حماس تعلن عن زيارة وفد مصري لبحث التهدئة.. إسرائيل تشدد الحصار البحري وتواصل التصعيد العسكري في غزة

Night demonstration in Gaza
مظاهرة ليلية فلسطينية ضد الحصار قرب السياج الحدودي شرقي قطاع غزة (الأناضول)

أغلق الاحتلال الإسرائيلي بالكامل المجال البحري قبالة غزة بذريعة الرد على إطلاق صواريخ وبالونات حارقة باتجاه المستوطنات، وقصفت مجددا أهدافا للمقاومة الفلسطينية، في حين حذرتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تبعات التصعيد العسكري المستمر منذ أسبوع، مشيرة إلى قرب وصول وفد أمني مصري لبحث ملف التهدئة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن اسرائيل أغلقت اليوم الأحد كليا منطقة الصيد في ساحل غزة بحجة الرد على إطلاق صاروخين فجرا باتجاه مستوطنة سديروت.

وأمر وزير الدفاع بيني غانتس بإغلاق المجال البحري قبالة غزة حتى إشعار آخر، بعد أن كانت سلطات الاحتلال قررت الأربعاء الماضي تقليص مساحة الصيد إلى 8 أميال بحرية من 15 ميلا سابقا إلى أجل غير مسمى.

وجاءت هذه الخطوة ضمن إجراءات عقابية أخرى شملت منع الوقود، وإغلاق معبر كرم أبو سالم الذي يعتبر منفذا رئيسيا للبضائع إلى القطاع المحاصر منذ 2006.

وإلى جانب تشديد الحصار البحري، شن الطيران الحربي للاحتلال مجددا سلسلة غارات على مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية وأراض خالية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، وقد أسفر القصف عن أضرار مادية ودمار كبير في المواقع المستهدفة، دون أن يبلغ عن وقوع أي إصابات في صفوف المواطنين.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال إن الطائرات الحربية استهدفت عددا من المواقع التابعة لحركة حماس، وأضاف أن القصف جاء ردا على إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة والمسيرات على الشريط الحدودي.

وكان مراسل الجزيرة أشار في وقت سابق إلى انطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، وبينما الجيش الإسرائيلي يتحدث عن نجاح نظام القبة الحدودية في اعتراض الصاروخين اللذين تم إطلاقهما فجر اليوم، قالت شرطة الاحتلال إن أحد الصاروخين أحدث أضرارا في منزل بمستوطنة سديروت، وأصاب مستوطنا بجراح.

وفي إطار التصعيد على الأرض، أطلقت قوات الاحتلال أطلقت الليلة الماضية النار على شبان كانوا يتظاهرون بالقرب من السياح الحدودي شرقي قطاع غزة، وتحدثت عن محاولتهم زرع متفجرات لاختراق السياج.

وأكدت مصادر فلسطينية إصابة اثنين من المحتجين الذين كان يشاركون ضمن ما يعرف بفعاليات "الإرباك الليلي" والتي تشمل إطلاق بالونات حارقة باتجاه مناطق متاخمة لقطاع غزة.

وقالت إدارتا الحرائق والإنقاذ الإسرائيليتان إن 19 هجوما فلسطينيا بالبالونات سجلت أمس السبت وحده، وتسبب البالونات في عديد الأحيان حرائق بالأراضي الزراعية، ويؤكد الفلسطينيون أن إطلاق هذه البالونات يعبر عن احتجاجهم على الحصار.

Israel airstrikes target Gaza Strip
غارة إسرائيلية على موقع في خان يونس جنوبي القطاع (الأناضول)

ملف التهدئة
في الأثناء، قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن وفدا أمنيا مصريا سيصل قطاع غزة لبحث ملف التهدئة مع تل أبيب في ضوء التصعيد العسكري الإسرائيلي الحالي، وكانت آخر زيارة لوفد أمني مصري في فبراير/شباط الماضي.

وأضاف الحية -في مقابلة مع قناة الأقصى الفضائية- أن حالة الهدوء في المنطقة لا يمكن أن تكون من خلال الموت البطيء للفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدا استمرار الحراك الفلسطيني للضغط من أجل رفع الحصار.

وفي بيان نشر اليوم الأحد، حملت حركة حماس إسرائيل المسؤولية عن التصعيد في قطاع غزة.

وقال الناطق باسمها فوزي برهوم إن تعمد استهداف جيش الاحتلال للمتظاهرين السلميين شرقي قطاع غزة، وإصابة عدد منهم بالرصاص الحي، هو تجرؤ على الدم الفلسطيني، وجريمة تضاف إلى سجله الأسود بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأضاف برهوم أن ما يقوم به المتظاهرون من مسيرات سلمية في المنطقة الحدودية شرقي قطاع غزة فعل شعبي مقاوم، وتأكيد على خوض معركة كسر الحصار والعيش بكرامة مهما كلف الثمن.

وتابع أن حماس تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا التصعيد، مؤكدا على الحق الفلسطيني المشروع في مقاومة الظلم والحصار بكل أدوات وأشكال النضال والكفاح.

وكانت حركة حماس حملت أمس أيضا إسرائيل مسؤولية التصعيد العسكري، وأكدت أنها مستعدة لكل السيناريوهات، وكانت أعلنت قبل ذلك أنها لن تقبل بأن يستمر الوضع على ما هو عليه.

استشهاد عامل فلسطيني بعد دهس مستوطن له
نقل جثمان الشهيد دراوشة في سيارة الإسعاف (مواقع التواصل)

دهس بالضفة
على صعيد آخر، استشهد عامل فلسطيني من إحدى قرى مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية مساء أمس السبت بعد محاولته الدخول لمناطق الخط الأخضر عبر إحدى فتحات الجدار قرب حاجز جبارة جنوب مدينة طولكرم التي تقع بدورها شمالي الضفة.

ونقل شهود عيان في تسجيل صوتي وصل الجزيرة نت أن العامل، ويدعى عقاب دراوشة من قرية طلوزة شمال نابلس، أصيب بجراح خطيرة بعد قيام مستوطنة بدهسه ومجموعة من العمال كانوا ينوون الدخول للعمل بعد قطعهم "الفتحة". وقد تلقى دراوشة إسعافات أولية لكنه استشهد متأثرا بإصابته.

وكان جيش الاحتلال قد أعاد التشديد على الفتحات التي أحدثها الفلسطينيون قبل أيام في جدار الفصل العنصري بهدف العبور نحو الخط الأخضر للعمل، كما لاحق الجنود عشرات العمال وأمطروهم بقنابل الصوت والغاز واحتجزوا عددا منهم لعدة ساعات قبل أن يجبروهم على التوقيع على تعهدات بعدم دخول إسرائيل.

من جهته، نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت النار أمس على عمال فلسطينيين كانوا يحاولون اجتياز الجدار قرب مدينة طولكرم مما أسر عن إصابة أحدهم في قدمه.

المصدر : الجزيرة + وكالات