كورونا يكشف "تمييزا" ضد السجناء الأحداث السود في الولايات المتحدة

Youths take part in a Fourth of July march in Denver
الصحيفة قالت إن بيانات تظهر تمييزا ضد الأحداث السود في أميركا خاصة خلال فترة تفشي وباء كورونا (رويترز)

قالت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية إن السجناء الأحداث السود في الولايات المتحدة تم الإفراج عنهم بسبب تفشي فيروس كورونا في الفترة الأخيرة بنسب أقل بكثير من نظرائهم البيض، وإن الفرق في نسب الإفراج بين الفئتين بلغ الضعف تقريبا خلال فترة انتشار الوباء.

وذكرت الصحيفة أن تقريرا لمنظمة "آني إي كيسي" (Annie E. Casey Foundation) الأميركية التي تعنى بحقوق الأطفال، كشف عن أن فيروس كورونا فاقم التمييز ضد الأطفال السود في منظومة قضاء الأحداث الأميركية.

وذكر التقرير -الذي استند إلى دراسة استقصائية شملت 33 ولاية أميركية- أن العديد من الأطفال السود الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما تُركوا في السجون.

وأشار إلى أن نسبة الإفراج عن الأحداث البيض في فبراير/شباط الماضي، أي قبل تفشي وباء كورونا على نطاق واسع في الولايات المتحدة، كان أعلى 7% من نسبة الإفراج عن نظرائهم السود، لكن هذه الفجوة ارتفعت إلى 17% بحلول مايو/أيار الماضي.

ويقول ليز رايان، الرئيس والمدير التنفيذي لـ "مبادرة يوث فيرست" (Youth First Initiative)، وهي منظمة مجتمع مدني تناضل ضد حبس الشباب؛ "من الواضح أن نظام قضاء الأحداث الأميركي لا يقدّر حياة السود، حتى في ظل أزمة صحة عامة عالمية. لقد أدى تقاعس وكالات احتجاز الأحداث خلال هذه الأزمة إلى تفاقم التفاوتات العرقية داخل السجون، وهو أمر غير مسؤول تماما ومخزٍ".

كما سجلت المنظمة انخفاضا ملحوظا بنسبة 27% في عدد المحتجزين من الشباب منذ بدء الوباء، حيث انخفضت معدلات الاحتجاز بشكل متناسب بين السود والبيض وذوي الأصول اللاتينية، لكن الذين ينتمون لأصول أفريقية ظلوا ممثلين بشكل أكبر في السجون، بسبب التوقف الجزئي لمعدلات الإفراج في صفوفهم، خاصة منذ أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين.

وذكر التقرير أنه "في الأشهر التي تلت ظهور الوباء في مارس/آذار الماضي، تفاقم التمييز ضد الأحداث السود، خاصة مع بدء إطلاق سراحهم بمعدلات أبطأ بكثير من البيض".

ولم يتضمن التقرير تفسيرات لسبب إبقاء بعض المعتقلين من ذوي الأصول الأفريقية محتجزين، لكن قضاةً ومسؤولين لإنفاذ القانون ممن عارضوا مطالب الإفراج عنهم برروا مواقفهم بأن بعض الجنح "الأقل خطورة" التي ارتكبوها لا تعكس حقيقة طبيعة وخطورة ما اقترفوه من أفعال، كما أن العديد منهم -حسب قولهم- في وضع أفضل في المعتقلات، بدل المخاطرة بإعادتهم إلى وسطهم غير المستقر، وإلى أحيائهم غير الآمنة.

لكن القائمين على "مبادرة يوث فيرست" ينفون هذه الادعاءات، مؤكدين أنه لا يوجد سبب للاعتقاد أن الأحداث الموجودين الآن في السجون موجودون فيها لارتكابهم "جنح كبرى"، خاصة في هذه اللحظة الذي تعيش فيها الولايات المتحدة "وعيا متزايدا" بضرورة معالجة مشكلة التفاوت العرقي بين البيض وباقي الأقليات.

ووفقا لبيانات جمعها "برنامج اعتقال" (Sentencing Project)، وهو برنامج يسعى إلى إرساء نظام عدالة جنائية "عادل وفعال" في الولايات المتحدة ومعالجة الممارسات العنصرية التي تكتنفه، فقد سجلت عدد الإصابات بفيروس كورونا ارتفاعا مضطردا في صفوف الأحداث بالولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية.

وذكر المشروع أنه سجل منذ مارس/آذار الماضي ألفا و310 إصابات بالفيروس بين الشباب المعتقلين، وألفا و550 في صفوف العاملين بوحدات الاحتجاز.

ويؤكد جوشوا روفنر، وهو أحد مسؤولي المشروع، أنه "يجب أن نكون سعداء بإطلاق سراح العديد من الشباب الذين لم يكن من المفترض أصلا أن يكونوا هناك. لا أريد التقليل من حقيقة أن الشباب البيض يستفيدون من الوضع الحالي، لكن البيانات تتحدث عن نفسها بوضوح: جميع أبنائنا لا يعاملون على قدم المساواة".

المصدر : نيويورك تايمز