اغتيال الهاشمي يشعل الشارع العراقي وتحذيرات من عودة الاغتيالات

هشام الهاشمي
الهاشمي اغتيل مساء أمس برصاص مسلحين أمام منزله (مواقع التواصل)

أدانت أوساط سياسية وشعبية في العراق اغتيال الباحث السياسي والخبير بالشؤون الأمنية هشام الهاشمي في بغداد مساء أمس، عندما كان يستقل سيارته أمام منزله، في هجوم أثار موجة غضب وتنديد في الشارع العراقي، كما تعالت الأصوات التي تطالب السلطات بضرورة التحقيق في ما حدث، وتقديم الجناة للعدالة.

وطالبت الأوساط العراقية حكومة مصطفى الكاظمي بعدم التهاون مع الجهات المتورطة في مقتل الهاشمي، وتقديمهم للعدالة، محذرين من عودة ظاهرة الاغتيالات والتصفية من قبل جماعات مسلحة متنفذة في بغداد والمدن العراقية.

وشُيع جثمان الهاشمي صباح اليوم من قبل ذويه وزملائه، الذين لفوا جثمانه بالعلم العراقي، انطلاقا من منزله بمنطقة زيونة في بغداد إلى مثواه الأخير، ورددوا شعارات منددة بعمليات الاغتيال التي تطول الكفاءات وأصحاب الرأي.

وكان مجلس القضاء الأعلى ووزارة الداخلية شكلا لجنتين منفصلتين لمتابعة عمليات الاغتيال والتحقيق في ملابساتها وملاحقة مرتكبيها.

وقال ضابط التحقيق في مكان الاغتيال إن 3 مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين أطلقوا النار من مسافة أمتار على الهاشمي، أمام منزله ببغداد، وفارق الحياة بعد نقله إلى المستشفى. ونشرت حسابات على منصات التواصل مقاطع فيديو قالوا إنها تظهر عملية الاغتيال، ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن العملية.

وعود الكاظمي
وردا على عملية الاغتيال، قالت الداخلية العراقية إن الكاظمي أمر بإعفاء قائد الفرقة الأولى في الشرطة الاتحادية العميد الركن محمد قاسم من منصبه.

كما أطلق الكاظمي  3 وعود بملاحقة ومحاسبة القتلة، وعدم السماح بعودة الاغتيالات للبلاد، وحصر السلاح بيد الدولة.

وقال الكاظمي إنه لن يسمح بتحويل العراق إلى دولة للعصابات وفرض سياسية المافيا والفوضى، مؤكدا على أن من تورط بالدم العراقي سيواجه العدالة، بحسب بيان لمكتبه.

وأكد الكاظمي خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم، أن العراق لن ينام قبل أن يخضع القتلة للقضاء بما ارتكبوا من جرائم، وأن قانون الدولة هو السقف ولا أحد فوق القانون. ولفت البيان إلى أن الكاظمي أطلق اسم الهاشمي على أحد شوارع العاصمة بغداد.

وقال رئيس الجمهورية برهم صالح إن حادثة اغتيال الهاشمي "جريمة خسيسة، وتمت على يد خارجين على القانون"، وأضاف صالح في تغريدة إن أقل الواجب هو الكشف عن المجرمين وإحالتهم إلى العدالة لضمان الأمن والسلام لبلدنا".

ودعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي السلطات الأمنية للكشف عن الأطراف الضالعة في الاغتيال، والإعلان عنها للرأي العام بشكل عاجل.

كما شجب رئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي عملية الاغتيال، وطالب بالكشف عن القتلة ومحاسبتهم علنيا.

تنديد دولي
ونددت كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا باغتيال هشام الهاشمي، ودعت ممثلة بعثة الأمم المتحدة في العراق هينس بلاسخارت في تغريدة الحكومةَ العراقية لتحديد الجناة بسرعة وتقديمهم للعدالة.

ووصفت السفارة الأميركية ببغداد -في بيان- اغتيال الهاشمي بالعمل الجبان، وقدمت التعازي في "الخسارة المأساوية لكنز وطني عراقي"، وقال السفير البريطاني ببغداد ستيفن هيكي في حسابه على تويتر إن العراق "فقد أحد أفضل رجاله المفكرين الشجعان".

والهاشمي هو أحد أبرز المحللين السياسيين والأمنيين العراقيين، ولديه العديد من المقالات في مراكز أبحاث عراقية، وهو أحد أبرز الشخصيات العراقية حضورا في منصات التواصل، ولديه العديد من المتابعين، ويعد من المؤثرين في مسار الرأي العام العراقي.

هشام الهاشمي رفقة عددا من أبنائه
هشام الهاشمي مع عدد من أبنائه (مواقع التواصل)


آخر تغريدة

وكان الهاشمي نشر تغريدة على حسابه في تويتر قبل دقائق من اغتياله، يتحدث فيها عن أسباب الانقسامات السياسية في البلاد، منتقدا المحاصصة الطائفية.

 

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي + وكالات