الزجاج المحطم جراء انفجار بيروت.. مصدر رزق لآخرين

Volunteers prepare to clear the area around Lebanon's Electricity Company (EDL) headquarters, in the aftermath of a massive explosion at the port area, in Beirut
الزجاج المحطم جراء مرفأ بيروت يُدور ويُحول لأوانٍ زجاجية (مواقع التواصل)

منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 من الشهر الجاري، والذي خلّف أكثر من 180 قتيلا وآلاف الجرحى ودمارا هائلا في العاصمة اللبنانية، لم يتوقف المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمبادرات الفردية عن المساهمة في رفع الأنقاض وتضميد جراح المنكوبين.

من بين هذه المبادرات، ما تقوم به مجموعة من المتطوعين، إذ تجمع بقايا الزجاج المهشم من المناطق المنكوبة في بيروت وتحمله بشاحنات صغيرة وترسله إلى مصنعين للزجاج في مدينة طرابلس بشمال لبنان من أجل إعادة تدويره وتحوليه إلى أوانٍ زجاجية.

ويقول مهندس البيئة زياد أبي شاكر "جاءت الفكرة وقت الانفجار، لأنني كنت موجودا قرب المرفأ وسمعت كيف تحطم الزجاج، ومع مرور الوقت بدأنا نكتشف حجم الانفجار الهائل وما خلّفه من دمار وخسائر في الشقق السكنية والمطاعم والمكاتب التجارية".

وتابع "سريعا بدأنا نفكر بطريقة للاستفادة من الزجاج المحطم وعدم رميه في حاويات النفايات، لأن لبنان يعاني أصلا من أزمة نفايات وتم تقدير حجم الزجاج المحطم بنحو 7 آلاف طن، وهذه كمية كبيرة ولا يحتملها أي مطمر للنفايات في لبنان".

وتطرق "أبي شاكر" كذلك للفوائد الاقتصادية للمشروع، موضحا أنها لا تقتصر على تقديم الزجاج المحطم للمصانع مجانا فقط، بل تشمل أيضا مخصصات مالية لتشغيل مزيد من العمال للمساعدة في العملية برمتها.

'Standing together' only hope for Lebanon, say NGO volunteers
الزجاج المحطم بدل رميه -في بلاد تعاني أصلا من أزمة نفايات- تتم الاستفادة منه (الأناضول)

وأوضح أن "الفكرة تكمن في تأمين المادة الأولية التي كان مصيرها الرمي في النفايات، فنحن نقدمها مجانا لمصانع تعاني وتمر بأزمة اقتصادية خانقة، يعني بدل من أن يشتري المعمل الزجاج نقدمه مجانا، ثم يقوم المعمل بإعادة تصنيعه وتحويله لأوانٍ زجاجية يبيعها ويستفيد الجميع منها".

ويشرح المتطوع أنطوني عبد الكريم "أرسلنا 10 أطنان من الزجاج بالفعل، وأعيد تدويرها واستعمالها، وباشرت المعامل بالتصنيع منها، على أن نرسل كميات إضافية تباعا".

'Standing together' only hope for Lebanon, say NGO volunteers
حجم الزجاج المحطم في بيروت قدر بنحو 7 آلاف طن (الأناضول)

بدوره، يقول حسن قبيطري مدير معمل زجاج، إن "الجميع يساعد بيروت لتتخطى نكبتها، ونحن نريد المساهمة من جانبنا بالذي نستطيع القيام به".

وتابع "بدلا من أن يطمروا الزجاج، ويضروا البيئة، نحن نأخذ هذا الزجاج ونعيد تدويره".

وأوضح أبي شاكر أن المبادرة ممولة من متبرعين أفراد وأنها مستمرة طالما لا يزال هناك بقايا زجاج مهشم يمكن جمعها أو حتى نفاد المخصصات المالية المتاحة.

المصدر : رويترز