لإطلاق مباحثات السلام.. ضغوط أميركية على الحكومة الأفغانية للإفراج عن مقاتلي طالبان

مقاتلون من حركة طالبان أفغانستان (رويترز).png
مقاتلون من حركة طالبان الأفغانية (رويترز)

نقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصدر في الرئاسة أن الحكومة تراجعت بطلب أميركي عن قرار عدم الإفراج عن 400 معتقل من أفراد حركة طالبان لتورطهم في "جرائم خطيرة".

وأضاف المصدر أن الحكومة ستفرج عن المعتقلين في غضون يومين أو ثلاثة، على أن يتبع ذلك استئناف المفاوضات بين الطرفين بالعاصمة القطرية الدوحة.

وقال شير محمد ستانكزاي عضو المكتب السياسي لحركة طالبان للجزيرة إن "موضوع إطلاق المعتقلين يرجع للولايات المتحدة وعليها القيام بالإفراج عنهم وفق إطار اتفاق الدوحة"، واتهم ستانكزاي الحكومة الأفغانية باللعب على عامل الوقت لتمديد فترة حكومتها.

وتأتي هذه التطورات بعد حديث الرئيس الأفغاني أشرف غني الجمعة عن أنه لا يمتلك صلاحيات الإفراج عن الدفعة الأخيرة من مقاتلي الحركة البالغ عدد أفرادها 400 معتقل دون موافقة مجلس المصالحة الموسع "اللويا جيرغا".

وتتهم الحكومة نحو 200 من هؤلاء بتدبير هجمات على سفارات وميادين عامة ومكاتب حكومية خلال السنوات الأخيرة، أسفرت عن قتل آلاف المدنيين.

في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن مصادر رسمية أميركية أن واشنطن اقترحت نقلهم إلى منشأة للإقامة الجبرية عقب الإفراج عنهم، وذلك سعيا لتحريك محادثات السلام.

وقالت المصادر إن دبلوماسيين أميركيين عرضوا على طالبان والحكومة الأفغانية وضع مقاتلي الحركة المتهمين بتنفيذ بعض أشد الهجمات فتكا، في منشأة تخضع لإشراف.

هدنة العيد
وفي سياق متصل، ساد الهدوء معظم أنحاء أفغانستان السبت مع استمرار وقف إطلاق النار بين حركة طالبان والقوات الحكومية لليوم الثاني على التوالي، بمناسبة عيد الأضحى، ما عزز الآمال في أن يبدأ الفريقان محادثات السلام قريبا.

ولم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات تذكر منذ الجمعة، بينما استغل الأفغان الوضع لمواصلة الاحتفال بعيد الأضحى.

ومن المقرر أن تستمر الهدنة ثلاثة أيام، وهي ثالث وقف رسمي لإطلاق النار خلال 19 عاما تقريبا من الحرب التي دمرت أفغانستان.

وفي 29 فبراير/شباط الماضي، شهدت الدوحة اتفاقا بين الولايات المتحدة وطالبان يُمهّد الطريق -وفق جدول زمني- لانسحاب أميركي على نحو تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

وبموجب الاتفاق، كان من المقرر أن تبدأ المحادثات "بين الأفغان" في مارس/آذار، لكنها تأجّلت وسط الخلافات السياسية في كابول ومع تواصل عملية تبادل السجناء المثيرة للجدل.

وتسعى واشنطن إلى كسر الجمود من أجل تسجيل نتائج ملموسة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي سيسعى خلالها الرئيس دونالد ترامب للتباهي بنجاحه في إنهاء الحرب الأفغانية الدائرة منذ 19 عاما.

المصدر : الجزيرة + وكالات