بعد استهداف الوطية.. الوفاق: ندرس كل الخيارات.. وخبراء يحذرون من توسيع العمليات الحربية

Libyan army retakes key airbase from warlord's forces
قوات حكومة الوفاق سيطرت على قاعدة الوطية في 18 مايو/أيار الماضي (وكالة الأناضول)

أكدت حكومة الوفاق الليبية أنها تدرس كل الخيارات للرد على قصف قاعدة الوطية غرب البلاد، وحذرت في الوقت نفسه من استخدام المواقع النفطية للأغراض العسكرية بعد دخول قوات أجنبية ميناء السدرة النفطي شرقي البلاد الأحد.

وتعهدت الحكومة المعترف بها دوليا بالرد على قصف الطيران الأجنبي الذي استهدف القاعدة، مما يشير وفق محللين عسكريين إلى مواجهة مسلحة جديدة مرتقبة.

وأكد آمر منطقة طرابلس العسكرية عبد الباسط مروان أن المعلومات المتوفرة عن الطائرة التي قصفت القاعدة هي من نوع ميراج 2000 وهي تملكها دول عدة حليفة لحفتر من بينها الإمارات ومصر وروسيا.

يأتي ذلك في حين تتزايد دائرة توسع المرتزقة الداعمين للواء المتقاعد خليفة حفتر في وسط وجنوب ليبيا بعد فشل هذه القوات في دخول العاصمة طرابلس.

وتركزت التحركات الأخيرة للمرتزقة الروس والجنجويد حول مواقع النفط، كما وثقت قوات حكومة الوفاق وصول دعم عسكري جديد إلى قاعدة الجفرة العسكرية التي تتمركز بها مرتزقة شركة فاغنر الروسية الداعمة لحفتر.

وقد أعلن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله دخول قوات أجنبية إلى ميناء السدرة النفطي سبقته قبل أيام دخول مرتزقة فاغنر إلى حقل الشرارة النفطي جنوب ليبيا وفق المصدر ذاته.

وأضاف صنع الله أنه "لا يستبعد قيام الفاغنر بتفخيخ وزرع دفاعات جوية في محيط حقلي الشرارة والفيل".

ومن جهته قال آمر منطقة طرابلس إنه "يعتقد أن القوات الأجنبية التي دخلت ميناء السدرة النفطي هي مرتزقة فاغنر الروسية، و"المؤسسة الوطنية للنفط هي صاحبة الاختصاص الأصيل على مواقعها وتقدر خطورة دخول قوات أجنبية لمنشآت النفط".

وصرح مروان للجزيرة نت أن حكومة الوفاق تدرس كل الخيارات للرد على قصف قاعدة الوطية واستخدام المواقع النفطية للأغراض العسكرية، مشيرا إلى أن الحكومة تتخذ الخطوات الكفيلة بحماية المناطق والمنشآت الحيوية من أي مخاطر قد تتعرض لها.

وأوضح مروان أن "استخدام القوة العسكرية مجددا عبر الدول الداعمة لحفتر يؤثر على مفاوضات "5+5″ العسكرية التي ترعاها الأمم المتحدة ويؤكد تماما أن حفتر والدول الحليفة له لا ميثاق لهم ولا يمكن الوثوق بهم في أي مفاوضات مقبلة معه".

قصف منظومة .. هوك فى طور التركيب فى الوطية، رغم أنه لم يحدث خسائر بشرية، وانها احدى منظومات عده ، الا انه تصعيد يفتح…

تم النشر بواسطة ‏‎Mohamed Buisier‎‏ في السبت، ٤ يوليو ٢٠٢٠

توسيع تركي متوقع
بدوره أوضح المحلل السياسي محمد بويصير أن الغارة على قاعدة الوطية أسفرت عن تدمير منظومة هوك عليها ٣ صواريخ كانت في طور التجهيز، وهو ما يعطي بحسب رأيه للقوات التركية الحق في توسيع عملياتها ونصب مزيد من الأصول العسكرية في ليبيا سواء عبر طائرات إف 16 أو صواريخ أرض أرض متوسطة المدى.

