طهران: الفشل الأميركي بمجلس الأمن في تمديد حظر الأسلحة يؤكد عزلة واشنطن

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي
موسوي: الدبلوماسية الإيرانية إلى جانب قوة الاتفاق النووي أوصلتا إلى هزيمة الولايات المتحدة في مجلس الأمن مرة أخرى (الجزيرة)

فشل مشروع القرار الأميركي المعدل بشأن تمديد حظر الأسلحة على إيران في الحصول على الأصوات اللازمة لاعتماده في مجلس الأمن الدولي، في حين اعتبرت طهران هذا الفشل تأكيدا على عزلة واشنطن.

وصوّت لصالح مشروع القرار أمس الجمعة دولتان فقط، هما الولايات المتحدة وجمهورية الدومينيكان، وعارضته روسيا والصين، في حين امتنعت 11 دولة عن التصويت.

ونص مشروع القرار الأميركي على تمديد حظر السلاح المفروض على إيران إلى أجل غير مسمى، وذلك لأن من المقرر تخفيف الحظر الأممي على بيع الأسلحة إلى إيران تدريجيا اعتبارا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بموجب قرار المجلس 2231 الذي اعتمد فيه الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم في 2015.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني عباس موسوي إنه ورغم الزيارات والضغوط والجهود التي بذلتها واشنطن لتمرير القرار في مجلس الأمن، فإنها تمكنت فقط من إقناع دولة صغيرة للتصويت لصالح قرارها.

وأكد موسوي أن الدبلوماسية الإيرانية إلى جانب قوة الاتفاق النووي أدت إلى هزيمة الولايات المتحدة في مجلس الأمن مرة أخرى.

وأضاف أنه على مدار 75 عاما من تاريخ الأمم المتحدة لم يسبق أن كانت الولايات المتحدة معزولة لهذا الحد، وفق تعبيره.

وأشار موسوي إلى أن المجتمع الدولي رفض مرة أخرى وبصورة واضحة محاولات أميركا، التي وصفها بالمتهورة وغير المجدية، لزعزعة مكانة مجلس الأمن.

من جهته، قال المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إن أي عودة للعقوبات الدولية على بلاده ستقابل برد صارم.

وأدان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فشل القرار، وقال إن ذلك يعكس فشل المجلس في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

بدورها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إن بلادها ستسعى لتطبيق آلية العودة لكل العقوبات على إيران خلال الأيام المقبلة.

وفي هذا السياق، قال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين إن عدم مساندة بريطانيا وفرنسا وألمانيا لمسعى بلاده في مجلس الأمن مخيب للآمال، ولكن ذلك لم يكن مفاجئًا.

وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز التلفزيونية الأميركية، أضاف أوبراين أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن ذلك قد يتضمن فرض عقوبات.

أما الصين، فقالت بعثتها لدى الأمم المتحدة إن الأغلبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن ترى أنه يجب الدفاع عن اتفاق إيران النووي وقرار مجلس الأمن رقم 2231، وتنفيذهما.

وأكدت البعثة الصينية في تغريدة أن واشنطن لم تعد مشاركة في الاتفاق، وإذا أصرت على المطالبة بتنفيذ بند العودة إلى الحالة الأصلية، فإن جهودها محكوم عليها بالفشل.

وأضافت البعثة الصينية في تغريدة ثانية أن رفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأميركي بشأن إيران أظهر مرة أخرى أن الأحادية لا تتمتع بأي دعم، وأن "البلطجة" ستفشل، وفقا للتغريدة.

اقتراح قمة

وعقب الفشل في مجلس الأمن، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة عقد قمة عبر الإنترنت مع الولايات المتحدة وباقي الدول أطراف الاتفاق النووي، وهي بريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا وإيران؛ في محاولة لتفادي حدوث "مواجهة وتصعيد" أكبر في الأمم المتحدة بشأن إيران.

وقال بوتين -في بيان- "القضية ملحة". وأضاف أن البديل سيكون "مزيدا من تصعيد التوتر وزيادة خطر الصراع، ولا بد من تجنب هذا السيناريو".

وأكد قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستعد للمشاركة.

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرد على الصحفيين عندما سئل عما إذا كان سيشارك في تلك القمة، قائلا "سمعت أن هناك شيئا ما، ولكن لم يتم إبلاغي به بعد".

ويقول ترامب إنه يريد التفاوض على اتفاق جديد مع إيران يمنعها من تطوير أسلحة نووية، ويفرض قيودا على أنشطتها في المنطقة ومناطق أخرى. ووصف الاتفاق النووي المبرم عام 2015 -الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما- بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق".

المصدر : الجزيرة + وكالات