واشنطن هو "هدية للرئيس دونالد ترامب قبيل الانتخابات الأميركية".

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قد استنكر أيضا هبوط الطائرة الإسرائيلية في الإمارات، قائلا "يؤلمنا جدا ونحن نرى اليوم هبوط طائرة إسرائيلية في الإمارات وتحمل اسم مستوطنة (كريات غات) التي شيدت في بلدة الفالوجة الفلسطينية".

وأضاف أن الرحلة "خرق واضح ومفضوح للموقف العربي المتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي".

حماس تستنكر

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استقبال الإمارات طائرة إسرائيلية عبر الأجواء السعودية يمثل "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وتآمرا على نضاله، وخيانة لمقاومته، وتكريسا للاحتلال الإسرائيلي".

وقالت الحركة في بيان رسمي "يصر حكام أبو ظبي على الاستمرار في خطيئة التطبيع بتوقيع اتفاقية العار مع الكيان الصهيوني، ومن خلال الترجمة العملية لتنفيذ رحلة رسمية من تل أبيب باتجاه أبو ظبي عبر الأجواء السعودية".

وأضافت أن "هذه الزيارة تشكل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وتكريسا للاحتلال، وخيانة لمقاومة الشعب، وتآمرا على نضاله".

وقالت "إن إصرار حكام الإمارات لن يغير اتجاه التاريخ، ولن يصنع الوجود والقبول للاحتلال في وعي الشعوب، ولن يحرف البوصلة، وسيبقى خيار إنهاء الاحتلال البغيض وتحقيق حرية فلسطين خيارا إستراتيجيا مجمعا عليه، ولن يفلح في تزييف وعي الشعوب العربية عامة، وشعب الإمارات خاصة تجاه الموقف من العدو الصهيوني المركزي".

وطالبت حماس حكام دولة الإمارات بالتراجع عن اتفاقية التطبيع التي وصفتها بـ"المشينة".

إدانة للإمارات والسعودية

في السياق ذاته، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم الاثنين إلى ضرورة توحيد الجهود "العربية والقومية"، لقطع الطريق على ما سمته "مخطط الإمارات التطبيعي مع إسرائيل" الرامي إلى "تعميم سياسة التطبيع على عدد من البلدان العربية".

وقالت الجبهة الشعبية "ندين إمعان حكام الإمارات في السير قدما في طريق الخيانة مع العدو الإسرائيلي، واستقبالها طائرة إسرائيلية على متنها مسؤولون أميركيون وإسرائيليون".

وأضافت الجبهة في بيان أن "تجاوز الإمارات لكافة الإدانات العربية لاتفاق التطبيع مع إسرائيل هو انعكاس لمدى خضوعها وتبعيتها للإدارة الأميركية ومخططاتها المعادية للشعوب".

وفي السياق ذاته، أدانت الجبهة الشعبية "توفير حكام المملكة العربية السعودية البيئة والأرضية للسلوك الإماراتي من خلال السماح بمرور الطائرة الإسرائيلية في أجوائها إلى الإمارات".

وأضافت أن "هذا السلوك يمثل تشجيعا وتغطية لحكام الإمارات بالسير قدما في مخطط السقوط والخيانة، وتهيئة وتمهيدا لما يمكن أن يقدم عليه حكام السعودية في قادم الأيام من خطوات مماثلة".

وفي 13 أغسطس/آب الجاري أعلنت الإمارات وإسرائيل اتفاقا لتطبيع العلاقات بينهما قوبل بتنديد فلسطيني واسع.

وترفض القيادة الفلسطينية أي تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967، كما تطالب بأن تعتمد أي عملية تطبيع للعلاقات على مبدأ "الأرض مقابل السلام" المنصوص عليها في المبادرة العربية لعام 2002 وليس على قاعدة "السلام مقابل السلام" التي تنادي بها إسرائيل حاليا".

المصدر : وكالات