وأردف قائلا "مغامرة قصف قاعدة الوطية الجوية منحت مفتاحا مهما للجيش التركي كان يحتاجه خاصة تجاه الحليف الأميركي الذي يصنع منظومة هوك وسمح بنشرها في ليبيا".

وأفاد بويصير بأن "الدولة التي قصفت قاعدة الوطية لا تقدر الضرر الذي قد تتعرض له هي وحلفاؤها وستجد نفسها قريبا منخرطة في حرب لا تريدها ولا تقدر عليها ولا تتحكم في مجرياتها".

#عملية_بركان_الغضب: بيان المجلس الأعلى للدولة بشأن قصف قاعدة الوطية. #انتصرت_طرابلس #سرت_تعود #ليبيا

تم النشر بواسطة ‏عملية بركان الغضب‏ في الأحد، ٥ يوليو ٢٠٢٠

رفض الوجود الأجنبي
من جهته أفاد عضو مكتب الإعلام بنقابة النفط لؤي داوود بأن النقابة ترفض أي وجود أجنبي داخل مؤسسات النفط وعسكرتها واستخدامها في الحرب الدائرة في ليبيا.

وأضاف داوود للجزيرة نت "يجب على المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق والمؤسسة الوطنية للنفط توضيح المعلومات الكاملة لجنسيات القوات الأجنبية التي دخلت إلى ميناء السدرة النفطي والمواقع النفطية الأخرى ومدى توغلها في قطاع النفط الليبي".

وتابع داوود "دخول قوات أجنبية مسلحة إلى حقول وموانئ النفط يثير الرعب بين مستخدمي قطاع النفط ويعرض حياتهم للخطر إضافة إلى إرباك الأعمال والعمليات الفنية في المواقع النفطية".

وطالب داوود جميع الجهات المسؤولة في الدولة الليبية بالعمل على التدخل الفوري وإبعاد قطاع النفط عن العمليات الحربية، مناشدا المجتمع الدولي بضرورة التدخل للحفاظ على سلامة قوت الليبيين الوحيد.

#عملية_بركان_الغضب: رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله: مرتزقة فاغنر دخلت حقل الشرارة قبل 25 يومًا بتسهيل من…

تم النشر بواسطة ‏عملية بركان الغضب‏ في الأحد، ٥ يوليو ٢٠٢٠

خطورة مباشرة
ويرى الخبير العسكري عادل عبد الكافي أن وجود أي قوات أجنبية مسلحة في مواقع النفط يشكل خطورة مباشرة على حالة الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي وقد يعيد القتال مجددا بقوة حول طرابلس.

وتابع عبد الكافي للجزيرة نت "وجود المرتزقة الروس والجنجويد في مواقع حساسة مثل قطاع النفط بالإضافة إلى سيطرتهم على قاعدتي الجفرة والقرضابية بسرت يتيح لهم حرية التحرك جوا في شرق وجنوب وبعض المناطق غرب ليبيا".

وطالب عبد الكافي حكومة الوفاق بالعمل مع الحليف التركي على الهجوم على قاعدة الجفرة مفتاح السيطرة على خط الإمدادات الرئيسي الرابط بين شرق وغرب وجنوب ليبيا وإحكام السيطرة عليها، لطرد المرتزقة الروس والجنجويد من المنطقة ثم الاستهداف عبر الجو بالطائرات المسيرة.

ويختم عبد الكافي بأن المواجهة المقبلة ستكون شرسة بين قوات الوفاق ومسلحي حفتر باعتبارها تجري في مناطق مفتوحة في ظل وصول أسلحة ومعدات جديدة إلى المرتزقة الروس الداعمين لحفتر كانت تستخدمها روسيا في سوريا.

المصدر : الجزيرة